انقلاب في لبنان- ترويض حزب الله ١٣/١٣
شخصيات الرواية بتسلسل ظهورها:
نريمان: سيدة مجتمع ثرية زوجة مصرفي لبناني
سامي: ضابط عضو في الأركان
جورج: ضابط في الشرطة
حسن: ضابط في الأمن العام
محمد: ضابط سلاح مدرعات
مروان: ضابط في أمن الدولة
فارس: عقيد في الدرك
انطوان: عقيد في فوج المشاة
خارج حلقة الانقلاب
فرانسوا: رجل مخابرات فرنسي
دونالد: رجل مخابرات أميركي
ناصيف: زوج ناريمان
روبير: مخابرات فرنسية مدير العمليات الخارجية
رولان: مدير الأمن العسكري اللبناني
طانيوس: جندي بحري هو مرافق مروان
ليديا: الخادمة الفيلبينية تعمل لدى ناريمان
منير: استاذ جامعي (اقتصاد وإحصائيات)
شربل: استاذ جامعي ( سياسة وإدارة أعمال)
بشارة: استاذ جامعي (قانون وحقوق)
جون: فيليبيني زوج داليا يخدم في منزل ناريمان
انقلاب في لبنان- الحلقة ١٣
ترويض حزب الله
أعاد مروان رجل أمن الدولة صاحب العلاقات المتشابكة مع كافة القوى السياسية في البلد تكرار كلمته:
– سأقول لكم كيف يمكن ترويض حزب الله…
قالها وهو يتوجه لجميع الحضور. تابع:
– إن حزب الله يمثل قوة عسكرية لا مجال لإنكارها وليس من الحكمة تجاهلها. إلا أن هذه القوة تستند على قاعدة مذهبية تمثل تسعين في المئة من مؤيديه والبقية هي من شريحة ترى أنه يقف سداً يحول دون عربدة اسرائيل، هذا بالنسبة لقاعدته الشعبية، هذه الأقلية من الصعب جداً إبعادها عن حزب الله لأنها مؤدلجة ترى فيه عامل مقاومة يعوض الفشل العربي في مواجهة العدو الاسرائيلي، ويضاف لهذه المجموعة قسم من الشريحة المذهبية. ولكن…
سكت مروان قليلاً حتى يستوعب الباقون ما قاله ثم تابع:
– ولكن قسم كبير من قاعدته المذهبية يمكنها الابتعاد عن الحزب في بعض الحالات…
– مثلاً ؟ قالتها ناريمان وهي تصلح جلستها وتأخذ سيجارة من علبتها المذهبة.
ابتسم مروان وتابع:
– هناك عدة حالات مختلفة تقود هذه الشريحة الواسعة لدعم حزب الله: الأولى وهي الأهم بالنسبة لنا هي التي تخضع لعامل الخوف من حزب الله. الثانية هي التي لم يعد لها مصلحة بدعم حزب الله وتنتظر فرصة مؤاتية للانتقال إما لجانب حزب أمل أو لجانب بقية اللبنانيين بعيداً عن المذهبية، كما يوجد قسم ثالث مدسوس من قبل القوى الأخرى مثل حركة أمل أو بقايا الأحزاب اليسارية السابقة وخاصة الحزب الشيوعي، وتوجد أقلية تتبع حزب الله لأسباب مذهبية دينية على أساس مبدأ ولاية فقيه…
هنا قاطعته ناريمان وهي تقلب شفتيها:
– هذا أصعب فريق …
– لا ! أجاب مروان بقوة. هؤلاء يتبعون ما يقوله مراجعهم الدينية… وبالنسبة لموضوعنا يمكن تصنيفهم في الشق الديبلوماسي أي محادثاتنا مع إيران وهذه استلمها حسن وسامي… أدعهما أن يشرحا لنا إلى أين وصلا…
– بعد فرنسا وأميركا واسرائيل علينا أيضاً أن نكشف خططتنا إلى إيران…
تابع مروان وهو ينقل نظره بين حسن وسامي:
– إيران وروسيا والسعودية وغيرها من الدول … مذا تعتقدين؟ لبنان دولة صغيرة كل شاردة وواردة تدور على أرضه يعلم بها الجميع…
قاطعته ناريمان مرة أخرى وقد علت وجهها علامات تعجب رفعت حاجبيها وأظهرت حقيقة عمرها الخمسيني:
– هذا لم يعد انقلاب … باتت حفلة كرنفال… أين السرية؟
هنا دحل سامي على خط الجدال:
– هنا صعوبة الانقلاب وتحضيرات الانقلاب. علينا أن نتواصل مع كل القوى التي لا يمكن إلا أن تكون على علم بما يحصل، ولكن كل جهة دولية يكون ضمن رجالها وأجهزتها تناقضات فهي كما يقال لا تضع كل بيضها في سلة واحدة، فهم يريدون دائما المحافظة على علاقات طيبة مع كل الأفرقاء بما فيهم أعدائهم … لعل وعسى وحتى أن المسؤولين لا يضعون كل عملائهم في صورة علاقاتهم المتشابكة .عملنا مع المن نتواصل معهم هو إقناعهم بأن حركتنا يمكن أن تكون لصالحهم، وبالطبع فهم ينقلون ما نقوله لهم لرؤسائهم الذين يدعوهم لمتابعة الأمر… مرة أخرى … لعل وعسى.
قاطعته ناريمان:
– بالنسبة لإيران؟
أجابها سامي بحزم:
– مثلما هو الحال مع فرنسا وأميركا وإسرائيل فحسن يتواصل مع «كوناكت»، قالها بالفرنسية حتى تفهم ناريمان أن علاقتها مع الطرف الفرنسي معلومة من الجميع. وتابع:
– نعم هناك تواصل مع ضابط من طهران ونعتقد بأنه يمثل الطرف الإيراني الذي يمكنه أن يضحي بحزب الله … لنقل حزب الله بشكله الحالي،.. هذا نتيجة صراعات داخلية إيرانية لسنا غرباء عنها.
نظرت ناريمان يمنة ويسرة كأنها تطلب من الباقين موافقة على ما قاله سامي. طمأنها حسن بقوله:
– لا خشية من طرف هذا «الكونتاكت» فنحن ممسكين به بشكل جيد ولا يستطيع خيانتنا،… وكذلك ممسكين بفرانسواز…
– كيف ! سألت بدهشة ناريمان.
– نحن بلد صغير ولكن لدينا أجهزة قادرة… وكما قال سامي نحن قادرون على ترويض حزب الله وسترون عندما نضع كل النقاط على حروف الخطة النهائية.
تنفست ناريمان وسألت:
– وهل يمكن ترويض السعودية… ابتسمت قليلاً وفسرت ابتسامتها بوقلها: أحب كلمة ترويض … كتعبير في محله.
أجابها سامي:
نعم يمكننا ترويض السعودية ….
(يتبع في الحلقة ١٤)