لبنان: معالجة أخبار اللاجئين والصور النمطية المتناولة في الإعلام
التقت مجموعة من الإعلاميين في لبنان حول شعار «شو بدكن من الإعلام؟» شعار طرحه الزميل ثائر غندور كمرآة لشعار « من يشوّه صورة لبنان» في ورشة عمل حوارية حول «الأشخاص المتضررين في الأزمات» رعته منظمة دياكونيا السويدية. هذا السؤال الاستفزازي طرحه الزميل ثائر غندور، وكان موجهاً إلى المتواجدين في القاعة وعبرهم إلى المجتمع اللبناني. ردات الفعل كانت كثيرة ومتعددة:
الصحفية راغدة الحلبي من صوت لبنان إعترضت كون مجرد طرحه «يشوّه صورة لبنان».ولكنها وافقت على ضرورة «دفع الإعلام إلى التعبير بشكل حقوقي ومتفائل عن أوضاع الأشخاص الذين يمرّون في أزمات على غرار الأزمة السورية». وجاء على بساط البحث «معاملة اللاجئين» وافق الحضورعلى أن «هذا هو الواقع !». وقد اتفق الجميع على أن « السواح لا يذهبون إلى بؤر الفقر ولا يرون المآسي» إذ ينحصر حضور السواح في المناطق المأهولة بمقتدرين.
الهدف من ورشة العمل كان خلق فسحة لتبادل الأفكار بين الإعلام والجمعيات الأهلي والدولية والمحلية. الزميل غندور طرح نتائج دراسة أعدها مع زميلين نادر فوز وإرنست خوري حول صورة النساء اللاجئات من سوريا في الإعلام اللبناني، وجاء ذلك كمقدمة لفتح نقاش حول آلية تفعيل العلاقة التشاركية والتكاملية بين الجمعيات الحقوقية ووسائل الاعلام.
الدراسة التي نشرتها جمعية «أبعاد» رصدت تغطية وسائل الإعلام المرئي والمكتوب لقضايا النساء اللاجئات (أم تي في و أل بي سي والاخبار –و السفير قبل أن تقفل– والنهار). النقاش بتح الأبواب لبعض الانتقادات فالزميلة سيندي الحايك وجهت نوعاً من الاعتراض على هذه الدراسة معتبرة إنها مجحفة وأبدت ملاحظات على العينة التي اختيرت ككقاعدة للدراسة.
ثائر عمل على كسر الصور النمطية طارحًا سؤال : ماذا نريد من الاعلام في هذا السياق . راغدة الحلبي من صوت لبنان ابدت موقفًا نافرًا بالنسبة للحضور إذ اعتبرت ان كل هذا الحديث ( الذي يقوم به الصحافيين والجمعيات) ينقل صورة سلبية عن لبنان، دون أن تقول ما الصورة الأخرى التي تريدها عن لبنان وأي دراسة تريد فالجمهور ليس خرّيج “سجون”
يجب التضامن مع مجتمع اللاجئين ومنع إستغلال أزمتهم سياسيًا بتوظيف الأحزاب هذه القضية. سبق وتكلمت جمعية دياكانويا المنظمة لهذا المؤتمر حول هذه النقطة إذ يحتاج اللاجىء للحماية والأمن الشخصي لانه مهمّش ويعيش في مجتمع غريب عن مجتمعه ، بهذا المعنى هو غريب . لذلك يجب التضامن معه. ليس لأنه سوري ولا فلسطيني. توظيف مشكلات اللاجئين لأغراض سياسية وغيره يشوه حقيقة مأساتهم ويجعلهم أمام ماساة اكبر تؤثر على وضعهم في مجتمعات اللجوء لجهة تقبلهم من قبل المجتمعات المضيفة إذ سيكون هناك صعوبات كبيرة في إيجاد فرصة عمل، ودمجهم بالمجتمع اذا لم تساعدهم الحكومات أصلاً.
أعاد الزميل بسّام قنطار طرح السؤال المحرك لورشة العمل «شو بدكن من الإعلام» مضيفا «شو عم يعمل الاعلام ؟؟» مشددًا على ضرورة البحث عن علاقة تفاعلية وعصرية بين المنظمات غير الحكومية والاعلاميين سواء العاملين ضمن المؤسسات او بشكل حر، أو المدونيين والنشطاء الألكترونيين، مشدداً على اهمية ان تشكل الورشة منصة تجمع مختلف المهتمين بالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان مع التركيز على الأشخاص المتضررين في الأزمات.
ما هي اللغة المعتمدة؟ هل من منهجية معينة ؟ هذا ما طرحته ليلي علي (من جمعية نجدة)، واعتبرت انه يتم نقل صورة نمطية ومن دور الاعلام تغيير هذه الصورة النمطية بأنسنة القضايا فاللاجئين هم : اطفال، نساء وطالبت بلائحة مصطلحات! كما اقترحت بعد إعادة تصويب فقرة القضية الفلسطينية والسورية من «قضية أمنية» إلى مسألة انسانية إذ يجب ازالة الخوف لا يجب النظر الى المخيمات من منظور أمني فقط.
من الأفكار المتداولة ضرورة اعتبار الازمة رغم مأساتها بأنها واقعيا تسببت بحركة اقتصادية فيجب توظيف القدرة على التواصل وتوطيد علاقة الاعلام بالجمعيات . لا يمكن هيكلة علاقة الدولة بالجمعيات الا عبر وزارة الشؤون وتشكيل لجنة وحدة الجمعيات. هذه بعض التوصيات.
مبادئ العمل الإنساني وهي 4 مبادئ: الإنسانية ، عدم التحيّز، الحياد، الاستقلال.
الانسانية مرتبطة بكرامة الإنسان هذا ما فسره مدير جمعية دياكونيا رودولف جبرايل المنظمة للورشة (منظمة سويدية تعمل مع ما يقارب 400 منظمة في أكثر من 30 بلداً، واحتفلت مؤخراً بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وتجمع ما بين دعم المنظمات المحلية والعمل المؤثر وتكوين الرأي العام. وهذان الأمران ضروريان من أجل القضاء على أسباب الفقر والاضطهاد).
مبادئ الجمعية هذه مطابقة لأهداف الصليب الأحمر الانسانية أي التخفيف من آلآم الإنسان أي القائمة على الحق بالحياة والصحة وضمان الكرامة الإنسانية. وهو عمل على المدى الطويل من أجل تغيير البُنى المجحفة التي تسبب الفقر والاضطهاد والعنف بين الناس. وهذه الجمعية، حسب قول جبرايل، واكبت مختلف الأزمات الانسانية في لبنان منذ بداية الحرب الاهلية، مشيراً الى ان ازمة اللجوء السوري الى لبنان هي ازمة انسانية بالدرجة الاولى وتسعى الجمعية الى مقاربتها من منظار يكفل رزمة الحقوق الاساسية ويؤكد على صون الكرامة الانسانية، متمنياً على الاعلام مقاربة هذا الملف بهذه الروحية.
ولفت جبرايل الى انه في ظل استمرار الأزمة السورية، تأتي هذه الورشة لمناقشة حقيقة وضع اللاجئين السوريين والفلسطينيين القادمين من سوريا مع الإعلام من منظار حقوقي إنساني ودفعهم إلى نشر رسائل حقوقية وإنسانية تعالج موضوع اللاجئين في لبنان، واطلاق مناقشة تفاعلية بين الإعلام والفاعلين في مجال الإغاثة.