٢/٤ القوة الناعمة LGBTQ والتحول الجنسي
بعد المثلية الجنسية نلقي نظرة على التحول الجنسي وعلى القوة الناعمة الغربية التي تحمل سوء تفاهم حضاري يبعد هذه «الأمراض البيولوجية» عن وقائعها الطبية ويرميها كسلاح في معركة مواجهة بين الغرب والجنوب السياسي.
كما رأينا فإن المثلية الجنسية ( Homosexualit) هي توجه جنسي يتسم بالانجذاب الجنسي بين أشخاص من نفس الجنس وهو ليس بانحراف بسبب المحيط أو المطالعات أو الأفلام (باربي على سبيل المثال؟) وما شابه. ولكن بسبب وجود جنية (gene) لدى بعض الأفراد – يقدر أن نسبة تتراوح بين ٣ و٤ في المئة من أفراد البشرية يحملون هذه الجنية- هذه الجنية هي «متحول» (mutation) لأسباب غير معلومة، وهي عامل المثلية عند من يحملها وتؤثر في مليارات الخلايا العصبية والوصلات في مجال التفكير والمنطقة العاطفية والسلوك الحركي الجسدية، والمناطق الحسية. وحامل هذه الجنية هو «مثلي بالقوة» تصفه بعض المجتمعات بالـ«شاذ جنسياً» وه، في الواقع يطيع ما أعطته الطبيعة،
الذكر ذو الميول المثلية يلقب «مثلياً» أو «مثلي الجنس»، أو بالمصطلح التراثي «لوطي»(gay) . بينما الأنثى ذات الميول الجنسية المثلية تُلقب «مثلية الجنس» أو «سحاقية» (lesebian)
ليست كل جموع المثليين ظاهرة وبينة علناً في المجتمعات فأغلبهم (وأغلبهن) لا يجرأون على جهر بميولهم خصوصاً في المجتمعات المحافظة ولكنهم موجودون بين «الطبيعيين» وقد تأقلمت تصرفاتهم (وتصرفاتهن) طوعاً للقيود الاجتماعية. نادرون هم الذين يخرجون من وراء ستار خوفهم من المجتمع (خصوصاً في المجتمعات المحافظة بعكس المجتمعات الغربية). إذا هم يكبتون توجهاتهم وفي كثير من الأحوال يلدون وينتقلون إلى الرحمن دون أن يدري بميولهم (وميولهن) أحداً حتى من الأقرب المقربين. تعاستهم في داخلهم مكبوتة.
وللملاحظة نجد نسبة بسيطة يميلون وينجذبون للجنسين ويشار لهم بـ«مزدوجي الميول» (bisexual):
ولكن «التحول الجنسي» (transgender) هوالتحول الجندري الذي يسعى له من يحمل «هوية جنية» غير الهوية الجينية الظاهرة في الميراث الجيني (genetic patrimony) أي أن “مجموعة متيثيل” (عوامل بيولوجية methyl group) تلتصق بأماكن معينة في مسلسل الحمض النووي (DNA) ، مما يمنع التعبير عن جين معين. مثلا يلد الفرد وكل الظواهر هي ذكورية ولكن في الواقع الظاهر هو غيرما تحمله جنيات جسده. فنجد أشخاص مولودون بخصائص جسدية (الذكور مثلاً) «لا تتناسب مع المفاهيم العامة لأجسام الذكور» والأناث لهم خصائص ذكورية «لا تتناسب مع مفاهيم الأنوثة».
لا يستطيع هؤلاء إخفاء ما يحملونه من تحول مهما فعلوا (أو فعلن) وان حصل الأمر فيكون بشكل مؤلم جداً : مثال الصوت يكون ذكوري جهوري لدى الإناث وناعم أنثوي لدى الذكور ومثال آخر نرى صدر الذكور ينمو بشكل غير طبيعي وتبرز الأرداف لدى الأنثى بشكل يلفت النظر وتكوين جسدها يكون شبيه بالذكور مع الكثير من الشعر.
يعيش هؤلاء مأساة شخصية داخلية (خصوصاً في المجتمعات المحافظة) دون القدرة على البوح بما يعانون. وفي غالب الأحيان تصبح الأنثى عانس بينما الرجل عازب من دون القدرة على الزواج.
ألان وقد بات العلم يستطيع مداواة هذا الانحراف البيولوجي بات بعض هؤلاء يسعى لم يسمى التحول الجندري أو «العبور» (transgender).
