تركيا تطرد الأكراد من عفرين
دخلت القوات التركية ومسلحو المعارضة السورية المتحالفون معها مدينة عفرين بشمال غرب سوريا يوم الأحد ورفعوا أعلامهم في قلب المدينة وأعلنوا السيطرة الكاملة عليها بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية منها.
وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر إن مقاتلي المعارضة دخلوا عفرين قبل فجر يوم الاحد من ثلاث جبهات دون مقاومة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيوبا لمقاتلي وحدات حماية الشعب تحدت أوامر بالانسحاب لكن القوات التركية سيطرت على المنطقة.
وتسببت المعارك في عفرين، الجيب الذي كان يوما يحظى بالاستقرار، في فتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية المتعددة الأطراف في سوريا وأوضحت الدور المتنامي للقوى الأجنبية مثل تركيا في الصراع الدائر منذ أكثر من سبع سنوات.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا وتوعدت بسحق ما وصفته بأنه ”ممر الإرهاب“ في إشارة للأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية على الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا.
وبدأت تركيا هجومها على منطقة عفرين قبل ثمانية أسابيع وهددت بتوسيع نطاقه ليشمل مناطق كردية أخرى إلى الشرق تنتشر فيها قوات أمريكية مع وحدات حماية الشعب في تحالف بينهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمام حشد تجمع للاحتفال بذكرى حملة تعود للحرب العالمية الأولى ”وسط مدينة عفرين بات تحت السيطرة تماما بحلول الثامنة والنصف من صباح اليوم“ مضيفا أن الأعلام التركية ورايات الجيش السوري الحر رفعت في قلب المدينة.
وقال إردوغان ”معظم الإرهابيين فروا وهم يجرون أذيال الخيبة. قواتنا الخاصة وأفراد من الجيش السوري الحر يطهرون بقايا الفخاخ التي تركوها وراءهم… في وسط عفرين ترفرف رموز الثقة والاستقرار بدلا من أسمال الإرهابيين“.
وقال مسؤول من السلطة المحلية الكردية إن القوات الكردية موجودة في أنحاء منطقة عفرين. وأضاف عثمان شيخ عيسى الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لعفرين في بيان نقله التلفزيون ”قواتنا تتواجد في كل مكان من جغرافية عفرين. وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل فرصة. هذا يعني بأن إعلان النصر من قبل إردوغان وأزلامه لن يكون إلا ذر الغبار في عيون الرأي العام التركي والعالمي“. وتابع ”ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم“.
ذكرت مجموعة على تطبيق واتساب للرسائل تديرها قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد إن القوات التركية والمعارضة السورية المتحالفة معها أسقطت تمثالا في عفرين. وأضافت ”عقب سيطرتهم على عفرين أقدم مقاتلون موالون لتركيا في عملية غصن الزيتون على تدمير تمثال كاوا الحداد وسط عفرين“. وتمثال كاوا الحداد لشخصية محورية في أسطورة كردية عن احتفالات عيد النوروز أو السنة الكردية الجديدة. وقال البيان إن هذا ”أول انتهاك سافر لثقافة وتاريخ الشعب الكردي عقب سيطرتهم على عفرين“.
وفي تركيا ناشدت جماعات مؤيدة للأكراد ومنظمات يسارية القوى العالمية الضغط من أجل انسحاب القوات التركية وحلفائها من مسلحي المعارضة من عفرين وتفادي وقوع ”مأساة إنسانية“.
وقال محمد الحمدين المتحدث باسم الجيش السوري الحر إن مقاتليهم دخلوا المدينة من الشمال والشرق والغرب. وأضاف أن القوات الكردية انسحبت صوب مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية حول مدينة حلب أو فرت إلى منطقة يسيطر عليها الأكراد شرق نهر الفرات.
وتوقع الحمدين تطهير عفرين بالكامل بنهاية يوم الاحد مشيرا إلى أن مقاتلي وحدات حماية الشعب انسحبوا منها.
وقالت القوات المسلحة التركية في بيان إن القوات تمشط الشوارع لتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع.
وقال بكر بوزداج المتحدث باسم الحكومة التركية إن الحملة العسكرية ستستمر لتأمين مناطق تحيط بعفرين وضمان توافر الغذاء والدواء.
وأضاف ”أمامنا مزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به. لكن مشروع إقامة ممر للإرهاب وإقامة دولة إرهابية قد انتهى“.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه وزع الغذاء على نحو 25 ألف شخص في بلدتي نبل والزهراء القريبتين بينهم أناس وصلوا للتو من عفرين.
وقال المرصد إن أكثر من 150 ألف شخص نزحوا عن المدينة خلال الأيام القليلة الماضية في حين واصلت تركيا حملتها رغم دعوات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لهدنة مدتها 30 يوما في أنحاء سوريا.
وقالت أنقرة إن الدعوة لا تشمل عفرين لكن عمليتها قوبلت بانتقادات من الغرب.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن مخاوف تركيا بشأن حدودها لا تبرر ”توغل القوات التركية في عمق منطقة عفرين“ وهو ما يمكن أن يضعف العمل الدولي ضد فلول مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وكانت فرنسا مثل الولايات المتحدة قد قدمت السلاح والتدريب لقوات تقودها وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ولديها كذلك عشرات من أفراد القوات الخاصة في المنطقة.