ليبيا: بدعم أميركي مباشر قوات حكومية تسيطر على سرت
اعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية الاربعاء السيطرة على مقر قيادة تنظيم الدولة الاسلامية في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، محققة انتصارا كبيرا في معركتها لانزال الهزيمة بالتنظيم المتطرف في معقله في سرت.
وتمكنت القوات الموالية لحكومة الوفاق التي تخوض عملية “البنيان المرصوص” من السيطرة على المجمع بعد تحقيق تقدم في انحاء المدينة الاربعاء وبعد طلبها وحصولها على الاسناد الجوي من الطيران الاميركي الذي يغير على مواقع الجهاديين في المدينة الواقعة على بعد 450 كلم الى الشرق من طرابلس.
أفادت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء ان جنودا من الوحدات الخاصة الاميركية قدموا للمرة الاولى اسنادا مباشرا للقوات الليبية في سرت. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين طلبوا عدم كشف اسمائهم ان جنود الوحدات الخاصة الاميركية يعملون انطلاقا من مركز عمليات مشترك في اطراف المدينة. واضافت ان الجنود الاميركيين يعملون بالتنسيق مع نظرائهم البريطانيين على تحديد مواقع للضربات الجوية ويزودون شركاءهم بالمعلومات الاستخبارية.
واكد المكتب الاعلامي لعملية “البنيان المرصوص” ان “مجمع قاعات واغادوغو في قبضة قواتنا”، معلنا كذلك عن السيطرة على مستشفى ابن سينا المجاور بعد السيطرة على حرم جامعة سرت القريب ايضا.
وقال رضا عيسى، احد المتحدثين باسم العملية ان تحرير سرت “سيعلن عند تحرير المدينة بالكامل” موضحا ان “ما زالت هناك الأحياء السكنية 1 و 2 و 3 اضافة الى مجمع القصور على البحر” التي تعمل القوات الموالية للحكومة على بسط سيطرتها عليها.
دخلت القوات الموالية لحكومة الوفاق في 9 حزيران/يونيو الى سرت ونجحت في تطويق الجهاديين في وسط المدينة ثم طلبت مساندة الطيران الاميركي الذي بدأ في مطلع اب/اغسطس تنفيذ ضرباته على مواقع التنظيم المتطرف.
وافاد مركز العمليات والمستشفى الميداني في سرت عن استقبال “جثامين 16 شهيداً نتيجةمعارك تحرير اليوم” من القوات الحكومية. لم يتضح عدد قتلى تنظيم الدولة الاسلامية، لكن قيادة العمليات اعلنت في وقت سابق مقتل 20 من الجهاديين خلال المعارك للسيطرة على الحرم الجامعي.
واعلن مركز العمليات عن انقطاع الاتصال مع طائرة عسكرية، من دون توضيحات. واعلنت وكالة “اعماق” التابعة للتنظيم المتطرف عن اسقاط طائرة في سرت ومقتل طيارها.
وقد تمكن الجهاديون من السيطرة على سرت في خضم الفوضى التي سادت ليبيا بعد اسقاط نظام معمر القذافي في 2011.
وبعد ان حققت قوات حكومة الوفاق الوطني تقدما في المدينة، تباطأ تقدمها جراء نيران القناصة والتفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة، لكن الحكومة اعلنت الاحد بدء “العد التنازلي” لاطلاق “المرحلة الاخيرة” من عملية “البنيان المرصوص” لاستعادة المدينة. واكدت “انطلاق العد التنازلي للمرحلة الاخيرة من العمليات العسكرية ضد فلول داعش، واجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادا للمعارك الاخيرة والحاسمة لاجتثاث عصابة داعش من مدينة سرت”.
وقد بدات القوات الحكومية منذ الخميس عملياتها للوصول الى مجمع واغادوغو للمؤتمرات، المقر الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية في سرت، لاستعادة المدينة من التنظيم المتطرف الذي يسيطر عليها منذ حزيران/يونيو 2015.
واكدت القيادة الاميركية في افريقيا الاربعاء في بيان تنفيذ 29 ضربة على مواقع التنظيم المتطرف منذ الثلاثاء. واعلن المكتب الاعلامي لعملية “البنيان المرصوص” ان غارات جوية لمقاتلات الدعم الدولي لهذه العملية “دمرت سيارتين مسلحتين لعصابتهم وأخرى مفخخة قبل وصولها لطلائع قواتنا اليوم”. منذ انطلاقها في 12 ايار/مايو، قتل في عملية “البنيان المرصوص” اكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية واصيب اكثر من 1800 بجروح.
وقال رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في مقابلة مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الايطالية الاربعاء انحكومته طلبت فقط “تنفيذ ضربات جوية شديدة الدقة ومحدودة في الوقت والنطاق الجغرافي”.
وقال “لا نحتاج الى قوات اجنبية على الاراضي الليبية”.
تحظى حكومة السراج بدعم الغرب بهدف اعادة الاستقرار الى ليبيا التي توجد فيها حكومة ثانية في الشرق.
وبالاضافة الى التهديد الذي يشكل تنظيم الدولة الاسلامية، يخشى الغرب على مصير الثروات النفطية في ليبيا.
والاربعاء، طالبت ست دول غربية في اعلان مشترك بان تعود كل المنشآت النفطية في ليبيا “من دون تأخير ولا تحفظات” الى سلطة حكومة الوفاق الوطني.
وافاد الاعلان ان حكومات المانيا واسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا والمملكة المتحدة تطالب بان تعود السلطة على كل المنشآت النفطية “من دون شروط مسبقة ولا تحفظات ولا تأخير الى ايدي السلطات الوطنية الشرعية” في اشارة الى حكومة الوفاق الوطني.
واعربت عن “قلقها ازاء التوتر المتصاعد قرب مرفأ الزويتينة النفطي” حيث اهم البنى التحتية النفطية على الشاطىء الشرقي للبلاد على بعد حوالى 80 كلم جنوب غرب مدينة بنغازي.
وهددت القوات الموالية للواء خليفة حفتر المتمركزة في شرق ليبيا والمعارضة لحكومة الوفاق الوطني بالتدخل في الزويتينة ضد حرس المنشآت النفطية في هذا المرفأ.
وكانت حكومة الوفاق الوطني اعلنت عزمها الاشراف مجددا على تصدير النفط المتوقف منذ اشهر عدة بسبب الخلافات السياسية وهجمات الجهاديين.
الا ان السلطات الموازية في شرق البلاد المدعومة بقوات اللواء حفتر لا توافق على تسليم تصدير النفط لحكومة الوفاق.