ألوف الإسلاميين في ميدان التحرير
شارك ألوف الاسلاميين في مظاهرات يوم الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة ومدن أخرى احتجاجا على ما يقولون انها محاولة لاعادة الحرس القديم الذي حكم مصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الى السلطة.
وثارت مخاوف الاسلاميين ومصريين اخرين بعد قرار لجنة الانتخابات الرئاسية يوم الخميس ادراج اسم أحمد شفيق اخر رئيس للوزراء في عهد مبارك في القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة بعد يومين من استبعاده منها.
واستبعدت اللجنة شفيق من السباق تطبيقا لتعديل قانوني أصدره مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الاسلاميون هذا الشهر يحرم مساعدين كبارا لمبارك من ممارسة حقوقهم السياسية. وقالت اللجنة أمس انها قبلت طعنا من شفيق بأن القانون غير دستوري وأحالته الى المحكمة الدستورية العليا لتحكم لتقول كلمتها فيه.
ويرأس لجنة الانتخابات الرئاسية المستشار فاروق سلطان الذي يرأس المحكمة الدستورية العليا في نفس الوقت.
وتطالب جماعة الاخوان المسلمين التي تمثل الكتلة الاكبر بالمقارنة بغيرها من الكتل في البرلمان باقالة حكومة كمال الجنزوري المعينة من قبل المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد وأن تقود الجماعة حكومة ائتلافية. لكن المجلس العسكري الذي بيده تشكيل واقالة الحكومة يرفض ذلك.
وتأتي الانقسامات في مصر قبل أقل من شهر من بدء انتخابات رئاسة تاريخية تمثل الخطوة الاخيرة من الفترة الانتقالية التي اتسمت بالاضطراب منذ بدايتها مع سقوط مبارك في الحادي عشر من فبراير شباط العام الماضي.
وغاب عن مظاهرات يوم الجمعة أغلب الحركات الشبابية التي دعت للانتفاضة التي أسقطت مبارك ومنها حركة شباب 6 ابريل. ويقول النشطاء ان مظاهرات يوم الجمعة سببها صراع على السلطة بين الاخوان وحلفائهم الاسلاميين الاخرين وحرس مبارك القديم الذي يقولون ان المجلس العسكري يدعم عودته للسلطة.
وكان عشرات الالوف من المصريين من مختلف الاتجاهات السياسية والحركات الشبابية شاركوا في مظاهرات يوم الجمعة الماضي رفعت شعار “حماية الثورة”.
وبينما تظاهر مئات الاسلاميين بميدان التحرير الذي كان بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك شارك ألوف الاسلاميين أغلبهم من الاخوان في مظاهرة أمام مسجد القائد ابراهيم الذي كان بؤرة الانتفاضة ضد مبارك بمدينة الاسكندرية الساحلية.
وردد المتظاهرون أمام مسجد القائد ابراهيم هتافات تقول “يا سلطان بعت الثورة بكام” في اشارة الى رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية و”يسقط يسقط حكم العسكر” و”يا طنطاوي قول لعنان الثورة لسه (ما زالت) في الميدان” في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق سامي عنان.
ودعت جماعة الاخوان الى مظاهرات يوم الجمعة تحت شعار “انقاذ الثورة” لكن أعضاء الجماعة لم يظهروا في مدن للجماعة والاسلاميين الاخرين وجود كبير فيها مثل الفيوم جنوب غربي القاهرة والسويس على البحر الاحمر.
ونقل موقع الاخوان على الانترنت قول المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان “المظاهرات ستكون في المحافظات للمطالبة بتسليم السلطة في مواعيدها المحددة واجراء انتخابات رئاسية في موعدها ورفض اعادة انتاج النظام البائد.”
وستجرى انتخابات الرئاسة يومي 23 و24 مايو أيار داخل البلاد وقبل ذلك للمصريين الذين يعملون في الخارج واذا لم تحسم النتيجة ستجرى جولة اعادة في يونيو حزيران.
وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه سيسلم السلطة لرئيس منتخب منصف العام.
ورشحت جماعة الاخوان محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها للمنصب كما يخوض السباق عضو قيادي مقال من الجماعة هو عبد المنعم أبو الفتوح.
والى جانب شفيق يخوض الانتخابات ممن عملوا مع مبارك وزير الخارجية الاسبق عمرو موسى الذي كان الى العام الماضي أمينا عاما لجامعة الدول العربية.
وفي مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة في دلتا النيل ردد مئات الاسلاميين هتافات ضد المجلس العسكري. ورفعوا لافتة تقول “تشاهدون الان مسلسل عودة الفلول تأليف المجلس العسكري واخراج لجنة الانتخابات”.
ومزق شبان من الاخوان المسلمين لافتة رفعها ناشط كتبت عليها عبارة “أسقطنا مبارك أب وابن وسنسقط الشاطر والاستبن (الاحتياطي”) ودفعوه بعيدا.
وتشير اللافتة الى جمال ابن الرئيس السابق الذي قيل ان والده حاول أن يورثه الحكم والى المرشح الاخواني الاصلي خيرت الشاطر الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية لعدم حصوله على رد اعتبار من حكم بالسجن أصدرته عليه المحكمة العسكرية العليا عام 2007.
وشارك مئات الاسلاميين في مظاهرات أيضا بمدن شبين الكوم وكفر الشيخ والزقازيق بدلتا النيل وبورسعيد على البحر الاحمر والمنيا جنوبي القاهرة.
وأظهر الخلاف على من تتوافر فيه شروط الترشح مدى هشاشة التحول الديمقراطي خلال المرحلة الانتقالية كما أثار التساؤلات بشأن ما اذا كان المجلس العسكري سيتدخل في السياسة بعد نقل السلطة والى أي مدى ان تدخل.
ومما يزيد عدم اليقين في العملية السياسية أن الرئيس الجديد سيتسلم السلطة دون نص على صلاحياته في ظل خلاف بين الاسلاميين من جهة والليبراليين واليساريين من جهة أخرى بشأن معايير لجنة كتابة الدستور الجديد للبلاد.
وقال محمد أبو طالب (43 عاما) ويعمل محاسبا خلال احتجاجه في التحرير “استبعاد شفيق ثم اعادته تثير المخاوف من أن هناك نوعا من الترتيب.”
وعلى الرغم من أن الجيش يمكن أن يرحب بعسكري رئيسا للدولة فان حدوث ذلك يمكن أن يشعل احتجاجات شوارع جديدة يمكن أن تعيد القوات المسلحة مرة أخرى الى المدن وتجعل المجلس العسكري طرفا سياسيا رئيسيا.
ويعتصم في ميدان التحرير منذ يوم الجمعة الماضي مئات من أنصار القيادي السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية قائلة ان والدته حملت الجنسية الامريكية في سنوات حياتها الاخيرة. ويطالب المعتصمون بحل لجنة الانتخابات والغاء نص دستوري يمنحها حصانة من الطعن على قراراتها أمام أي جهة غيرها.
ويتوقع أن تتسبب عودة شفيق في تفتيت الاصوات غير الاسلامية بينه وبين موسى. ويتوقع أن يستفيد المرشح الاخواني من انضباط الجماعة لكن يتوقع أن يقترع بعضهم لابو الفتوح.
ويمكن أن يصوت لشفيق مصريون يريدون انتقالا متدرجا من حكم مبارك الى حكم ديمقراطي ويرون أن رصيد شفيق العسكري سيساعده على اعادة الاستقرار للبلاد التي تضربها الاحتجاجات الفئوية ويتراجع اقتصادها.
وقال الجنزوري انه يرفض مطالبته بالاستقالة من قبل مجلس الشعب وان الاعلان الدستوري المعمول به لا يعطي المجلس سوى صلاحيات تشريعية الى جانب مراقبة أعمال الحكومة