انقلاب فنزويلا: ردود فعل دولية متناقضة
أعلن رئيس البرلمان في فنزويلا، المعارض خوان غوايدو، الأربعاء نفسه “رئيسا بالوكالة” للبلاد أمام الآلاف من مؤيديه في كراكاس. وأثارت هذه الخطوة ردود فعل متفاوتة، فقد اعترفت به واشنطن وأوتاوا وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية، في حين أكدت موسكو أن مادورو هو “الرئيس الشرعي” لفنزويلا.
من جهتها دعت الأمم المتحدة إلى الحوار فيما حض الاتحاد الأوروبي على إجراء انتخابات حرة.
وفي حين قدمت دول عديدة دعمها لإعلان غوايدو، عبرت أخرى عن دعمها لمادورو.الولايات المتحدة
كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان “أعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا”.
وتقيم واشنطن علاقات متوترة جدا مع كراكاس منذ وصول الرئيس السابق هوغو تشافيز إلى السلطة في 1999، وتدهورت مؤخرا تدريجيا. وقال ترامب إن “الفنزويليين عانوا طويلا بين أيدي نظام مادورو غير الشرعي”.
روسيا
اعتبر الكرملين أن مادورو هو “الرئيس الشرعي” لفنزويلا.
وندد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بـ”اغتصاب السلطة” من جانب المعارضة. وفي بيان شديد اللهجة داعم لمادورو حليف موسكو حذرت الخارجية الروسية من أن الدعم الدولي لزعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن الأربعاء نفسه “رئيسا بالوكالة”، “يؤدي مباشرة إلى الفوضى وسفك الدماء”.
وقال بيسكوف للصحافيين “نعتبر محاولة اغتصاب السلطة في فنزويلا (…) بمثابة انتهاك للقانون الدولي”، مشيرا إلى أن “نيكولاس مادورو هو رئيس الدولة الشرعي” للبلد الواقع في أمريكا الجنوبية.
لاحقا عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن “دعمه” لنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين وفق ما أفاد الكرملين الخميس في بيان.
وأورد الكرملين أن بوتين عبر خلال الاتصال “عن دعمه للسلطات الشرعية في فنزويلا وسط تفاقم أزمة سياسية تسبب بها الخارج”.
بريطانيا
قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الخميس إن نيكولاس مادورو “ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا”.
وتابع هانت في بيان “نحن قلقون جدا حيال الوضع في فنزويلا”.
ومن دون أن يعترف رسميا بخوان غوايدو كرئيس، اعتبر هانت أن الأخير هو “الشخص المناسب للمضي قدما بالبلاد” معلنا دعم المملكة المتحدة للولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين “لتحقيق هذه الغاية”.
الصين
عبرت الصين عن معارضتها “التدخل الخارجي” في السياسة الفنزويلية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ في بكين إن “الصين تؤيد باستمرار مبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية للدول الأخرى، وتعارض التدخل في الشؤون الفنزويلية من قبل قوى خارجية”.
وتابعت “نحن نتابع الوضع الحالي في فنزويلا عن كثب وندعو كل الأطراف إلى الحفاظ على التعقل والهدوء والسعي إلى حل سياسي للمشكلة الفنزويلية عبر الحوار السلمي ضمن الإطار الدستوري الفنزويلي”.
دول مؤيدة في أمريكا اللاتينية
أعلنت وزارة خارجية البرازيل التي يعبر رئيسها جايير بولسونارو باستمرار عن عدائه لمادورو، أنها “تعترف بخوان غوايدو رئيسا”.
لكن البرازيل تستبعد أي تدخل خلافا لواشنطن التي لا تستبعد ذلك إذا سحق مادورو الاحتجاج بالقوة، إذ كتب ترامب في تغريدة أن “كل الخيارات مطروحة”.
وقال نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو في دافوس بسويسرا إن “سياستنا الخارجية ليست التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى”.
وإلى جانب البرازيل اعترفت عشر دول أخرى أعضاء في مجموعة ليما التي تدين باستمرار تجاوزات نظام مادورو، بغوايدو.
وهذه الدول هي الأرجنتين وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وبارغواي والبيرو.
