سوريا: مليونيات للمعارضة بانتظار انسحاب الجيش
رغم قرب وصول وفد من الامم المتحدة إلى سوريا لبحث مهمة مراقبة وقف لاطلاق النار الذي تحدد في العاشر من هذا الشهر ذكر ناشطون اليوم الاربعاء أن 70 شخصا على الاقل قتلوا في قتال عنيف في الساعات الاربع والعشرين الماضية .
وتسعى قوى غربية للحصول على موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة على اتفاق المبعوث كوفي عنان مع الرئيس السوري بشار الاسد على انسحاب قوات الجيش في العاشر من ابريل نيسان يعقبه خلال 48 ساعة وقف لاطلاق النار من جانب قوات المعارضة. إلا أن السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس قالت «من وجهة النظر الامريكية والعديد من الدول الاعضاء ما شاهدناه منذ أول ابريل ليس مشجعا» في إشراة إلى الاتفاق.
وأضافت أنه اذا أقدم الاسد على تصعيد العنف خلال الايام السبعة التالية فسيتطلب الأمر من مجلس الامن أن يرد بسرعة وبجدية.
وأشارت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان انها أحصت 232 حالة وفاة منذ ان قبلت سوريا اقتراحات عنان يوم ٢٧ آذار/ مارس.
وقالت المنظمة «تبين الادلة ان موافقة الاسد المفترضة على خطة عنان ليس لها أثر على الارض».
لكن المتحدث باسم عنان قال إن من المتوقع ان يصل وفد من ادارة حفظ السلام بالامم المتحدة الى سوريا خلال فترة قصيرة لمناقشة نشر مراقبين لوقف اطلاق النار. وأضاف ان الضابط النرويجي الميجر جنرال روبرت مود سيرأس الوفد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مراقبا مقره بريطانيا يجمع تقارير من داخل سوريا ذكر ان 58 مدنيا و18 جنديا قتلوا يوم الثلاثاء.
وأضاف ان 20 مدنيا قتلوا في محافظة حمص بينهم 15 نتيجة القصف واطلاق النار ونيران القناصة في المدينة.
في محافظة إدلب قتل 20 مدنيا وسبعة جنود في اشتباكات في قرية تفتناز التي تقع الى الشرق من مدينة ادلب. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين من المعارضة أصابوا اثنتين على الاقل من الدبابات التي تقصف القرية.
وبالمقابل ذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان عددا من «الإرهابيين» وثلاثة من رجال الامن قتلوا في تفتناز. وأضافت ان «مجموعات ارهابية مسلحة» تهاجم المواطنين وترتكب اعمال قتل وخطف وتزرع عبوات ناسفة.
وذكرت الوكالة «مزرعة للدواجن بأحد بساتين دير بعلبة حيث عمد الارهابيون الى قتل عدد من المواطنين كانوا قد اختطفوهم قبل فترة بدم بارد ومثلوا ونكلوا بجثثهم قبل ان يقوموا بحرقها. كما عمد الارهابيون الى قتل أربع نساء في منزل واحد بالحي نفسه بعد ان قاموا باقتحامه».
ويصعب التحقق من الروايات بشأن العنف بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على دخول الصحفيين الاجانب.
ويتوقع بعض المحللين ان تملأ أعداد ضخمة من السوريين الشوارع للمطالبة باستقالة الاسد اذا تبدد خطر القمع المسلح. وقالت رنده سليم من معهد الشرق الاوسط في واشنطن “ملايين سيبدأون التظاهر ولن يكون بمقدور الاسد ان يتحمل ذلك.”
وأظهر شريط فيديو التقط في دمشق مساء امس الثلاثاء خطا من النار ربما من اطارات مشتعلة يقطع ست حارات مرورية في طريق سريع بوسط المدينة.
وتشير تقديرات الامم المتحدة إلى ان قوات الاسد قتلت اكثر من 9000 شخص خلال الانتفاضة التي بدأت قبل أكثر من عام في حين تقول دمشق إن 3000 من افراد الامن لاقوا حتفهم على يد مجموعات تصفها بأنها عصابات ارهابية مدعومة من الخارج.
وقالت فرنسا انها ستعقد اجتماعا خلال الاسبوعين المقبلين لبحث عقوبات على سوريا لضمان تنفيذها قبل الاجتماع المقبل لمجموعة «اصدقاء سوريا» المقرر ان يعقد في باريس. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية «هناك موعد نهائي هو العاشر من ابريل لكن ينبغي على السيد الاسد ان يبدأ من الان تنفيذ الاجراءات الفورية التي تعهد بها». واضاف «اذا واصل النظام رفضه ومذابحه فسيكون ذلك استهزاء بالمجتمع الدولي بأسره واهانة له».
غير أن روسيا حليفة سوريا انتقدت مجددا مجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم دولا عربية وغربية والتي اجتمعت في اسطنبول في مطلع الأسبوع قائلة إنها تضعف مهمة عنان للسلام. ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «دعم الجميع خطة كوفي عنان إلا أن قرارات مجموعة أصدقاء سوريا التي تهدف إلى تسليح المعارضة وإلى فرض عقوبات جديدة تضعف من جهود احلال السلام». وأضاف «حتى لو كانت المعارضة مدججة بالسلاح فانها لن تهزم الجيش السوري. ستكون هناك مذبحة لأعوام طويلة».
وقالت الوكالة السورية ان وزير الخارجية وليد المعلم اجتمع مع جاكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر واتفق على «الية للتعاون والتنسيق المباشر» للمساعدات الانسانية. ولم تذكر الوكالة تفاصيل. وذكرت ان كلينبرجر زار مدينة درعا الجنوبية القريبة من الحدود مع الاردن اليوم الاربعاء. وكانت المنطقة قد شهدت عنفا على مدى شهور.