قمة تاريخية بين الكوريتين
بات كيم جونغ-أون أول رئيس كوري شمالي تطأ قدمه أراضي كوريا الجنوبية، بعد عبوره خط الحدود العسكرية الذي قسم شبه الجزية الكورية الى بلدين منذ نهاية الحرب الكورية قبل 65 عاما.
والتقى كيم نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن على الحدود في الساعة 9.30 بالتوقيت المحلي (00.30 بتوقيت غرينيتش)، ثم توجها الى موقع عقد القمة في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين ليبدأ المباتحثات
وفي حركة حملت دلالة رمزية كبيرة تصافح الرئيسان على خط الحدود في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين.
وقال كيم، قبل توجه إلى الجانب الكوري الجنوبي من المنطقة الحدودية للقاء نظيره مون جاي-إن، إنه سيناقش “بإخلاص كل القضايا الهادفة لتحسين العلاقات بين الكوريتين وإنجاز السلام والرخاء وإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية”، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
وتتركز المحادثات التاريخية بين الزعيمين على مقترحات كوريا الشمالية الأخيرة التي عبرت فيها عن أنها قد تكون مستعدة للتخلي عن أسلحتها النووية.
وثمة قمة مقترحة بين الرئيس كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع يونيو/حزيران.
وسيبقى كيم داخل المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين، ولكنه سيعبر خط الحدود العسكري الى قرية بانمونجوم الحدودية التي تضم مجمعا عسكريا ستعقد فيه القمة.
وقد وصل كيم إلى خط الحدود بالسيارة ثم ترجل ليسير إلى نقطة اللقاء عابرا الحدود من منطقة ليست بعيدة عن موقع مقتل منشق كوري شمالي بعد إطلاق القوات الكورية الشمالية وابل رصاص عليه أثناء محاولته الهروب قبل خمسة أشهر.
وسيناقش الرئيسان في القمة برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي المثير للجدل. وقد استبقت سول القمة بالتحذير من أن التوصل إلى اتفاق تتخلى فيه بيونغيانغ عن أسلحتها النووية سيكون “صعبا”، فقد تقدمت التكنولوجيا النووية وصناعة الصواريخ في كوريا الشمالية كثيرا منذ آخر محادثات ثنائية بين الجانبين قبل أكثر من عقد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية إيم جونغ- سَوك إن “الجزء الأصعب هو إلى أي مدى سيكون الرئيسان قادرين على التوصل إلى اتفاق بشأن الاستعداد للتخلي عن الأسلحة النووية”.
وألقى الرئيس ترامب، في مقابلة على الهاتف مع قناة فوكس نيوز، ببعض الشكوك بشأن قمته المقترحة مع الرئيس الكوري الشمالي، قائلا “ربما لا يحدث اللقاء أصلا”.
وأضاف أنه ينظر في ثلاثة أو أربعة مواعيد زمنية مقترحة فضلا عن خمسة أماكن محتملة، إذا مضى أمر القمة قدما.
وفي الوقت الذي تشهد العلاقات الأمريكية الكورية الشمالية ذوبانا مؤقتا للجليد، رفع زوجان أمريكيان قضية ضد بيونغيانغ في المحكمة الفيدرالية، زاعمين أن ابنهما أوتو وارمبير، 22 عاما، قد “عذب بوحشية وقتل” على يد نظام كيم جونغ أون “الإجرامي”.
وكان وارمبير اعتقل في كوريا الشمالية وظل في الحبس 17 شهرا، ثم أعيد إلى الولايات المتحدة في يونيو/حزيران وهو في حالة غيبوبة توفي بعدها بوقت قصير.
ولقاء الرئيسين الكوريين هو الثالث من نوعه بعد قمتين لزعيمي البلدين في عام 2000 و عام 2007، وجاء خلاصة لأشهر من العمل لتحسين العلاقات بين الكوريتين مهدت الطريق للقاء محتمل بين الرئيس الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي.
وكان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية الجديد، التقى كيم في وقت سابق هذا الشهر للتحضير للقاء بين الرئيسين، ونشرت سارة ساندرز، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أول صور لقاء كيم وبومبيو بعد المصادقة على تعينيه في منصبه الجديد.
أعلن كيم الأسبوع الماضي أنه سيعلق إجراء التجارب النووية في الوقت الحاضر، وقد رحبت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بهذه الخطوة واصفتين إياها بالإيجابية، على الرغم من أن باحثين صينين أشاروا إلى أن موقع إجراء التجارب النووية في كوريا الشمالية قد يكون غير صالح لإجراء التجارب بعد وقوع انهيار صخري فيه في أعقاب التجربة الأخيرة في سبتمبر/أيلول.
ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان الكوريان، إلى جانب التعامل مع طموحات بيونغيانغ النووية، مسار السلام في شبه الجزيرة لإنهاء حالة الحرب الكورية (1950- 1953) بشكل رسمي، فضلا عن مناقشة سلسلة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين.
وتقول كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إنهما علقتا المناورات العسكرية السنوية ليوم واحد أثناء انعقاد القمة.
التقى الرئيسان في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح ورافق حرس الشرف الكوري الجنوبي الزعيمين إلى احتفال يقام في ساحة قرية بانمونجوم الحدودية، وهي مجمع عسكري في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين.
وتبدأ المحادثات الرسمية بين الرئيسين في الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي (01.30 غرينيتش)، في بيت السلام في بانمونجوم.
وتعقب استراحة جولة المحادثات الأولى، يتناول خلالها الرئيسان طعام الغذاء بشكل منفصل، حيث سيعبر الوفد الشمالي الحدود عائدا إلى أراضي بلاده.
وسيزرع الرئيسان في احتفال بعد الظهر شجرة صنوبر مستخدمين تربة ومياه مشتركة من البلدين في إشارة رمزية إلى “السلام والازدهار”. وبعد غرس الشجرة، سيسير الزعيمان معا في بانمونجوم قبل أن يباشرا الجولة الثانية من المحادثات.
وستختتم القمة بتوقيع الرئيسين على اتفاقية ثم يقرآن بيانا مشتركا.
وستقام احتفالية على الجانب الكوري الجنوبي، حيث سيعرض شريط فيديو بعنوان “ربيع الوحدة”، ليعود الرئيس الكوري الشمالي بعدها إلى بلاده.
ويرافق كيم وفد مكون من تسعة مسؤولين، بينهم شقيقته، كيم يو-جونغ، التي ترأست وفد كوريا الشمالية إلى دورة الألعاب الشتوية في وقت سابق هذا العام. وكيم يونغ-نام رئيس المجلس المجلس الشعبي الأعلى في كوريا الشمالية.وفي خطوة نادرة، لم تحدث في القمم الكورية السابقة، يضم الوفد مسؤولين عسكريين بارزين، وقد حيا المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية هذا التحول.
وقال “أشعر أن كوريا الشمالية سترسل مسؤوليها العسكريين الكبار إلى هذه القمة، لأنهم يؤمنون أيضا بأهمية نزع الأسلحة النووية والسلام”.
وأضاف “يبدو كوريا الشمالية تأخذ بنظر الاعتبار ليس القمة بين الكوريتين حسب، بل القمة اللاحقة بين الشمال والولايات المتحدة والجهود من أجل التعاون الدولي”.
ويتألف الوفد الكوري الجنوبي، إلى الجانب الرئيس مون من سبعة مسؤولين، بينهم وزراء الدفاع والشؤون الخارجية والوحدة، وقد أضيف لاحقا إلى الوفد رئيس هيئة الأركان العسكرية المشتركة في كوريا الجنوبية.