انقلاب في لبنان – اسرائيل دائماً على الخط (الحلقة ٥)
اسرائيل دائماً على الخط (الحلقة ٥)
شخصيات الرواية بتسلسل ظهورها:
نريمان: سيدة مجتمع ثرية زوجة مصرفي لبناني
سامي: ضابط عضو في الأركان
جورج: ضابط في الشرطة
حسن: ضابط في الأمن العام
محمد: ضابط سلاح مدرعات
مروان: ضابط في أمن الدولة
فارس: عقيد في الدرك
انطوان: عقيد في فوج المشاة
خارج حلقة الانقلاب
فرانسوا: رجل مخابرات فرنسي
دونالد: رجل مخابرات أميركي
ناصيف: زوج ناريمان
روبير: مخابرات فرنسية مدير العمليات الخارجية
رولان: مدير الأمن العسكري اللبناني
طانيوس: جندي بحري هو مرافق مروان.
يمكن العودة إلى الحلقات السابقة على نفس الصفحة
ركب مروان وحسن القارب اليخت الصغير ليقلهما إلى جونية. نظر الاثنان إلى طانيوس بحار اليخت وهو يخرج زجاجتي بيرة من البراد وبعض الفستق وهي عادته قبل أن ينطلق باليخت.
همس مروان لحسن: «يعتقد أننا نزور نساء في لارنكا».
رد حسن «أو يعتقد أننا في مهمة… المهم أن لا يكون ثرثار». «لا تخاف مثل البئر لا يكشف أي سر».
ضحك حسن وقال «في البئر في بعض الأحيان نجد …جثث».
تطاير رزاز مياه الموج حولهما وهما في طريق العودة إلى الوطن. وتمدد حسن في محاولة للنوم قليلاً، بينما ابتعد مروان ليتحدث على هاتفه المحمول المشفر.
****
بعد خروج الجميع من الشاليه، ساعدت ناريمان جورج في رفع بقايا المأكولات لرميها في سلة القمامة ومسح الطاولة، فيما جورة يقهقه كعادته. سألته :
– ما بك؟
– بالله أنت سيدة منزل جيدة… اعتقدت أنك فقط سيدة مجتمع. وقهقه عن جديد.
ابتسمت له.
اقترب جورج من المرأة ولمس شعرها. تأففت بدلع وقالت:
– جورج لا تلمسني…
– لماذا؟
– لا يوجد لماذا…
– تذكرين؟
– هذه ذكريات قديمة عفى عنها الزمن… نحن هنا للعمل للتحضير لما سوف يغير مستقبل البلاد…
قهقه جورج وقال بجدية:
– أنا هنا لأنك هنا.
– جورج …! حبيبي … علاقتنا قديمة …
– أنا لم أنس …! جسدك الأبيض عندما كنا نخرج إلى عين سعادة… شاليه سويس… هل تذكرين؟
– جورج! نهرته تدعوه للسكوت.
– تزوجتي من ناصيف لأنه ثري فقط… الحب كان لي أنا … مظبوط؟
لم تجب نريمان. اعتبر جورج أن صمتها تشجيعاً له… فاقترب يريد أن يمسك يدها. أعطته يدها. نظر إلى الخاتم الماسي الذي يلمع في البنصر…رفع يدها وقبلها بين الإبهام والسبابة… ضحكت وقالت بود.
– منذ أول لقاء تحب تقبيل يدي في هذا المكان…
تشجع جورج ومد يده إلى رقبتها من خلف… وقال:
– ومن هنا أيضاً. وقرب شفتاه من رقبها البضة البيضاء.
ارتعشت ناريمان. زحفت يد جورج إلى موخرتها. لم تتحرك ولكن نظرها كان بارداً. ما أن التقت نظراتهما حتى بردت شهوة جورج. فابتعد عنها.
ابتسمت له ولمست يده وهي تبتعد عن مؤخرتها وقالت له بحنان:
– جورج عندي عشيق ولا أريد أن أخونه!
– أعرف … لا تنس أني قائد الشرطة… اعرف هذا الشاب الذي لا يتجاوز عمره عمر ولدك البكر… يعمل في شركة إعلانات …
– جورج أنت صديقي …
ابتعد الرجل عن المرأة وأقفل شباك الشاليه وانتظرها على الباب ليقفل وراءها. عندم وصلت إلى محاذاته استادرت وقبلته على فيه بقوة. وقالت له «أنت فارس نبيل» سقط من يده كيس القمام الذي كان يحمله ليضعه في صندوق القمامة. فدفعها إلى الداخل. وأقفل الباب بضربة من رجله. لم تمانع ناريمان ولم تفعل شيئاً لمنع يداه من التسلل إلى تلابيب ملابسها. كانت تتنهد بقوة. الشاليه مظلم وقد أقفل الشباك والباب فقط ضوء أزرق خافت يتسرب من جهاز التلفاز المطفئ. انعكس الضوء الخفيف على نهد المرأة. نظر جورج إلى وجهها فرأها قد اغمضت عيناها مستسلمة له.
