ديسكين يثير عاصفة في إسرائيل: سيجار وفودكا خلال المداولات
قالت صحيفة إسرائيلية أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) السابق يوفال ديسكين، الذي أعلن عن عدم ثقته برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، كشف أنهما كانا يحتسيان الفودكا ويدخنان السيجار الفاخر خلال المداولات الإستراتيجية السرية، ما أثار عاصفة كبيرة في إسرئيل.
وأفاد المحلل السياسي لصحيفة “معاريف” بن كسبيت الأحد بأن ديسكين، الذي قال الجمعة إنه لا يثق بقدرة نتنياهو وباراك على قيادة حرب ضد إيران، لم يكشف بعد كيف تجري المداولات السرية والحساسة والأكثر مصيرية ومن ضمنها الموضوع الإيراني، والتي شارك فيها نتنياهو وباراك وقادة الأجهزة الأمنية.
وأشار كسبيت إلى أن قسماً من هذه المداولات جرى بمقر الموساد في تل أبيب، حيث توجد خزانة مليئة بأجود وأغلى أنواع المشروبات الكحولية وتستخدم لغرض استضافة قادة أجهزة الإستخبارات الأجانب لدى زيارتهم لمقر الموساد.
وكتب كسبيت أنه “في هذه المداولات كان وزير الدفاع ورئيس الحكومة يدخنان السيجار الفاخر ويملآن الغرفة بدخانه ورائحته، وكان وزير الدفاع يتجه بين حين وآخر إلى البار (خزانة الخمور) ويسكب لنفسه كأس فودكا فاخر أو ويسكي غالي ويعود”. وأضاف أن “قادة الأذرع الأمنية كانوا يتهامسون ويمررون قصاصات ورق بينهم، لكن قادتنا الأخلاقيين والحساسين المنصتين لخواطر الجمهور لم ينتبهوا، واستمروا بالتدخين والشرب بقدر ما يستطيعون”.
وتابع ديسكين أن “من أنهى عادة تدخين السيجار هذه في مرحلة معينة كان ديسكين نفسه عندما قال بإحدى المداولات إنه إذا لم يطفأ السيجار فإنه سيغادر الاجتماع”.
وتوقع كسبيت أنه في الفترة القريبة المقبلة سيتحدث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي، الذي تتطابق أفكاره مع أفكار داغان وديسكين.
واتهم ديسكين نتنياهو وباراك بأنهما يطرحان أمام الجمهور صورة مضللة حول الموضوع الإيراني، وقال إنهما “يخلقان شعورا بأنه إذا لم تعمل دولة إسرائيل فإنه سيكون لدى إيران قنبلة نووية، وأنه إذا عملت (أي هاجمت) دولة إسرائيل فإنه لن تكون هناك قنبلة نووية… وهذا هو بالضبط الجزء غير الصحيح أو الصورة المضللة”. وأضاف أن “عددا كبيرا جدا من الخبراء يقولون منذ سنوات طويلة إن إحدى نتائج هجوم إسرائيلي على إيران قد تسرع دراماتيكياً البرنامج النووي الإيراني، أي أن ما يفضل الإيرانيون تنفيذه اليوم ببطء وهدوء، ستكون لديهم الشرعية لتنفيذه بسرعة وخلال فترة زمنية أقصر”.
وقال إن مشكلته الأساسية في هذا الموضوع هي أنه لا يثق بالقيادة الإسرائيلية الحالية “التي ينبغي أن تقودنا إلى حدث بحجم حرب مع إيران أو حرب إقليمية”. وأضاف “ربما أنا أقول هنا أقوالا قاسية جدا، فأنا لا أثق برئيس الحكومة ولا بوزير الدفاع وأنا لا أثق أبدا بقيادة تتخذ القرارات من خلال شعور مسيحاني” في إشارة إلى الذين يؤمنون بقدوم المسيح المخلص.
وكتب كبير المعلقين في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنياع، إن “ديسكين يقول الحقيقة، الحقيقة المقلقة والمثيرة للأعصاب لكن رغم ذلك هي حقيقة”.
وأشار محلل الشؤون الستراتيجية والاستخباراتية في الصحيفة نفسها رونين برغمان أن توقيت انتقادات ديسكين لم يكن صدفة “فقد أعلن ديسكين في نهاية ولايته (قبل عام) أنه سيفرض على نفسه السكوت لمدة سنة”.
وأضاف برغمان أن المقربين من ديسكين استمعوا إلى أقوال مشابهة لتلك التي قالها منذ فترة طويلة.
وأشار المحللون الإسرائيليون إلى أن ديسكين انضم بذلك إلى رئيس الموساد مائير داغان الذي قال مؤخرا أن “مهاجمة إيران هي أغبى فكرة سمعتها”.
وانتقد المحللون رد فعل نتنياهو، التي عبر عنها مقربون منه، على أقوال ديسكين وأن رد الفعل هذا شبيه برد الفعل على أقوال داغان في حينه.
وقال المقربون من نتنياهو إن “ديسكين محبط لأنه لم يتم تعيينه رئيسا للموساد، وأنه تعين على ديسكين الاستقالة من منصبه وعدم الانتظار حتى نهاية ولايتن فإذا كان يفكر على هذا النحو لماذا مدد ولايته في رئاسة الشاباك لسنة إضافية تحت قيادة رئيس الحكومة نتنياهو ولماذا أراد أن يتولى رئاسة الموساد في حكومة نتنياهو؟”.
واضاف المقربون أن “أقوال ديسكين تفتقر للمسؤولية ونابعة من خيبة أمل في عدم تعيينه رئيسا للموساد ورفض نتنياهو تعيين مرشحه في رئاسة الشاباك”.
وعقب مقربون من باراك على انتقادات ديسكين للأخير بالقول “نرحب بدخوله إلى الحياة السياسية” وأنه “لأمر محرج ومحزن أن ترى ضعف حكم الرجل على الأمور واستخدامه لغة منحطة انجر إليها رجل خدم الجمهور طوال سنين، وديسكين يعمل بصورة تافهة وغير مسؤولة وعلى خلفية إحباط شخصي وهو يمس بتراث رؤساء الشاباك وبأعراف وقيم الشاباك”.
وقال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن “ديسكين كان رئيسا جيدا للشاباك لكن إذا كنت لا تعتمد على رئيس الحكومة ووزير الدفاع كان عليك أن تستقيل وألا تنتظر نهاية الولاية”.
وقال وزير شؤون الإستخبارات دان مريدور إنه “اشتركت مع ديسكين بمداولات كثيرة ولم أسمع منه أبدا أية ادعاءات ضد رئيس الحكومة ووزير الدفاع”.