الرئيسية » خاص «برس - نت» »

الأسباب التاريخية للانحدار الإيديولوجي في الإعلام الفرنسي منذ 7 أكتوبر

بسّام خالد الطيّارة
  ليس من الضرورة أن يكون المتابع للأحوال في فرنسا خبيراً متخصصاً في علوم الاتصال والتواصل حتى يُدرك أن لحظة هجوم حركة “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر والحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة شكّلت لحظة تحول جذري في ساحة الاعلام الفرنسي، بوسائله كافة من مرئية ومسموعة ومكتوبة ورقمية عبر مواقع التواصل. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر يتعرض بعض الصحفيين والمثقفين لحملات حادة في فرنسا بحجة معاداة السامية المفترضة. ولكن من دون ذكر الإسلاموفوبيا. فقط اليمين المتطرف يربط بين اللاسامية وبين المهاجرين والإسلام بشكل عام. وقد تطوّر الأمر وحصل ما لم يكن من الممكن تصوره قبل عشر سنوات، حيث ذاب اليمين المتطرف في الطيف السياسي الفرنسي جنبًا إلى جنب وتوافق على تقييد حريات التعبير والرأي والتظاهر، وذلك بموافقة وزير الداخلية. من جهتها، تقوم وسائل الإعلام، سواء بتصميم أيديولوجي أو بسبب كسل فكري، بتشبيه المظاهرات والتجمعات لدعم القضية الفلسطينية بمعاداة السامية». (راجع “لوموند ديبلوماتيك”، عدد فبراير/شباط 2024 الصادر في باريس).
لماذا تتميز فرنسا في هذا التقييم للاسامية؟ الولوج بالأسباب والمسببات والظروف الموضوعية التاريخية التي أوصلت إلى هذا الواقع الإعلامي المنحرف، يُوجب تسليط الضوء على بعض معالم «المجتمع الفرنسي» وتحولاته ويمكن الذهاب بعيداً في غياهب تاريخ فرنسا قبل الثورة وخلالها. اللاسامية تعود إلى أزمنة الحملات الصليبية وهي كانت (ولعلها ما تزال) متأصلة في الفكر الأوروبي والفرنسي بشكل خاص. ففي تلك الأزمنة جاء البناء التاريخي لشخصية اليهودي في اللاوعي الأوروبي عبر علاقته بالشيطان (1)، وجاء ذلك بسبب الخلط بين «سبت السحرة» أو «السبت الشيطاني» وهو تقليد أسطوري في الأرياف الأوروبية، وبين تعبير Shabbat أو شابوس (في اللغة اليهودية) وهو اليوم السابع من أيام الأسبوع أي السبت. وهو يوم الصلاة والراحة مثلما هو يوم الأحد بالنسبة للمسيحيين والجمعة بالنسبة للمسلمين.
وبرغم أن هذا الموضوع واسع ويطال 21 قرناً من تاريخ المسيحية وترابطها باليهودية إلا أنني سأحاول اختصار اسس اللاسامية المتأصلة في أوروبا وخصوصاً في فرنسا عبر مراحل تاريخية أساسية:
أولاً؛ “معاداة اليهودية من المسيحية”: تأسست منذ بدء المسيحية، واستمرت من العصور الوسطى حتى القرن العشرين.
وقد برزت هذه المعاداة في عدد من الأعمال الفنية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، في أعمال الفنان التشكيلي الإيطالي جيوفاني كانافيسيو Giovanni Canavesio (1492)، حيث يظهر في عدد من لوحاته السيد المسيح أمام قيافا (Caïphe)، محاطًا باليهود وعلى وجوههم بغض واشمئزاز. وقد دام هذا الكره الذي أجّجه ملوك فرنسا على أساس أن هذه الدولة، أي فرنسا، هي الإبنة البكر للكنيسة.
ثانياً؛ «الكراهية الاجتماعية»: ظهرت مع الثورة الفرنسية التي حرّرت يهود فرنسا، وكانت مبنية على انفتاح المجتمع وتحرر الكتابة إلى جانب تفلت المشارب العلمانية المختلطة مع الفلسفة البروتستانتينية المادية، وبرغم اضطهاد الثورة للكنيسة إلا أن الـ«دوكسا الكاثوليكية» بقيت على رواسبها تعمل في لاوعي الشعب الفرنسي.
ثالثاً؛ «معاداة السامية العنصرية»: ظهرت مع دخول العصر الصناعي وبروز طبقات عمالية مسحوقة والتي لاقت في ألمانيا ـ الدولة الأكثر تقدما صناعياً ـ التيار النازي الذي قاد إلى المحرقة. وفي فرنسا، كان أفضل تعبير عن هذه العنصرية اللاسامية المتفلتة تشريعات حكومة فيشي العميلة التي هتكت الميثاق الوطني بتسليم «مواطنيها اليهود الفرنسيين» إلى قطارات الموت التي توجهت بهم إلى المحرقة. وانتظرت فرنسا جاك شيراك لكي «يعترف» (1996) بمسؤولية الدولة الفرنسية عن التنكيل بمواطنيها من ذوي الديانة اليهودية ودفعهم نحو أفران أدولف هتلر. وما زالت فرنسا حتى اليوم ترتجف عند ذكر هذه الحقبة وتعمل بشكل حثيث على محوها من الذاكرة بتطرف من خلال محاربة اللاسامية.