****
وصل العقيد انطوان ومحمدضابط المدرعات وفارس عقيد الركن إلى الفندق. سألم محمد «نذهب قليلاً إلى البار… نحن في إجازة علينا أن نفعل ما يفعل السواح».
وافقه انطوان، بينما فضّل فارس الذهاب إلى غرفته.
جلس الاثنان أمام زجاجتي بيرة. سألم محمد: «أين ناريمان وجورج؟ ماذا يفعلا؟ هل تعتقد أنه حصل لهما مكروهاً؟».
ابتسم انطوان: «انهما يمارسا الجنس الآن!».
– ناريمان مع جورج؟
– نعم كانت صديقته في الجامعة قبل أن تتعرف على المصرفي ناصيف.
– ولكن الآن …
– عندما يشق النهر مجراه تعود المياه إليه دائماً…
– أنا تعجبني ناريمان… تعجبني بشكل كبير…
– انتبه من جورج … قائد الشرطة …
ضحك الاثنان. ولكن انطوان قال بمرح: «جرب حظك».
****
في صباح اليوم التالي.
نزل انطوان ومحمد وفارس إلى قاعة الطعام الساعة السابعة والنصف بعد أن استعد الجميع لمغادرة الفندق للعودة إلى بيروت. ذلك أن مروان ضابط أمن الدولة أخبرهم بأن «الأساتذة» قرروا تأخير قدومهم إلى لارنكا. ذلك أن مروان وحسن رجل الأمن العام اعتبرا أن وجود رولان يشكل تهديداً لمشروعهم.
جورج قرر البقاء في لارنكا.
ناريمان قررت العودة بواسطة يخت زوجها، وفضلت عدم النزول إلى بهو الفندق قبل أن يغادر الجميع.
****
عندما استعدت ناريمان لمغادرة الفندق وفيما هي تنتظر أن يضع الحاجب أغراضها في سيارة التاكسي، اقترب منها فرانسوا رجل المخابرات الفرنسي. لاحظت بطرف عنها أن دونالد يجلس في البهو ومعه رجل ذو ملامح عربية.
– بونجور. قال فرانسوا وهو يهم بتقبيل وجنتها على الطريقة الفرنسية.
– بونجور. وباشرت تسأله: «من هو الجالس مع دونالد؟»
– عدوك ! قالها ضاحكاً!
– اسرائيلي؟ لقد أخبرته؟ دونالد أخبره؟
– لا هو يعرف… كيف؟ غير معقول… من أين؟
– من طرفكم…
– من مجموعتنا؟ غير معقول…
– لا ولكن عندهم نخبر لدى «حزب الله» وهو أخبرهم أن الحزب أنشأ خلية للبحث بإمكانية وجود تخطيط لانقلاب في بلاد الأرز… وربط الاسرائيلي بين وجود سبعة ضباط كبار من لبنان في قبرص وبين ما يحقق فيه الحزب… وإسرائيل لها ثقة تامة بأن الحزب عنده معلومات صحيحة بشكل دائم.
– وأنا …
قاطعها…
– قلت له أنك هنا فقط لـ… الديكور وأنك بعيدة عن هذه الأمور… أتيت لـ… تمضية بعض الوقت…
– ما قصدك بالديكور… عزيزتي الاسرائيلي يراقب الرجال البنانيين السبعة…ومنهم جورج… وهو بالطبع مثلنا راقب جورج بالأمس…
احمر وجه ناريمان وأدركت أنها أعطت الاسرائيلي والفرنسي والأميركي رافعة ضغط عليها… لعنت الجنس ولعنت جورج … لعنت ضعفها…
تابع فرانسوا:
– أخرجتك من القصة قلت له أنك عشيقة جورج وهذا يفسر حضورك. قلت أنك ثرية وباستطاعتك اللحاق بعشيقك لمدة يوم أو يومين.
– لا أريد أن ألتقي به …
– ولا هو يريد أن يلتقي بك ولكني أردت تحذيركم من أن الدولة العبرية باتت على يقين يوازي يقين حزب الله من أن شيئاً ما يحضر في البلاد.
استدارت ناريمان وقالت باقتضاب: «اوروفوار». من دون أي قبلة.
ما أن صعت ناريمان إلى اليخت حتى أرسلت رسالة نصية إلى مروان: «لارنكا خطر» وأعقبتها برسالة ثانية «ابحث عن مكان إجازة للجميع».
(يتبع)