الحرب لن تنتهي، و”الانقلاب النظامي” يواصل الاستمرار تحت الرادار
عن “يديعوت أحرونوت”
ثمة موضوع محظور أن يشطب عن جدول الأعمال وهو تغيير الحكم في إسرائيل. نحن على شفا هاوية. كل يوم إضافي تتولى فيه هذه الحكومة فإنها تدهور الدولة، اقتصاديا، امنيا، دوليا وداخليا. الحرب في رفح تتعمق وتزيد عداء العالم. الضفة على شفا الغليان والشمال فارغ من السكان مع صفر اكتراث ومساعدة من وزراء الحكومة. لهذه الدرجة بحيث إنه في بلدة مرغليوت اعلنوا، أول من أمس، عن فك ارتباطهم عن دولة إسرائيل. نحن نريد قطيعة مطلقة عن الجيش وعن الحكومة، اعلن رئيس لجنة البلدة ايتان دافيدي. لا احد يخرج ولا أحد يأتي. على حد قوله، لا حاجة للبلدة أن تحمي نفسها من “حزب الله” بل من حكومة إسرائيل.
فهل يوجد دليل أفضل على انعدام الثقة بقدرة الحكومة على الاهتمام بسكانها، من رغبة بلدة فك ارتباطها عنها؟ وإذا لم يكن هذا بكاف، فلكل هذا أضيفت هذا الأسبوع نار من سلاح أوتوماتيكي لمخربي “حماس” على بلدة بات حيفر.
هذا لم يعد غلاف غزة، هذا غلاف نتنياهو.
والمخطوفون. ماذا يمكن أن نقول اكثر عن مدى التخلي، الهجران، عدم الاكتراث وانعدام الحس. عن الرغبة لتسويف الوقت، لتمديد الحرب لاعتبارات شخصية على ظهر المخطوفين والجنود.
يمكن أن نقول منذ الآن باستقامة، هذه الحكومة غير قادرة على أن تضمن أمن سكانها. لا حاجة للذهاب بعيدا بعد أن تقرر إعادة سكان سديروت والغلاف إلى بيوتهم، لا يوجد يوم لا تطلق فيه هناك رشقات صواريخ. وفي يوم الأحد ظهرا، ركض سكان غوش دان، بما في ذلك هوت هشارون ورعنانا إلى المجال المحصن بسبب صافرات وانفجارات صواريخ أطلقت من رفح. من لا يزال يتحدث عن “نصر مطلق” أو عن “خطوة” عن النصر، فليفحص جيدا أي قناة تلفزيونية يشاهدها. باستثناء قناة البيت التي يعترف فيها المذيع بنفسه بأنه أداة لنقل رسائل رئيس الوزراء – ليس هناك من لا يعرف أن هذه الحرب خسرناها في 7 أكتوبر، وكل يوم يمر منذئذ يجعل هذا الفشل ملموسا إذ كيف يمكن الانتصار حين لا يتحدث رئيس الوزراء ووزير الدفاع الواحد مع الآخر، وحين تكون في داخل “كابنت” الحرب خلافات رأي، إنذارات وترددات انسحاب حين يكون الاحتمال لإعادة المخطوفين أحياء يتبدد من يوم إلى يوم.
إذا كنا تحدثنا في البداية عن لجنة تحقيق رسمية لفحص أحداث المذبحة ومنذ ذاك السبت إياه أضيفت إلى ذاك القصور قصورات عديدة أخرى، تبرر لجنة تحقيق رسمية أخرى: كيف حصل أن الأرض التي بدأت للأسباب الأكثر عدالة، أصبحت في غضون بضعة اشهر خلافا ممزقا ومقسما في داخل إسرائيل. الحرب التي بدأت مع الشرعية في كل العالم ونجحت في أن تجعلنا منبوذين حتى في نظر الولايات المتحدة وأوروبا. كيف حصل انه رغم المرافقة القانونية الملاصقة والجهاز القضائي المقدر – وصلنا إلى المحكمة الدولية في لاهاي. كيف حصل أنه بعد ثمانية اشهر من القتال لم ننجح بالقضاء على منظمة إرهاب رغم خطابات التبجح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع. وكيف حصل، وهذه هي الكيف الأكبر أننا لم ننجح بعد في إعادة المخطوفات والمخطوفين إلى الديار.
في البداية، كانت لا تزال جدالات حول هل ينبغي أن ننتظر نهاية الحرب، أن نسمح لغانتس وآيزنكوت للتأثير في “كابنت” الحرب. أما، اليوم، فقد بات واضحا بأنه لا يوجد ما ننتظره. لئن كان هذا متعلقا بالحكومة الحالية فإن الحرب لن تنتهي. ليس قبل الانتخابات في أكتوبر 2026، هذه إذا ما جرت أصلا انتخابات فيما إن الانقلاب النظامي يواصل النبش من تحت الرادار. والسؤال هل ننتظر غانتس وآيزنكوت كي يقودا المعسكر لتغيير الحكومة، فإن هذا تقريبا هو مثل أن ننتظر غودو.
في هذه الأيام، يتبلور انتظام لرؤساء أحزاب يعملون لأجل إسقاط الحكومة. صباح الخير الياهو، حان الوقت. اللقاء الرسمي الأول سيعقد، اليوم، بين لابيد، ليبرمان وساعر. فرضيتهما هي انه بدأ العد التنازل. غانتس وآيزنكوت سيضطران للخروج قريبا من الحكومة. غانتس بدأ ينخفض في الاستطلاعات، بما في ذلك في أوساط مصوتيه، بحيث إن دافعه الأساس للبقاء آخذ في الانهيار. تصريحات آيزنكوت هذا الأسبوع في مداولات سرية في لجنة الخارجية والأمن من حيث إن هناك حاجة لأن نعرف كهدف إنهاء الحرب في رفح ندفع قدما بصفقة مخطوفين ونوقف النار بقدر ما يلزم من وقت – تشهد (ربما) على انه قريب من اللحظة التي يكون فيها مطالبا بأن يحل التضارب الذي بين مواقفه وبين بقائه في الائتلاف.
النية من اللقاء ليست إقامة حزب، بل بناء إطار في الكنيست لإسقاط الحكومة. محاولة توسيع الدوائر ضدها، فيما تكون البداية بالكتل في الكنيست.
الوضع المثالي هو تغيير الحكومة في إطار هذه الكنيست، أي بأحداث تحول في داخل الكنيست القائمة في ظل إيجاد أغلبية في داخل “الليكود” تريد الإطاحة برئيس الوزراء. إذا ما وجد 17 نائبا، أي نصف العدد الحالي لليكود في الكنيست، فإنه يمكنهم أن يأخذوا معهم حتى اسم الحركة ويصبحوا “الليكود” الجديد.
في مثل هذه الحالة، كما شرح ليبرمان، مع ليكود طبيعي، يمكن بناء حكومة بديلة. وإذا لا، هو يقول، سنفحص إمكانية القانون لحل الكنيست الذي توجد فيه حاجة لعدد اقل بكثير من النواب من “الليكود” ممن يفهمون أن رسالتهم الآن هي إنقاذ الدولة.
بالتوفيق: احتمال إيجاد 17 من أعضاء “الليكود” يوافقون على إسقاط نتنياهو هو صفري. تعالوا نبدأ بخمسة.