القوات العراقية تقترب من مطار الموصل
قال قائد كبير في قوات الأمن العراقية، إن القوات طردت تنظيم “الدولة الإسلامية” من وسط مدينة تقع إلى الجنوب من الموصل، معقل التنظيم، اليوم السبت، وباتت على بعد بضعة كيلومترات من مطار يقع على مشارف المدينة.
وقال الفريق رائد شاكر جودت، إن قوات الأمن تسيطر على وسط مدينة حمام العليل الواقعة على بعد 15 كيلومترا جنوبي الموصل، رغم أنه لم يوضح ما إذا كان المقاتلون قد طردوا تماما.
وقال مسؤولون عراقيون إن التقدم على الطرف الجنوبي يأتي بعد أيام من اجتياح قوات عراقية، خاصة الطرف الشرقي من الموصل، وسيطرتهم على ستة أحياء منحتهم موطئ قدم في المدينة للمرة الأولى منذ فرار الجيش من المنطقة قبل عامين.
وقال جودت إن وحدة أخرى تقدمت شمالا على الضفة الغربية لنهر دجلة اليوم السبت. وأضاف أن قوات خاصة وصلت إلى منطقة تبعد أربعة كيلومترات عن مطار الموصل.
ولم ترد تقارير عن مزيد من المكاسب في شرق المدينة اليوم السبت، وقال ضباط إن الجيش يطهر المناطق التي سيطر عليها في محيط الموصل مؤخرا.
وخلال زيارة للجبهة الشرقية للقتال قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه يحمل رسالة طمأنة للسكان داخل الموصل الذين وصفهم بالرهائن في يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال العبادي “أنا أطمئن المواطنين وبالأخص في الموصل الذين هم رهائن بيد ’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘) .. قريبا سنحرركم .. انتظروا اللحظة التي يدخل فيها هؤلاء الأبطال ليحرروكم. هؤلاء معكم لحمايتكم .. لرعايتكم .. وإن شاء الله سنقطع رأس ’داعش‘. العراقيون سيوجهون الضربة القاصمة لـ’داعش‘ الإرهابية.”
وقال إن التقدم في حملة استعادة السيطرة على الموصل المستمرة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع وداخل الموصل ذاتها أسرع من المتوقع. لكنه أشار إلى أن وتيرة التقدم قد لا تستمر بهذا الشكل في وجه المقاومة الشرسة التي تشمل تفجير سيارات ملغومة ورصاص قناصة وزرع قنابل على جانب الطرق.
وأضاف العبادي “أطمئن المواطنين هذه قواتنا البطلة لن تتراجع ولن تنكسر. ربما أمام الأعمال الإجرامية لـ’داعش‘ يوجد تأخير ولكن أؤكد أنه لا يوجد تأخير بناء على الخطة”.
وقال الفريق جودت إن قواته دمرت 17 سيارة محملة بقنابل استهدفت الجنود أثناء تقدمهم شمالا.
وحتى الآن تعتبر المنطقة التي يقول الجيش إنه سيطر عليها شرق الموصل جزءا صغيرا من المدينة التي كان يقطنها نحو مليوني نسمة قبل أن يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها في 2014. وهناك أكثر من مليون شخص في المدينة حاليا، وهي المدينة الأكبر على الإطلاق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق أو سوريا.
ورأى مراسل رويترز في قرية علي راش، التي تبعد نحو سبعة كيلومترات جنوب شرقي الموصل، أعمدة دخان تتصاعد من الأحياء الشرقية للمدينة اليوم السبت، وسمع دوي الضربات الجوية والقصف المدفعي والأعيرة النارية.
وحذرت الأمم المتحدة من خروج جماعي محتمل لمئات الآلاف من اللاجئين من الموصل. وحتى الآن قال مدير المنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي سوينج إن 31 ألفا فقط نزحوا وعاد أكثر من 3000 منهم لمنازلهم.
وقال لرويترز، “الأعداد ليست كبيرة بالشكل الذي توقعناه. لقد سمعنا أرقاما وصلت إلى حد 500 ألف أو 700 ألف.”
وأضاف “نحن نحاول أن نستعد وفقا لذلك لكن من الصعب جدا التخطيط للطوارئ بصورة تقترب من الدقة لأننا لا نعلم ما الذي سيجدوه عندما يدخلون.”
قال اللواء نجم الجبوري قائد عمليات الموصل إن هجوم اليوم السبت على حمام العليل التي تقع على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل يستهدف قوة تضم 70 مسلحا على الأقل من تنظيم “الدولة الإسلامية” في المدينة الواقعة على نهر دجلة.
وقال الجبوري إن الهجوم بدأ نحو الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش). وحاول بعض المتشددين بالفعل الهروب عبر النهر لكن البعض الآخر قاوم مقاومة شرسة، وأحبطت القوات ثلاث محاولات لتنفيذ تفجيرات بسيارات ملغومة.
وقال الجبوري للصحفيين إن المعركة “مهمة جدا. إنها آخر مدينة أمامنا قبل الموصل”. وأضاف أن طائرات هليكوبتر عراقية تساند قوات الجيش المدعوم أيضا بمقاتلات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يضرب أهدافا لتنظيم “الدولة الإسلامية” في المدينة منذ أيام.
وقال قرويون لرويترز إن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” أجبروا السكان على البقاء وقت تعرضهم للهجوم في حمام العليل كما أرغموا الآلاف على السير معهم لدى تقهقرهم شمالا على مدى الأسبوعين الماضيين كدروع بشرية لاتقاء الضربات الجوية.
وذكرت الأمم المتحدة أن المتشددين اصطحبوا 1600 مدني اختطفوهم من حمام العليل إلى تلعفر غربي الموصل يوم الثلاثاء وأخذوا 150 أسرة أخرى من تلعفر للموصل في اليوم التالي.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إن تنظيم “الدولة الإسلامية” أمر السكان بتسليم الصبية الذين تزيد أعمارهم عن تسع سنوات في مسعى على ما يبدو لتجنيد أطفال.
وقال الجبوري إن قوات الشرطة الاتحادية التي تقاتل مع الجيش في حمام العليل قتلت رجلا وصفه بأنه شخصية بارزة في “الدولة الإسلامية” ويدعى عمار صالح أحمد أبو بكر لدى محاولته الفرار من المدينة في سيارة.
وقال إن الكثير من المتشددين الباقين في المدينة ليسوا عراقيين. وأضاف “هناك 70 مقاتلا من ’داعش‘ على الأقل في المدينة أغلبهم من المقاتلين الأجانب لذلك لا يعرفون إلى أين يتوجهون. إنهم يتنقلون فقط من مكان لآخر”.