العنف في أميركا: السود… والشرطة في خطر
اعتقلت الشرطة اكثر من 200 شخص وسط مشاهد من الفوضى خلال ليلة جديدة من الاحتجاجات ضد عنف الشرطة تجاه السود، فيما كشفت السلطات الاحد ان منفذ هجوم دالاس كان يخطط لهجوم تفجيري.
وتصاعد العنف في انحاء الولايات المتحدة بسبب مقتل التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل هذا الاسبوع برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا.
ومن بين المعتقلين عناصر من حركة “حياة السود مهمة”.
ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما مجددا الاحد من مدريد الاميركيين الى التزام الهدوء وعدم مهاجمة قوات الشرطة.
وقال في تصريح صحافي في ختام لقاء مع رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي في مدريد “ان العنف ازاء عناصر الشرطة جريمة لا بد من ان تلقى العقاب. ان عدم الاقرار بان غالبية عناصر الشرطة يقومون بعملهم بشكل جيد جدا انما يفقدنا الكثير من الحلفاء المؤيدين للاصلاحات”.
واعلن البيت الابيض ان الرئيس سيزور دالاس الثلاثاء ليلقي كلمة في جنازة رجال الشرطة الخمسة الذي سقطوا في هجوم دالاس الخميس.
وصرح قائد شرطة دالاس ديفيد براون لقناة “سي ان ان” ان لمنفذ هجوم دالاس ميكا جونسون الجندي السابق البالغ ال25 من العمر، “خطط اخرى” نظرا الى ترسانة الاسلحة التي عثر عليها في منزله.
وعثرت الشرطة في منزله في ضاحية دالاس على مواد لصناعة قنابل وبنادق وذخائر وكتيب عن اساليب القتال.
وكان الذعر سيطر على دالاس مجددا السبت اثر تلقي المقر العام لشرطة المدينة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة تهديدا من مجهول ورصد شخص مشبوه في احد المباني، بعد يومين من اقدام قناص على قتل خمسة شرطيين خلال تظاهرة سلمية.
وقالت الشرطة في بيان ان “دائرة شرطة دالاس تلقت تهديدا من مجهول ضد قوات الامن في سائر انحاء المدينة واتخذت اجراءات احترازية” لتعزيز امن عناصرها.
وافاد عناصر في الشرطة وكالة فرانس برس ان هذه الاجراءات شملت فرض طوق امني حول المقر العام، لكن الشرطة نفت لاحقا على تويتر فرض طوق امني حول المقر العام، مؤكدة انها اعلنت حال التأهب في اجراء احترازي يأتي بعد يومين من مقتل خمسة من عناصرها واصابة سبعة آخرين برصاص رجل اسود.
ويأتي ذلك بعد ليلة جديدة خرجت فيها مسيرات في مدن اميركية عدة تنديدا بممارسات الشرطة العنيفة ضد السود.
ويطالب المحتجون الذين تقودهم حركة “حياة السود مهمة” بالعدالة لاميركيين اسودين التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل قتلا هذا الاسبوع برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا، واثار نشر لقطات فيديو للحادثين صدمة في المجتمع الاميركي.
واعتقلت الشرطة عشرات المشاركين في تظاهرات في باتون روج حيث قتل سترلينغ وكذلك في سانت بول حيث قتل كاستيل.
واغلق مئات المتظاهرين في سانت بول مفترق الطريق السريع لساعات السبت والقوا بالمفرقعات والحجارة والزجاجات على الشرطة .
واستخدم رجال الشرطة قنابل الدخان ورذاذ الفلفل لتفريق التظاهرة.
وقالت شرطة سانت بول على صفحتها على فيسبوك ان المتظاهرين القوا القنابل الحارقة كما القى شخص “قطعة كبيرة من الاسمنت من جسر على راس احد رجال الشرطة”.
واضافت ان خمسة من رجال الشرطة اصيبوا “ولكن اصاباتهم ليست خطرة”.
اما في باتون روج فذكر الاعلام المحلي ان الشرطة اعتقلت متظاهرين اثنين على الاقل.
ونفى محامي الشرطي الذي قتل فيلاندو كاستيل السبت ان يكون موكله جيرونيمو يانيز اطلق النار بدافع العنصرية، مؤكدا في المقابل ان كاستيل كان مسلحا. وقال ان ما حمل الشرطي على اطلاق النار “لا علاقة له بالعرق، بل هو على ارتباط بوجود سلاح”.
وعلى اثر تواتر حوادث مقتل رجال من السود برصاص الشرطة، وبعد الحادثين الاخيرين، وقال القناص الذي قتل قبل ايام خمسة شرطيين في دالاس واسمه ميكا جونسون (25 عاما) لمفاوضيه قبل مقتله انه يريد قتل رجال شرطة من البيض انتقاما لمقتل السود.
وبات المسؤولون في دالاس متأكدين الان من ان جونسون، الجندي السابق في الجيش، تحرك بمفرده ولا علاقة له باي تنظيم او مجموعة كما كان يخشى في البداية.
لكن مشاهد الرعب في دالاس بولاية تكساس جددت المخاوف من فصل مظلم جديد من العنصرية في اميركا.
– “الأخطر هو ان تكون اسود”-
وطالبت حركة “حياة السود مهمة” التي قادت تظاهرات استمرت اشهرا في انحاء البلاد احتجاجا على وحشية الشرطة تجاه الاميركيين من اصل افريقي، بوضع حد للعنف وليس التصعيد.
وتظاهر مئات الأشخاص سلميا السبت في نيويورك لليلة الثالثة على التوالي، رافعين لافتات تحمل اسمي التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل.
وشهدت مدن اخرى السبت ايضا مسيرات، بينها انديانابوليس وفيلادلفيا، حيث دعا المنظمون الى “عطلة نهاية اسبوع من الغضب”.
وليل الجمعة استخدمت الشرطة في فينيكس واريزونا رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وفي روتشستر، نيويورك، القي القبض على 74 شخصا خلال اعتصام احتجاجي.
غير انه في مناطق اخرى، من اتلانتا الى هيوستن، مرورا بنيو اورلينز وديترويت وبالتيمور، جرت الاحتجاجات التي نظمت نهاية الاسبوع تنديدا بعنف الشرطة من دون حوادث.
وسعى السياسيون الاميركيون الى توحيد صفوف الاميركيين بعد اسبوع من اعمال العنف.
وكتبت المرشحة الديموقراطية الى الانتخابات الرئاسية الاميركية هيلاري كلينتون على “تويتر” ان “على الاميركيين البيض (…) الاستماع عندما يتحدث الاميركيون الافارقة عن العوائق التي تواجههم”.
من جهته قال نيوت غينغريتش المرشح البارز لمنصب نائب الرئيس على لائحة المرشح الجمهوري للبيت الابيض دونالد ترامب “الاخطر في اميركا هو ان تكون اسود”. واضاف “احيانا من الصعب بالنسبة الى البيض ان يفهموا ذلك. إنه خطر يومي”.
وفي ارخبيل الباهاماس حيث 90 بالمئة من السكان من السود، دعت السلطات مواطنيها الذين يقضون اجازاتهم في الولايات المتحدة الى توخي الحذر في حضور الشرطة.
وقالت خارجية باهاماس على موقعها على الانترنت “نطلب خصوصا من الشبان التحلي باقصى الحذر في المدن المعنية عندما يكونون في تواصل مع الشرطة. تفادوا المواجهة وكونوا متعاونين”.