أي انه تصرف طبي مثل فرد يلد وآذانه ملتصقة مثلاً أو له ستة أصابع وما شابه فيكون اللجوء للطب المتطور الذي تؤمنه العلوم المتطورة لاصلاح ما اخطأت به الطبيعة.
وبعكس ما نقرأ على مواقع التواصل أو في تصريحات غير شتى من هنا وهناك، فان من يسعى للتحول الجنسي لديه عوامل مؤهبة جسدياً وبيولوجياً … فهو مريض ولا يسعى فقط لأنه «حر» … او لحاقا بالموضة او متاثرا بالغرب!!
مرة أخرى يخطئ الغرب حين يقدم هذه التحولات ضمن سلة حقوق الإنسان والحريات الفردية.
نعم توجد حرية فردية وهي حرية «التداوي» والشفاء للخروج من هذه المأساة الداخلية والعيش الطبيعي كما كان سيحصل لو لم يظهر هذا التحول الجيني.
العابرين جندريًا هم من استطاعوا التخلص من عاهتهم وعادوا كما كان يجب أن يلدون!
وبالطبع فإن إجراءات طبية معقدة ترافق التحول الجندري كالعلاج بالهرمونات البديلة للرجال المتحولين بما يضمن نموّ اللحية الشعر في البدن. أما للنساء فيكون العلاج بالهرمونات البديلة بما يضمن توزيع الدهون بشكل متناسق ودعم الثديين، كما يتم إزالة الشعر الزائد عند المتحولات بالليزر والتحليل الكهربائي. وبات من المستطاع تنعيم الصوت بعمليات جراحية للأوتار الصوتية.
بالطبع العملية الأكثر حرجاً وتعقيداً طبياً هي تكوين الأعضاء التناسلية. رغم التكتم تحت شعار السر الطبي فإن تكوين عضو نسائي للمتحول من ذكر لأنثى رغم غياب اللذة الجنسية كما تقول بعض الأبحاث وصعوبة تكوين رحم (uterus) هو أسهل بكثير من عملية الأنثى المتحولة إلى ذكر. ولكن هذا لم يمنع كثيرات (أصبحن كثر) من القبول بالعملية للتخفيف من عذاب النفسي.
كا ذكرنا في القسم الأول فإن ادراج هذه المسائل في خضم الجدال السياسي الحضاري بين الغرب والشرق هو من مسؤولية الغرب بشكل أساسي بسبب ادراجه تحت بند حقوق الانسان ومحاولة فرضه فرضا على المجتمعات الشرقية (رغم وجود تمنع واسع لدى اليمين المتطرف في المجتمعات الغربية ايضاً – هنغاريا بولندا و… جمهوريي دونالد ترامب في اميركا ومارين لوبن في فرنسا).
عوض عن يتم تناول هذه المواضيع من ناحية طبية وانسانية بات التعامل فيها يخضع لتوجهات السياسات الدولية والنزاع بين الغرب والجنوب السياسي الشامل (global South) .
وما زاد الطين بله هو ظهور مجموعات جديدة في الغرب حائرة لا تدري الجنادرية التي تنتمي لها! وبات يشار لهم بالـ«متسائلون» (queer or questioning) .
من هنا بات الشعار الشامل الذي يحمله الغرب (LGBTQ) أي ( lesbian- gay-bisexual- transgender) يضاف له (Q).
وبالطبع تحت تسمية الحريات الفردية فرضت جماعات ضغط مسألة «توضيح هذه الأمور» في برامج دراسية من هنا قامت جبهات معارضة ملتزمة دينياً في اليمن المتطرف في الغرب وانتقدت هذا التوجه… انتقل «الخوف» إلى الجنوب والشرق والدول «غير الغربية» … خوف سببه الرعب من «القوة الناعمة» (soft power) التي يدركون تأثيرها ولكنهم لا يستطيعون وقف هذا الادمان على النهل مما يصلهم من الغرب.
مختصر مفيد وحسما للجدل العقيم لا يتحول جندريا اي شخص ما لم يكن مؤهباً بيولوجياً لهذه العملية «الطبية». مهما قرأ انسان «عادي» مهما حصلت ضغوط قوى ناعمة وحضر اقلام ومسرحيات فهو لن يكون قادراً على التحول الجندري