انفجار في دمشق والمراقبون يواصلون جولاتهم
هز انفجار عبوة ناسفة الثلاثاء، العاصمة السورية غداة مقتل نحو ستين شخصا في اعمال عنف، وذلك رغم مرور 12 يوما على بدء تطبيق وقف اطلاق النار ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم في عدد من المناطق السورية.
وجاء في شريط عاجل على قناة “الاخبارية” السورية ان “مجموعة ارهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص واضرار مادية بالابنية المجاورة”.
الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) ذكرت ان “مجموعة ارهابية مسلحة” الصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق ما ادى الى اصابته بجروح.
كما اغتيل الثلاثاء مساعد اول في المخابرات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
الى ذلك يتابع فريق المراقبين والذي بلغ عدد افراده احد عشر مراقبا زياراته الثلاثاء الى عدد من المناطق السورية، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ وكالة فرانس برس.
وقال سينغ “بلغ عدد فريق القبعات الزرقاء احد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الاخرون جولاتهم الميدانية”. واشار الى ان الفريق “سيزور مناطق متعددة في البلاد”، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
وافادت سانا ان “وفدا من المراقبين الدوليين زار صباح الثلاثاء مدينة دوما في ريف دمشق”، بعد زيارة امس استقبلهم فيها الاف المتظاهرين المناهضين للنظام. وسمعت في دوما صباحا اصوات انفجارات واطلاق نار كثيف. واقتحمت القوات النظامية الاحد هذه المدينة التي تعد مركز الاحتجاجات في الريف الدمشقي بعدد من الدبابات تحت غطاء مدفعي وناري كثيف.
وافاد المرصد السوري بسقوط قتيل في دوما الثلاثاء بنيران القوات النظامية.
وكان اعضاء من فريق طليعة المراقبين زاروا الاثنين بلدات ومدنا في ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال.
وتوقع سينغ وصول مراقبين “آخرين في الايام القادمة”.
ويفترض ان يصل عديد الفريق الحالي الى ثلاثين بموجب قرار مجلس الامن على ان يبدأ الاسبوع المقبل نشر بعثة المراقبين الموسعة التي اقرها المجلس السبت والتي سيصل عددها الى 300.
وفي حمص (وسط)، افاد المرصد عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة هم ام وابنها وابنتها الثلاثاء قتلوا متاثرين بجراح اصيبوا بها اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي في حي القصور بحمص مساء الاثنين.
وفي درعا (جنوب)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة انخل اعتقلت خلالها 23 شخصا، فيما سمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام، بحسب المرصد.
يأتي ذلك في الاسبوع الثاني على بدء مهمة المراقبين الدوليين المكلفين بالتثبت من وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/ ابريل الجاري وشهد خروقات يومية، اسفرت امس الاثنين عن سقوط 59 قتيلا، بحسب ما افاد المرصد السوري.
سياسيا، قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في مقابلة نشرتها الثلاثاء صحيفة الحياة العربية انه “لا يتوقع نجاح” خطة المبعوث الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان معتبرا ان “نسب نجاحها اقل من ثلاثة في المئة”، متوقعا ان يرحل الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة “حيا او ميتا”.
واعتبر ان عدد المراقبين (300 مراقب) “ضئيل جدا”، داعيا الى تطبيق “السيناريو اليمني في سوريا” من خلال تسليم الاسد سلطاته لنائبه كمرحلة اولى. وقال موجها حديثه الى الرئيس السوري “انت سترحل بطريقة او باخرى، سترحل ميتا او سترحل حيا، ومن الاحسن لك ولعائلتك ان ترحل حيا لانك اذا قررت ان ترحل ميتا فمعنى ذلك انك ستتسبب في موت عشرات الالاف من الابرياء، يكفي ما ارقت من دم”.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في دوشانبي من اي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية ان “عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ان لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الامم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم”.
وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين على ضرورة ان توفر السلطات السورية لمراقبي الامم المتحدة الحرية التامة في التنقل وان تؤمن لها وسائل نقل جوية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “نتوقع ان تكون للمراقبين حرية تامة للحركة والوصول بدون عوائق الى السوريين في مناطق سوريا التي يعتبرونها مهمة لمراقبتها”.
وكان الاتحاد الاوروبي قرر الاثنين فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة الى سوريا والحد من صادرات المواد التي يمكن ان تستخدم لقمع المتظاهرين.