الاحتجاجات تمتد في السودان وإعلام حالة الطوارئ
وذكرت وكالة الانباء الرسمية “أعلن الدكتور الصادق الهادي وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن تعليق الدراسات بجميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والاهلية والخاصة (…) وذلك اعتبارا من السبت الثاني والعشرين من ديسمبر الى حين إشعار اخر”.
وقال شاهد عيان طالبا عدم ايراد اسمه لـ أ ف ب “عقب اداء صلاة الجمعة خرج العشرات من الانصار (المكون الرئيسي لحزب الامة المعارض) وهم يهتفون +الشعب يريد اسقاط النظام+ و”حرية حرية+” في أم درمان المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم.
وأضاف “تصدت لهم قوات مكافحة الشغب وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع ووقعت حالة كر وفر بين المحتجين والشرطة”.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على محتجين في منطقة الحتانه بمدينة ام درمان.
وامتدت الاحتجاجات عصر الجمعة للمرة الاولى الى حي الحاج يوسف في شرق الخرطوم.
وقال شاهد “بدأت الاحتجاجات في ثلاثة مناطق بالحاج عصرا وما زالت مستمرة رغم مضي نحو ثلاث ساعات”، لافتا الى ان المتظاهرين “اغلقوا الشارع الرئيسي في المنطقة واعدادهم الى ازدياد”.
كما شهدت بعض الاحياء شرق مطار الخرطوم احتجاجات شارك فيها العشرات ولكن الشرطة فرقتها باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وأحرق محتجون في مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الابيض (350 كلم جنوب الخرطوم) الجمعة مقر الحزب الحاكم ومبنى ديوان الزكاة وفق شهود.
وقال شاهد لفرانس برس عبر الهاتف “أشعل المحتجون النار في مقر الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) وهم في حالة غضب، وذلك بعدما خرج مئات منهم من مساجد المدينة عقب صلاة الجمعة”.
واضاف “تم ايضا إحراق مبنى ديوان الزكاة ومخازن تابعة له”.
وديوان الزكاة هو المؤسسة الحكومية المختصة بجمع اموال الزكاة وتوزيعها.
واكد المتحدث باسم حكومة ولاية النيل الابيض نصر الدين محمد آدم في بيان بثته وسائل اعلام محلية اعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول.
وقال محمد آدم لتلفزيون سودانية 24 “قررت لجنة امن الولاية اعلان حالة الطوارئ بالولاية وفرض حظر التجول من السادسة مساء بالتوقيت المحلي حتى السادسة صباحا وتعليق الدراسة في مدارس الولاية”.
وفي عطبره (شمال) التي بدأت فيها الاحتجاجات الاربعاء تركزت التظاهرات الجمعة في الاحياء الشمالية الشرقية.
وقال احد سكان المدينة السموأل محمد لفرانس برس عبر الهاتف “لا يسمع سوى اصوات اطلاق الغاز المسيل للدموع والذي انتشرت رائحته في المدينة”.
وفي مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان (350 كلم غرب الخرطوم) خرجت تظاهرة من مسجد المدينة الكبير في وسطها بحسب شهود .
وقال أحد المشاركين في التظاهرة لفرانس برس عبر الهاتف “عقب انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الكبير خرجنا نهتف +الشعب يريد اسقاط النظام+ وأطلقت علينا الشرطة الغاز المسيل للدموع وكنا حوالى 500 شخص”.
وفي وقت سابق، اعلن المتحدث باسم الحكومة بشار جمعه أن “الاحتجاجات انحرفت عن مسارها السلمي”.
وقال جمعه في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية إن “الحكومة لن تتساهل مع محاولات التخريب والحرق”.
وكانت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز بدأت الاربعاء في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبره شمالها وامتدت الخميس الى مدن أخرى بينها الخرطوم التي تواصلت فيها الاحتجاجات حتى فجر الجمعة قبل ان تسودها ساعات من الهدوء .
– ثمانية قتلى –
وقتل ثمانية أشخاص في احتجاجات الأربعاء والخميس في مدينة القضارف شرق السودان وولاية نهر النيل والتي شارك فيها المئات وأحرقت خلالها مقار لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدن القضارف وعطبره ودنقلا، بحسب ما قال مسؤولون محليون.
وفي شمال الخرطوم شوهد جنود يحرسون محطات الوقود ومقار البنوك وهم مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف، كما افاد شهود.
وطالبت منظمة العفو الدولية التي مقرها في لندن ب”ضرورة ان تتوقف عمليات القتل هذه. لا يمكن تبرير اطلاق النار على المتظاهرين العزل”.
واضافت في بيان ان “المطلوب بوضوح الان هو اجراء تحقيق مستقل وفعال. يجب ان يمثل جميع المسؤولين عن الاستخدام غير الضروري او المفرط للقوة (…) امام العدالة”.
وطالبت الحكومة “بان تفرج فورا وبدون قيد او شرط عن جميع المعتقلين بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير والتجمع”.
وكانت المدن السودانية عانت من شح في الخبز على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية .
ويستهلك السودان 2,5 مليون طن قمح سنويا ينتج منها 40% ويواجه البنك المركزي صعوبات في توفير النقد الاجنبي لمقابلة الاستيراد منذ انفصال جنوب السودان عنه في عام 2011 وفقدان البلاد لعائدات النفط والذي كان يبلغ 470 الف برميل يوميا .
وتراجعت قيمة الجنيه كما ارتفع معدل التضخم ووصل الى 69 % وفقا لتقارير رسمية.