الغرب يستعمل الإسلام لتطويع الهند لمنعها من شراء نفط بوتين
منذ أيام تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل تنتقد معاملة الهند للمسلمين ويطلب ممن يتلقاها توزيعها لكل معارفه (مع شرح رياضي يفيد أنه بغضون ١٢ يوماَ يمكن الوصول إلى ٦ مليارات شخص (انظر أدناه)* !
ليس سراً يكشف اليوم أن الحزب الديني القومي (باراتيا جاناتا) في الهند يضطهد الإسلام والمسلمين (رغم عددهم الهائل)، وهذه الدعوة (نصها طويل نوعاً ما) موجهة بشكل أساسي لأهل الخليج في هذه المعمورة.
وهذه الدعوة تبدو وكأنها حرب اقتصادية تشن على الهند، فالمطلوب مقاطعة «كل شيء هندي» من المطاعم إلى الملابس المصنوعة بالهند مروراً بالأفلام الهندية وكافة المعلبات والزيوت والمعدات من دواليب إلى الكمبيوترات، وصولاً إلى التوظيفات والتعينات وطرد الموظفين ما يشي بأن المستهدف هو الرأي العام الخليجي بشكل أساسي.
ما هو باطن هذه الدعوة التي لو وجهت في وجهة شرق أوسطية لقادت إلى تحرير فلسطين؟
هذه الدعوة ليست من قبيل «الصدف (hasard)» أن تخرج الآن لخلق حالة هيجان موجهة نحو الهند …
ليس من «الصدف» أن تنطلق تلك الموجة حين يرى الغرب أن الهند لا تطبق العقوبات التي فرضها على روسيا …(مثال استيراد النفط الروسي ارتفع من ١٪ إلى ١٨٪ ناهيك عن التبادل التجاري ٥،٣ مليار في الأشهر القليلة الماضية).
الصدف غير موجودة علينا أن نسأل عن المصادفة (concomitance).
يتفق العديد من الدول ومواطنيها على أن بوتين هو المعتدي مخترقاً حدوداً دولية وهو المتسبب بذلك الخراب على الأرض الأوكرانية. ولكن ما زال حتى ألان أكثر من نصف سكان الأرض لا يؤيدون الغرب ولا يطبقون العقوبات، لهذا أسباب كثيرة ومتعددة قد يكون لها دراسة مفصلة لاحقاً.
ولكن لماذا التلاعب بملايين المسلمين وعواطفهم خدمة للغرب (الذي يتناسى فلسطين وسبق له أن غزا العراق وأفغانستان وليبيا … من دون أي رادع أدبي وحقوقي)؟.
من أين انطلق ما يسمى بـ«ذباب إلكتروني» ؟ المعلومات تحمل أصابع الاتهام وتشير إلى بريطانيا العظمى، إذ في ٩٩٪ من الحالات تنطلق هكذا رسائل من مكاتب انكليزية وتحمل مؤشرات لأهداف سياسية مدروسة. وفي هذه الرسالة التي نتحدث عنها من الظاهر أن كاتبها باكستاني أو هندي ويستعمل مفردات رائجة في الأحياء الهندية في لندن.
لماذا الهند؟
من الظاهر أن الهند تحمي علاقاتها التجارية مع روسيا، وهي حريصة على حماية نفسها من تراجع نموها الاقتصادي، كما هي تسعى لعدم دفع روسيا إلى أحضان الصين ، فروسيا هي الحليف العسكري التاريخي وموقعه جيوستراتيجياً مهم جداً يجعل الصين بين فكي كماشة جغرافياً، فروسيا على مر التاريخ كانت حليفة في الطاقة النووية الهندية وأمنت حدودها مع آسيا الوسطى والصين بشكل خاص.
الهند أبرزت مشاركتها في منتدى سانت بطرسبرغ في روسيا الذي قاطعته الكتلة الغربية بينما حضرت العديد من الدول، من أفريقيا إلى الصين مروراً بعدد من دول اميركا اللاتينية. ونيودلهي أكدت دعمها لفلاديمير بوتين في مسائل «السيادة»
وكما ذكرنا أعلاه منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ارتفع استيراد الهند من 1٪ إلى 18٪ من مبيعات الروسية، وهو كاف لتعويض الانخفاض في المشتريات من جانب الاتحاد الأوروبي. يضاف إلى ذلك فهي تسعى لتعويض نقص السوق الروسي لقطاع واسع من المصنوعات التي التي دخلت حيز العقوبات قطاع الأدوية ، ولكن أيضًا في المعدات الإلكترونية والمنسوجات. في المقابل تأمل الهند في الحصول على سماد من روسيا،
حاول الغرب إقناع الهند بدعم أوكرانيا ضد روسيا أمام الأمم المتحدة، ولكن دون جدوى. رغم أن الدبلوماسية الهندية اعتبرت هذه الحرب «مؤسفة» ، غير أنها لا تنوي تركها تعرقل تعافيها الاقتصادي الهش بعد كوفيد. وتستورد الهند 85٪ من الوقود والطاقة لا يمكنها تحمل دفع 120 دولارًا للبرميل وهو السعر السائد حاليا. وبحسب عدة مصادر عدة فإن المحادثات مع موسكو تدور حول 70 دولارا لبرميل النفط الخام.
هذا التفاوت بالسعر يفسر هذه الحملة على الهند والهنود في الخليج والعالم الإسلامي، ليس فقط لأن نيودلهي تمنح بوتين اوكسيجين تصدير نفطه ولكنها أيضاً تبني لسوق مواز للنفط تستفيد منه الصين والهند بينما أوروبا والغرب تتحمل الأسعار المرتفعة. كما أن هذه الحملة تسعى لتغيير سياسة الهند التي تمنع الولايات المتحدة من التحكم بأسعار النفط عبر دفع الخليج، خصوصاً المملكة العربية السعودية، من رفع الانتاج لتخفيض سعره ليس فقط بالنسبة للأسواق الأوروبية ولكن أيضاً بالنسبة للسوق الداخلية الأميركية التي تشهد تضخماً … عشية الانتخابات النصفية في ت٢/نوفمبر من هذه السنة.
* برجاء الإرسال إلى 5 أشخاص *
5 × 5 = 25
25 × 5 = 125
125 × 5 = 625
625 × 5 = 3125
3125 × 5 = 15625
15625 × 5 = 78125
78125×5 = 390625
390625×5 = 1953125
1953125 × 5 = 9.765.625
9،765،625×5 = 48،828،125
48،828،125×5 = 244،140،625
244،140،625×5 = 1،220،703،125
1،220،703،125×5 = * 6،103،515،625 *
في غضون 12 يومًا فقط يمكننا الوصول إلى 6 مليارات شخص!