“طالبان” تتوعد الأميركيين “المختلين”
توعدت حركة طالبان الاثنين، بالانتقام للمجزرة التي راح ضحيتها 16 مدنياً افغانياً بينهم نساء واطفال بيد جندي اميركي في جنوب افغانستان، وادت الى توتر جديد في العلاقات الهشة بين افغانستان والولايات المتحدة.
وكان جندي اميركي مدجج بالسلاح اقدم في ساعة مبكرة من صباح الاحد على قتل 16 مدنياً افغانياً بينهم اطفال ونساء ومسنون في ولاية قندهار، معقل طالبان في جنوب افغانستان، بحسب مصادر غربية وافغانية.
وتعتبر المجزرة الاخيرة ضمن سلسلة اعمال لجنود اميركيين اثارت استنكارا واسعا في افغانستان، وتاتي بعد اسابيع على احراق مصاحف في قاعدة اميركية ادت الى اعمال عنف نتج عنها اربعون قتيلا وتراجعت العلاقات بين البلدين اثرها الى ادنى مستوى.
وتعهدت حركة طالبان التي تقود تمرداً مسلحاً منذ عشر سنوات ضد النظام في كابول وضد التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالانتقام “لكل شهيد ضد الاميركيين الهمجيين المختلين عقلياً”.
وكانت السفارة الاميركية في كابول حثت مواطنيها على اتخاذ احتياطات اضافية وحذرت من “مشاعر معادية للاميركيين ومن تنظيم تظاهرات في الايام المقبلة خصوصا في ولايات بشرق وجنوب البلاد”.
وتم توقيف جندي مشتبه به وقدمت الولايات المتحدة تعازيها لاسر الضحايا وتعهدت باتخاذ اجراءات ضد اي شخص تتم ادانته.
واتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما هاتفياً بنظيره الافغاني حميد كرزاي الاحد معبراً عن “حزنه العميق” للمذبحة التي وصفها بانها “مفجعة ومروعة”، متعهدا باجراء “تحقيق شامل” من اجل “محاسبة المسؤولين”.
وتشكل مجزرة الاحد اختبارا صعبا للتحالف بين الولايات المتحدة وافغانستان اذ لا يزال البلدان يخوضان محادثات صعبة للتوصل الى معاهدة تحدد الشراكة بينهما بعد انسحاب القوات القتالية الاجنبية من افغانستان في 2014.
ومن المفترض ان تنظم المعاهدة الاستراتيجية المقترحة الوضع القانوني لاي قوات اميركية ستظل في افغانستان للمساعدة في شؤون الاستخبارات والسلاح الجوي واللوجستية لمحاربة متمردي حركة طالبان.
وفي العراق، تخلت الولايات المتحدة عن التوصل الى معاهدة استراتيجية وسحبت كل قواتها القتالية دون ابقاء اي عناصر بعدما لم تحصل من بغداد على حصانة قانونية للجنود الاميركيين.
واظهر استطلاع للراي اجرته شبكة ايه بي سي نيوز ووواشنطن بوست ان 60% من الاميركيين يرون ان الحرب في افغانستان لا تستحق الخسائر التي تتسبب بها فيما تؤيد نسبه مماثلة تقريبا انسحابا مبكرا للقوات الاميركية من هذا البلد.
وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي صرح الاحد في بيان ان “الحكومة سبق ودانت مرارا العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الارهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. الا انه عندما يقتل افغان عن عمد من قبل قوات اميركية، فهذا يعني جريمة قتل وعملا لا يغتفر”.
واتصل هاتفيا باسر الضحايا بمن فيهم رفيق الله وهو فتى في ال15 اصيب بجروح في الساق وقال للرئيس ان الجندي مزق ثياب النساء في المنزل وقام باهانتهن.
وروى رفيق الله في تسجيل هاتفي اطلعت عليه وكالة فرانس برس “لقد اتى الى منزل عمي وكان يلاحق النساء ويمزق ثيابهن ويقوم باهانتهن”.
وسارعت حركة طالبان الى ارسال مقاتلين الى المساجد في منطقة بنجاوي في ولاية قندهار لحضور تشييع الضحايا وحث السكان على التمرد.
وروى عبد الخالق وهو احد السكان المحليين لوكالة فرانس برس “كانوا يقولون للناس +لقد اتى المحتلون الاميركيون الكفار الى منازلكم واهانوا نساءكم وقتلوا اطفالكم، فماذا تنتظرون؟ عليكم الخروج والتظاهر”.
وتعتبر قندهار معقلا لحركة طالبان التي تشن تمردا ضد حكومة كرزاي التي تدعمها قوات الحلف الاطلسي وعديدها قرابة 130 الف عنصر.
وقالت حركة طالبان في بيان ان “القسم الاكبر من الضحايا اطفال ابرياء ونساء وشيوخ قتلهم الاميركيون الهمجيون الذين سلبوا حياتهم الثمينة بلا رحمة وتلطخت ايديهم بدمائهم”.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر تمت ادانة عسكري اميركي بتهمة قتل مدنيين بعدما قاد مجموعة واطلق النار على مدنيين، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
الا ان مراقبين يرون ان غالبية الضحايا المدنيين في افغانستان يقتلون بايدي حركة طالبان. وافاد تقرير للامم المتحدة ان ما مجمله 3021 مدنيا قتلوا نتيجة الحرب العام الماضي، وحمل الميليشيا المسلحة مسؤولية 77% من عمليات القتل.
وتعتبر المجزرة وهي الاولى من نوعها ضد مدنيين افغان الاحد كارثة بالنسبة الى الحلف الاطلسي وقواته التي باتت تتعرض بشكل اكبر لاطلاق نيران “صديقة” من جنود افغان تقوم بتدريبهم، مما ادى الى انهيار الثقة بين الجانبين.
وادى عرض تسجيل فيديو في اواسط كانون الثاني/ يناير على الانترنت يظهر جنودا اميركيين يبولون على جثث افغان، بالاضافة الى قيام جنود اخرين باحراق نسخ من القران في سجن باغرام الاميركي في شباط/ فبراير الى تصعيد التوتر بشكل كبير.