مع الوقت بات المهاجرون المجنسون يشكلون 14% من سكان فرنسا وترافق وصول الجيلين الثاني والثالث من هؤلاء المهاجرين مع انفتاح العالم على مواقع التواصل وحرب العراق وانتشار الدعوة الإسلامية واحتدام الصراع على أرض فلسطين، وكل ذلك أدى إلى تنامي التباعد بين الطائفتين وارتسام خطوط تماس بين الفرنسيين اليهود والفرنسيين من أصول عربية غالبيتهم من المسلمين
رابعاً؛ «الحقبة المعاصرة ومرآة اسرائيل»: ارتبطت هذه الحقبة بهذا «الشرق المعقد»، حسب قول الجنرال ديغول، ولكن لهذه المرحلة المعاصرة المستمرة حتى الأمس القريب، تاريخ متشابك مع مراحل السياسة الفرنسية وعلاقاتها مع الشرق (الشرق الأوسط والمغرب العربي). وقد بدأت هذه المرحلة مع اندحار الإستعمار الفرنسي من شمال أفريقيا (المغرب، تونس والجزائر). مع استقلال الجزائر، هجر المستوطنون الفرنسيون البلاد وانتقلوا إلى فرنسا. وشكّلت هذه الهجرة المضادة موجة هائلة من الوافدين إلى فرنسا من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز 1962 واعتبروا من أصل أوروبي حتى قبل وصول المستعمر الفرنسي عام 1830 حيث كان وجود اليهود في الأرض الجزائرية يعود إلى أكثر من ألفي سنة. وقد ازداد عددهم مع سقوط الأندلس. ضَمِنَ الإستعمار الفرنسي احترام الحرية الدينية لكل الجزائريين، وتم إلغاء «حساب الذمة» الذي كان يخضع له اليهود في البلاد الإسلامية.
وقد يُفسّر هذا تأييد اليهود الجزائريين لفرنسا خصوصاً بعد أن أصبحوا مواطنين فرنسيين استناداً لمرسوم كريميو (Crémieux عام 1970). وهكذا اختاروا بأغلبية ساحقة العودة إلى فرنسا مع استقلال الجزائر بينما اختارت أقلية منهم اللجوء إلى إسرائيل. (في الواقع ما يزال بضع مئات من اليهود المحافظين يعيشون في الجزائر).
بعد العام 1962، جاءت حرب الأيام الخمسة عام 1967. ظهرت في فرنسا موجة عنصرية ضد العرب الذين هُزِموا أمام الجيش الاسرائيلي وباتت صور «أحذية الجنود المصريين» المرمية في صحراء سيناء مادة تهكم شهيرة في الأعلام الفرنسي وقتذاك. وبرغم أن استقلال الجزائر دفع بالعديد من التونسيين والمغاربة من الديانة اليهودية للهجرة إلى فرنسا ولكن لا يمكن القول إن الفرنسيين اليهود كان لهم دور كبير في هذه الموجة العنصرية،
ولعل دعم مصر لاستقلال الجزائر كان المحرك الأول لهذه الموجة.
