دنيس روس: العقوبات المشددة على إيران بطلب إسرائيلي
أعلن الدبلوماسي الأميركي، المستشار السابق للرئيس باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، دنيس روس أن العقوبات الاقتصادية الدولية التي تشل الاقتصاد الإيراني تم فرضها بناء على طلب إسرائيل. ورأى أن أنظمة الإخوان المسلمين الصاعدة في دول عربية، وبخاصة في مصر ستكون مضطرة للإيفاء بتعهدات دولية ضمنها اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وأكد روس في مقابلة أجرتها معه صحيفة “هآرتس” ونشرتها الأربعاء، على أن “هذه بكل تأكيد عقوبات تشل الاقتصاد الإيراني وهذا هو الموقف الإسرائيلي طوال الوقت بأنها تريد عقوبات تشلّ”، مشدداً على أنها “ستؤثر على السلوك الإيراني، إذ ليس مصادفة أنهم أصبحوا فجأة يريدون التحدث مع الدول العظمى الخمس زائد واحد وبحث الاقتراح الروسي”.
ورأى أن تأثير العقوبات على إيران بالغ وأن “العملة الإيرانية فقدت نصف قيمتها خلال ستة أسابيع. وهم يرون أن الأوروبيين على وشك مقاطعة نفطهم والصينيين يشترون منهم نصف كمية النفط ويحاولون ابتزازهم بتخفيض الأسعار، في حين ان الهند تريد أن تكون جزءا من المجتمع الدولي بشروطها ولا يزال 45% من النفط الذي يشترونه من إيران يسدد بالروبي (العملة الهندية) وهذا يعني أن إيران ستتمكن من شراء بضائع من الهند فقط، فإذن هذه عقوبات تشلّ الاقتصاد الإيراني”.
وأضاف أن تردي الوضع الاقتصادي في إيران سيؤدي إلى تراجعها عن استمرار تطوير برنامجها النووي لأن”الإيرانيين لا يمكنهم تجاهل وضعهم، وفي الماضي هم غيروا تصرفهم عندما كانوا تحت ضغط وبحثوا عن طريق للخروج من الأزمات، فالخميني لم يكن يريد إنهاء الحرب مع العراق لكنهم أنهوا الحرب رغم أن زعيمهم وصف ذلك بأنه شرب السم، وكانوا يصفون معارضي النظام في أوروبا وعندما هددت أوروبا بعقوبات قرروا أن هذا لا يساوي الثمن”.
وتابع روس أن الإيرانيين “أرجأوا تخصيب اليورانيوم وحتى أنهم طرحوا اقتراحاً خاصاً بهم، وكان هذا عندما اعتقدوا أن الدور آت عليهم بعد غزو العراق لأننا نجحنا خلال ثلاثة أسابيع في هزم جيش حاربوه ثماني سنين، فعندما يكونون تحت ضغط كبير يبحثون عن طريق لتخفيفه والضغوط الأخيرة غير مسبوقة، ولا أعرف ما إذا كان هذا سينجح لكن ثمة احتمال بأن تنجح الدبلوماسية”.
وأكد أنه لا يزال يقدم الاستشارة للبيت الأبيض، وأن هجوماً عسكرياً ضد المنشآت النووية في إيران “هو أحد الخيارات بالنسبة للولايات المتحدة والرئيس أوباما كان واضحاً جداً حيال هذا الأمر عندما قال إنه لا يرفع أي خيار عن الطاولة وهو يقصد ذلك، لكنه يفضل نجاح الدبلوماسية وهكذا إسرائيل أيضاً”.
يذكر أن روس عاد بعد تنحيه عن منصب مستشار أوباما إلى منصبه السابق كرئيس لـ”معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي” ومركزه في القدس.
وقال إن “الموقف الإسرائيلي كان أنهم لا يريدون أن تكون المواجهة بين إسرائيل وإيران وإنما بين العالم وإيران، وكان موقف إسرائيل أن عقوبات تشل الاقتصاد الإيراني بإمكانها أن تنجح وأن هذا يعكس التقويمات بأنه مع نوع من الضغط الصحيح مثل التهديد بهجوم عسكري فإنه بالإمكان فعلا تغيير السلوك الإيراني”.
وتطرق روس إلى التحولات في العالم العربي خلال العام الأخير وقال إن “الإخوان المسلمين نجحوا في جميع الانتخابات التي جرت حتى الآن فلديهم أفضليات مفهومة وهوية واضحة وأجندة واضحة وأصالة أيضاً”. وأضاف أنه يوجد فرق بين الإخوان المسلمين وحركة حماس “فالإخوان المسلمون في مصر لا يحاولون تغيير جارتهم إسرائيل مثلما تفعل حماس وهم ليسوا متمسكين بالعنف مثل حماس، لكن ليس لدي أوهام تجاههم. هم بحاجة إلى مساعدة خارجية وعندها هم مضطرون للإيفاء بتعهداتهم الدولية وبضمن ذلك اتفاق السلام مع إسرائيل”.
وتوقع روس سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأن هذا سيغير ميزان القوى لأن “هذا سيكون خسارة للإيرانيين والأسد سيضطر للذهاب وهذا مؤكد. فعندما يتوقف مفعول نظام الإكراه، وقد توقف مفعوله، فإن مصيره قد حُسم، وكلما امتد لوقت أطول فإن النتيجة ستكون سيئة لسورية لأن هذا يزيد تأثير المتطرفين”.
ورفض روس مقولة إن الإدارة الأميركية ابتعدت عن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والتي وصلت في هذه الأثناء إلى طريق مسدود معتبرا أن النشاط الأميركي في هذا السياق أقل بروزاً، واعتبر أن العقبة أمام استئناف المفاوضات هو “الفجوة النفسانية بين الجانبين والتي اصبحت اليوم أكبر من الماضي وهذه الفجوة تضع صعوبات أمام التوصل إلى جوهر الأمور”.
وخلص روس إلى أنه “طالما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس مقتنعا بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق فإنه سيستمر في طرح مطالب وأنا مقتنع بأن الوضع في المنطقة يؤثر عليه، فقد كان هناك الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من أجله، ومن هناك الآن؟ الإخوان المسلمون؟”.