وقال الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا “نحن مقتنعون بأن ما يسمى خطأ (الرئيس) مادورو جزء من المشكلة وليس من الحل”.
أما وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فوري، فقد قال “نريد أن يستعيد الفنزويليون الديمقراطية”.
كندا
قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند “ندعم التزامه قيادة فنزويلا إلى انتخابات حرة وعادلة”.
الأمم المتحدة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى “الحوار” في فنزويلا لمنع “تصعيد” يمكن أن يؤدي إلى “كارثة”.
وقال غوتيريس على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي “نأمل أن يكون الحوار ممكنا لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثيا لسكان البلاد والمنطقة”.
الاتحاد الأوروبي
دعا الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم “انتخابات حرة وتتمتع بالصدقية بموجب النظام الدستوري”.
وقالت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني إن “الشعب الفنزويلي يملك حق التظاهر بطريقة سلمية واختيار قادته بحرية وتقرير مستقبله”، مؤكدة أنه “لا يمكن تجاهل صوته”.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في تغريدة على تويتر أنه “يأمل في أن تكون كل أوروبا موحدة في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا”. وأضاف “خلافا لمادورو، تمتلك الجمعية البرلمانية بما فيها خوان غوايدو تفويضا ديمقراطيا”.
فرنسا
أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ “شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم” في مواجهة “الانتخاب غير الشرعي لنيكولاس مادورو”، وأكد أن أوروبا “تدعم إعادة الديمقراطية” إلى البلاد.
من جهته اعتبر مدير عملاق النفط الفرنسي “توتال” باتريك بويانيه أن ما يحصل في فنزويلا، حيث الشركة الفرنسية متواجدة منذ 25 عاما، “قد يكون نبأ سارا للشعب الفنزويلي”.
إسبانيا
قالت إسبانيا إن تنظيم انتخابات جديدة هو “المخرج الوحيد” لفنزويلا. وقال وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل “يجب أن نحول دون تدهور الوضع. هذا يتطلب بلا شك عملية تدخل لضمان أن السبيل الوحيد للخروج منه هو الانتخابات”.
وأجرى رئيس الحكومة بدرو سانشيز اتصالا هاتفيا مع غوايدو مشددا على ضرورة تنظيم “انتخابات حرة”.
تركيا
أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع مادورو ليعبر له عن دعمه.
وصرح الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين أن الرئيس التركي قال لمادورو “الأخ مادورو يجب أن تبقى مرفوع الرأس وتركيا تقف إلى جانبكم”. وتقاسم كالين على تويتر وسم “كلنا مادورو” تعبيرا عن الدعم للرئيس الفنزويلي.
سوريا
أدانت سوريا “تدخل الإدارة الأمريكية” في شؤون فنزويلا.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات تمادي الإدارة الأمريكية وتدخلها السافر في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية والذي يشكل انتهاكا فاضحا لكل الأعراف والقوانين الدولية واعتداء صارخا على السيادة الفنزويلية”.
وأضاف أن سوريا “تجدد تضامنها الكامل مع قيادة وشعب جمهورية فنزويلا البوليفارية في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية للإدارة الأمريكية”.
كوبا
كتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل في تغريدة على تويتر “نقدم دعمنا وتضامننا مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة البوليفارية”.
أما وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز فقد أكد “دعمه الحازم” لمادورو ودان التحرك معتبرا أنه “محاولة انقلابية”.
بوليفيا
كتب الرئيس البوليفي إيفو موراليس في تغريدة “نعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن التشجيع على انقلاب وعلى القتال بين الأخوة بين الفنزويليين”. وتابع “في الديمقراطية الشعوب الحرة هي التي تنتخب رؤساءها وليس الإمبراطورية”.
المكسيك
أكدت المكسيك التي يحكمها الرئيس اليساري أندريس مانويل أوبرادور أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسا.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية “بموجب مبائدها الدستورية بعدم التدخل… لن تشارك المكسيك في العملية التي تقضي بعدم الاعتراف بعد الآن بحكومة بلد تقيم معه علاقات دبلوماسية”.