الشياطين في التفاصيل وما أكثرها! مع حرب تشرين/أكتوبر 1973 والإضاءة على عدم تنفيذ إسرائيل أي قرار من قرارات الأمم المتحدة، بدأت المسألة الفلسطينية تأخذ حيزاً في فضاء النقاشات السياسية الفرنسية ولا سيما في الأطياف اليسارية. وبخلاف ما يعتقد البعض، فإن اليسار الفرنسي كان أقرب للطروحات المؤيدة لإسرائيل من اليمين باستثناء اليمين المتطرف ذي النزعة النازية الذي كان يتصدى للديغولية وعارض الخروج من الجزائر والذي ما زال قسم منه «لا يعترف بالمحرقة» (والد مارين لوبن مؤسس حزبها حُكِمَ عليه قضائياً لأنه اعتبر مسألة المحرقة تفصيلاً من دون أهمية). ومنذ نهاية الحرب العالمية يسعى اليمين الجمهوري واليسار لمحاربة اللاسامية عبر تأسيس «قاعدة تربوية محكمة» في محاولة لمحو ممارسات فرنسا الحافلة باللاسامية منذ قرون، وإن ألبسوا هذه القاعدة ثوب محاربة العنصرية. كان اليمين متحفظاً على الاعتراف بما فعلته فرنسا وذلك لحماية الإرث التاريخي لفرنسا في مسألة حقوق الإنسان وتوجيه الاتهام باللاسامية إلى نظام فيشي الخائن، وكان ذلك تحت عباءة ووهج الجنرال ديغول المحرر، وكما ذكرنا أعلاه، ساهم جاك شيراك بتنفيس الإحتقان باعترافه بدور فرنسا بمعاونة النازيين. اليسار الفرنسي كان يتجاهل هذه المسألة على اعتبار أن حكم فيشي كان يمينياً وبالتالي كانت أسهم الاتهامات لا توجه لليسار، خصوصاً بعد أن بدأ هذا اليسار ينحاز لدولة اسرائيل على أساس أنها “واحة ديموقراطية” وتُطبّق تقسيم العمل حسب نظريات يسارية كانت رائدة (الكيبوتز والتعاونيات). ومع انطلاق المقاومة الفلسطينية واحتدام الصراع بين شرق سوفييتي وغرب أطلسي كان اصطفاف الرأي العام معادٍ للعرب بشكل عام وخصوصاً مع هبوط نعمة البترودولار على بعض العرب بموازاة ارتفاع اسعار النفط. ورافق ذلك نهاية ما تسمى «حقبة الثلاثينيات المجيدة»، أي سنوات نمو الاقتصاد الفرنسي، وبدء وصول اليد العاملة المغربية بداية ومن ثم الإفريقية ومعظمها من المسلمين الذين تم تجنيسهم. في بداية الأمر كانت هذه العمالة «مترو + عمل + نوم» لا تلتفت إلى طيات السياسة الفرنسية ولم يكن معها وقت لذلك. ومن المفارقات أن المهاجرين المغاربة سكنوا في نفس الأحياء التي سكنها اليهود القادمون من المغرب العربي (سفراد). وتمنع القوانين الفرنسية الحديث عن الدين وهوية المواطن الدينية. التعايش كان ودياً والتخاطب في السنوات الأولى كان يعكس تعدد لهجات المغرب العربي، وحصل الانصهار في مجتمع الضواحي الفرنسية من دون خضات بين مغاربة وسفراد.. والكل كان فرنسياً بالهوية، ومن يرتقي اجتماعياً، سواء أكان يهودياً أم عربياً يخرج من الضواحي إلى الأمكنة التي تعكس ترقيه الإجتماعي. ومع الوقت بات المهاجرون المجنسون يشكلون 14% من سكان فرنسا وترافق وصول الجيلين الثاني والثالث من هؤلاء المهاجرين مع انفتاح العالم على مواقع التواصل الاجتماعي وحرب العراق (صواريخ صدام التي نزلت على اسرائيل) وانتشار الدعوة الإسلامية في أوروبا واحتدام الصراع على أرض فلسطين، وكل ذلك أدى إلى تنامي التباعد بين الطائفتين. من هنا بدأت ترتسم خطوط تماس بين الفرنسيين اليهود والفرنسيين من أصول عربية غالبيتهم من المسلمين.
ولكن ماذا تُمثّل اسرائيل بالنسبة للفرنسيين اليهود؟ اليوم بات هناك ارتباط عضوي، ولكن في بداية المسيرة كانت دولة اسرائيل تمثل للفرنسيين اليهود «الملجأ»، أي الهروب من الحقبات الثلاث الأولى أي أن الثقة كانت شبه مفقودة، أضف إلى ما عانته هذه الطائفة من ألمانيا (لا بل كانت المعاناة شبه عامة في أوروبا). ولعل ما زاد من خوف الفرنسيين اليهود هو تنامي مشاعر معاداة إسرائيل بين الفرنسيين من أصول عربية، وهذا الخوف غطى على الأصوات المنتقدة لإسرائيل بين اليهود الفرنسيين وحتى على الإسرائيليين المنتقدين لسياسات حكوماتهم اليمينية المتطرفة.
ومنذ تفجيرات 1986 وما أعقبها من أعمال إرهابية، إنتقل خوف الفرنسيين اليهود من «المجتمع الفرنسي العميق اللاسامي» إلى نوع من الاسلاموفوبيا (2). وقد تنافست الحكومات الفرنسية المتعاقبة في محاربة اللاسامية بكافة ألوانها وإن كان اللون الإسلاموفوبي بقي هو المهيمن. ومن هنا نرى أنه لا توجد «مؤامرة» والإعلام يذهب باتجاه مداراة «خوف المجتمع العميق» من ذكرياته اللاسامية وهو ما يفسر هذا الانحدار الأيديولوجي للإعلام منذ 7 تشرين/أكتوبر. 1)
Blumenkranz Bernhard, Le Juif médiéval au miroir de l’art chrétien, Paris, Études Augustiniennes, 1966, p.11-39 2)
Danielle Delmaire L’Histoire,”L’antisémitisme en France” https://doi.org/10.4000/tsafon.2696

Continue reading at الأسباب التاريخية للانحدار الإيديولوجي في الإعلام الفرنسي منذ 7 أكتوبر | 180Post

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings