جمعة لـ”التدخل العسكري” واستمرار التعاون مع انان
دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الجمعة الى التظاهر من اجل “التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم”، في وقت يفترض ان يقدم الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان تقييما عن مهمته الى مجلس الامن.
وسجل العدد الاكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها (شمال) التي بدأت تتصاعد فيها منذ اسابيع وتيرة الاحتجاجات بعد ان كانت في منأى نسبيا عن هذا الحراك. وحاولت قوات الامن تفريق بعض التظاهرات عبر اطلاق الرصاص، ما تسبب بوقوع اصابات.
كما اطلقت القوى الامنية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في حي المرجة، فرد هؤلاء برشقها بالحجارة وحصلت اشتباكات بالايدي.
وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان واعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالاضافة الى مدينتي الباب ومنبج.
في دمشق، افاد عضو مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي عن تظاهرات في احياء الميدان والتضامن والحجر الاسود وكفرسوسة والقدم، “رغم الانتشار الامني الكثيف”.
في القامشلي (شمال شرق)، سارت تظاهرة في عامودا، بحسب ما ذكرت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع فايسبوك الالكتروني. وحمل المتظاهرون اعلاما كردية واعلام سوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث.
واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى خروج تظاهرة كبيرة في مدينة الحولة في ريف حمص اطلق الامن النار عليها، ما تسبب بسقوط ثمانية جرحى.
وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن “عشرات الاف المتظاهرين في انحاء سوريا الجمعة رغم القمع العسكري والانتشار الامني الكثيف”.
واشار الى ان التظاهرات شملت ايضا درعا في الجنوب والحسكة في الشمال والرقة.
في هذا الوقت، وكما في كل يوم جمعة تجمع عشرات الموالين للرئيس السوري بشار الاسد في ساحة السبع بحرات في دمشق، للتعبير عن رفضهم التدخل الخارجي في شؤون بلادهم الداخلية، بحسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وجاء ذلك غداة عرض قوة قام به النظام الخميس في ذكرى مرور عام على بدء الانتفاضة، من خلال تجمعات ضمت عشرات الاف الاشخاص في العاصمة وعدد من المدن الاخرى، اكدت تاييدها للرئيس السوري بشار الاسد ورفضها “للتدخل الخارجي”.
وفجر الجمعة، قتل مواطن خلال اشتباكات بين قوات النظام ومنشقين في حي الكنامات في دير الزور (شرق)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كما قتل شخص في الرستن في ريف حمص نتيجة القصف من قوات النظام على المدينة.
وتسببت اشتباكات وقعت بعد منتصف الليل في الضمير وقطنا في ريف دمشق بمقتل سبعة اشخاص، بحسب المرصد.
ويتوقع ان يعرض الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الجمعة امام مجلس الامن الدولي اولى نتائج زيارته الى سوريا في نهاية الاسبوع الماضي.
وجددت دمشق استعدادها للتعاون مع انان، وقالت وزارة الخارجية في رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الحكومة “تؤكد انها ماضية في اداء واجبها في حماية مواطنيها ونزع أسلحة الإرهاب ومحاسبة مرتكبيه”.
كما اكدت الوزارة ان سوريا “ماضية في سعيها لايجاد حل سياسي للازمة التي تمر بها بالتعاون مع المبعوث الخاص كوفي أنان”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن ان موسكو تحاول من خلال اتصالاتها مع السلطات السورية دفع هذه الاخيرة الى التعاون بشكل كامل مع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية.
ونصحت وزارة الخارجية التركية الجمعة رعاياها بمغادرة سوريا، مشيرة الى ان “التطورات تطرح مخاطر امنية جدية على مواطنينا”.
واعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ان حكومته تدرس احتمال استدعاء سفيرها من دمشق.
وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اعلن الخميس ان دول مجلس التعاون قررت اغلاق سفاراتها في دمشق احتجاجا على “تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب”.
وعمدت دول غربية وعربية عدة الى اقفال سفاراتها في سوريا.
في باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مقابلة نشرتها صحيفة “لوموند” الجمعة ان على المعارضة السورية الكف عن “التمزق” و”معارضة بعضها البعض”.
واضاف “نفعل ما بوسعنا لجمعهم حول المجلس الوطني السوري واقناعهم بان يكون اشمل ويستقبل علويين ومسيحيين. انهم لا يحققون تقدما كافيا”.
في الفاتيكان، قال بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام لصحافيين ان الجيش السوري “لا يتدخل الا عندما يجب ان يتدخل” وان الكنيسة لا تزال تستطيع اداء دور “احلال السلام”.
وحذر البطريرك المقيم في سوريا في مؤتمر صحافي اعقب لقاءه مع البابا بنديكتوس السادس عشر، من انه “في حال بقاء المسيحيين على الحياد، فان الوجود المسيحي لن يستمر او سيكون بلا تاثير في العالم العربي”.