بايدن يطالب الفلسطينين بإدانة… الفلسطينيين
ندد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ب”الفشل في ادانة” الهجمات ضد اسرائيليين موجها انتقادا ضمنيا للقادة الفلسطينيين لعدم ادانتهم ذلك في حين تواصلت اعمال العنف الثلاثاء والاربعاء.
وقال بايدن بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “الولايات المتحدة الاميركية تدين هذه الاعمال”.
وتابع “هذا النوع من العنف الذي شهدناه بالامس، والفشل في ادانته، والخطاب الذي يحض على العنف والانتقام الذي ينجم عنه، كل هذا يجب ان يتوقف”.
ومن جانبه، طالب نتانياهو المجتمع الدولي بادانة صمت الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويلتقي بايدن عباس في رام الله مساء الاربعاء.
الى ذلك، قام بايدن بجولة غير معلنة في البلدة القديمة في القدس حيث زار كنيسة القيامة برفقة ثلاثة من احفاده وزوجة ابنه بو الذي توفي بسرطان الدماغ في 2015.
وابقت الشرطة الاسرائيلية الزوار بعيدا عن الكنيسة لمدة ساعة بينما كان بايدن، وهو كاثوليكي، يلتقي ممثلين عن الطوائف المسيحية التي تتقاسم الكنيسة.
وسمع الصحافيون الذين لم يسمح لهم بالدخول تراتيل وصلوات اثناء زيارة بايدن للمكان الاكثر قدسية لدى المسيحيين.
ووقعت ستة هجمات منفصلة قبل وبعد وصول بايدن الثلاثاء في زيارة تستغرق يومين الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، احداها على بعد نحو 15 دقيقة سيرا على الاقدام من مركز شيمون بيريز للسلام حيث كان بايدن يلتقي الرئيس الاسبق.
وشهدت القدس والضفة الغربية صباح الاربعاء هجمات جديدة قتل فيها المنفذون الفلسطينيون الثلاثة واصاب احدهم شخصا بجروح.
وفتح فلسطينيان في العشرين من العمر النار من سيارتهما على حافلة في حي لليهود المتدينين في شمال القدس. فتوقف سائق سيارة مسلح ورد على اطلاق النار.
عندها هرب المهاجمان باتجاه المدينة القديمة حيث اطلقا النار مجددا وقالت الشرطة ان قوات الامن قتلتهما.
واصيب فلسطيني مقدسي في اواخر الخمسينات من عمره بعيار ناري اثناء اطلاق النار ونقل الى المستشفى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان الشابين اللذين قتلا في القدس هما “الشهيد عبد الملك صالح ابو خروب (19 عاماً) والشهيد محمد جمال الكالوتي (21 عاماً) من بلدة كفرعقب شمال القدس”.
وفي الضفة الغربية، قتل فلسطيني الاربعاء برصاص الجيش الاسرائيلي عند حاجز بعد ان حاول طعن جنود، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي.
وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الحادث وقع في قرية الزاوية شمال الضفة الغربية المحتلة واسم الشاب احمد يوسف عامر (17عاما).
ويتساءل المعلقون الاسرائيليون حول تزامن هذا التصعيد في اعمال العنف مع زيارة بايدن.
– “لا مبادرة جديدة”-
وتبدو آفاق التوصل الى حل سلمي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي مسدودة تماما.
وتقول اسرائيل ان التحريض الذي يقوم به مسؤولون فلسطينيون ووسائل الاعلام هو السبب الرئيسي لاعمال العنف.
ويشعر الفلسطينيون بالاحباط مع استمرار الاحتلال الاسرائيلي وتكثف الاستيطان وجمود عملية السلام وتعثر الجهود الدولية لازالة التوتر.
ودان نتانياهو مرة اخرى ما وصفه بالصمت الفلسطيني على ادانة اعمال العنف وندد ب” التحريض الدائم على الكراهية في المجتمع الفلسطيني الذي يقدس قتل الابرياء”.
وسبق وصول بايدن الى اسرائيل اعلان نتانياهو نيته عدم التوجه الى واشنطن ورفضه لقاء الرئيس باراك اوباما.
ولم يتطرق بايدن او نتانياهو لهذه المسألة اثناء التصريح الصحافي.
وكان البيت الابيض اعلن الاثنين ان نتانياهو طلب موعدا من الرئيس الاميركي. وعندما صدرت الموافقة عليه وتحدد موعد اللقاء كان الجواب الاسرائيلي بان رئيس الوزراء الغى الزيارة، في قرار “فاجأ” واشنطن.
وكان يفترض ان تتزامن زيارة نتانياهو لواشنطن مع المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية-الاسرائيلية (ايباك)، اكبر لوبي مؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة، وهي مناسبة شارك فيها نتانياهو مرارا خلال السنوات الماضية.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس ان الحكومة الاسرائيلية طلبت من البيت الابيض تحديد لقاء لنتانياهو مع اوباما “يوم 17 او 18 آذار/مارس” فاختارت الرئاسة الاميركية يوم 18 وابلغت الحكومة الاسرائيلية بذلك قبل اسبوعين.
واضاف “كنا نتطلع لاستضافة هذا الاجتماع الثنائي حين فوجئنا بنبأ وردنا اولا عبر الاعلام، بأن رئيس الوزراء عوضا عن ان يقبل دعوتنا، قرر الغاء زيارته”.
وبررت اسرائيل الثلاثاء قرار نتانياهو برغبته في الا يبدو وكأنه يتدخل في الانتخابات التمهيدية الاميركية.
ويرى خبراء ان اسرائيل متخوفة من خروج الولايات المتحدة عن موقفها التقليدي الداعم لاسرائيل، وقيامها بدعم قرار في مجلس الامن او اصدار اعلان رئاسي اميركي يحدد معايير حل النزاع.