سكاي نيوز تدخل حلبة القنوات الإعلامية العربية
أطلقت قناة سكاي نيوز عربية وهي مشروع مُشترك بين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ومؤسسة بي سكاي بي البريطانية قناة إخبارية باللغة العربية تبث على مدار الساعة مع تعهد بالتزام الحياد في منطقة يشيع فيها تأثير الحكومات على وسائل الاعلام.
وبدأت القناة البث يوم الاحد من استوديوهات مجهزة باحدث التقنيات في عاصمة الامارات العربية المتحدة حيث بعث المراسلون تقارير حية من على الحدود السورية التركية وفي ليلة الانتخابات الرئاسية في باريس.
لكن التحدي الحقيقي يتمثل في تقديم تغطية جريئة من منطقة الخليج دون التأثر بصلتها بالأسرة الحاكمة وهو تحد تواجه قناة الجزيرة صعوبات للتغلب عليه.
وشريك مؤسسة بي سكاي بي في المشروع المشترك بنسبة 50 الى 50 هو مؤسسة ابوظبي للاستثمار الاعلامي وهي شركة استثمار خاصة يملكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي تشمل استثماراته الأخرى نادي مانشستر سيتي الانجليزي لكرة القدم.
وشكلت للقناة “هيئة استشارية للتحرير” تقول القناة انها فريدة من نوعها في المنطقة لتضمن الاستقلالية في التحرير. وسيكون من بين أعضائها الستة اثنان من نيوز كورب أكبر مساهم في بي سكاي بي هما رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة تايمز روجر التون ومدير التحرير التنفيذي لسكاي نيوز كريس بيركيت.
وقال نارت بوران رئيس سكاي نيوز عربية “لا يوجد تمثيل حكومي في هيكل شركتنا. هذا جزء من السبب في تشكيل (الهيئة) لنبين انه ليست لنا علاقة بالحكومة وانها ليست كيانا رسميا.”
وتشير تجربة المنطقة في الفترة الاخيرة الى ان القناة الجديدة ستواجه صعوبات بالغة ليس فقط في مواجهة النفوذ السياسي ولكن ايضا للحصول على نصيب من سوق يتنافس فيها آخرون بالفعل على سد فراغ خلفته الصعوبات التي تواجهها الجزيرة.
وفي العام الماضي أرسلت الامارات العربية المتحدة قوات الى البحرين للمشاركة في حملة لقمع احتجاجات تطالب بالديمقراطية. ويحرص حكام الامارات واقرانهم في السعودية ودول الخليج الاخرى على عدم وصول ثورات الربيع العربي الى منطقتهم.
وجردت الامارات بعض المعارضين من جنسياتهم.
وحرية الصحافة محدودة في الامارات التي منعت توزيع صحيفة صنداي تايمز البريطانية وهي ايضا جزء من مؤسسة نيوز كورب المملوكة لقطب الاعلام روبرت مردوك في أواخر 2009 بسبب تغطيتها لازمة ديون دبي.
وعندما سعت شركة دبي العالمية شبه الحكومية لتأجيل سداد مستحقات فائدة بشأن ديون تتجاوز 20 مليار دولار بعدما تضررت وحداتها العقارية من التباطؤ العالمي لم تنل تلك الخطوة وما أعقبها من اضطرابات في السوق سوى تغطية محدودة في الاعلام الرسمي الاماراتي.
وقال كريستوفر ديفيدسون خبير الشؤون الاماراتية في جامعة دورهام ان سلطة الهيئة التحريرية ربما تكون محدودة في مواجهة هذا الضغط.
واضاف “حتى اذا اتخذت الشركة خطوات لايجاد حرية تحريرة كاملة واشراف خارجي فعندئذ ستتدخل بسرعة المشكلة الدائمة المتمثلة في الرقابة الذاتية.”
وتابع قوله “مبعث القلق هو ان أعضاء الشركة سيبتعدون عن الموضوعات أو تغطية مواضيع ربما تسيء لمالكيها.”
وحتى قناة الجزيرة واحهت صعوبات في الحفاظ على صورتها كقناة مستقلة.
ورغم أنها لعبت دورا بارزا في انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا من خلال تغطيتها على مدار الساعة لم تهتم القناة بدرجة تذكر بالاحتجاجات في البحرين التي أخمدها الجيش بمساعدة من السعودية والامارات.
وتعتمد الجزيرة بكثافة على العائد من الاعلانات وعندما أتاحت لمعارضين سعوديين فرصة لانتقاد المملكة في اواخر التسعينات تلاشت تقريبا إيراداتها من السعودية.
وفي سبتمبر الماضي عين رئيس تنفيذي للقناة من الاسرة الحاكمة في قطر بدلا من وضاح خنفر. واستقال صحفي كبير اخر بعد ذلك مشيرا الى تحيز في التغطية الاخبارية للبحرين وسوريا.
ورفض متحدث باسم القناة التعليق على التصور بأن تغطيتها للربيع العربي كانت متحيزة.
لكن صعوبات الجزيرة يمكن أن تشكل فرصة لسكاي نيوز عربية.
وقال ايلي عون رئيس ايبسوس ميديا سي.تي التي تراقب سوق الاعلام بالشرق الاوسط ان الاضطرابات زادت الطلب على المنافذ الاخبارية المستقلة وان بعض المشاهدين العرب يرون الجزيرة الان على أنها تبث وجهة نظر واحدة.
واضاف ان سكاي نيوز عربية ستحتاج الى تبني وجهة نظر محايدة مشيرا الى أنه ليس من الجيد لاي قناة الارتباط بأي حكومة.
غير أن آخرين مثل فرانس 24 وبي.بي.سي وروسيا اليوم لديها بالفعل قنوات باللغة العربية تتنافس للفوز بنصيب من تلك السوق.
وعينت سكاي نيوز عربية 400 موظف من بين 24 ألف راغب في العمل تقدموا بطلبات لكن مسؤولي القناة رفضوا الكشف عن تكاليفها أو عوائدها المتوقعة.
وقال أسعد ابو خليل استاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية كاليفورنيا “المنافسة الان أكثر حدة بسبب التراجع الحاد في شعبية الجزيرة.”
وأضاف ان سكاي نيوز عربية يمكن أيضا أن تتأثر من صلات بي سكاي بي بروبرت مردوك الذي تواجه مؤسسته نيوز كورب حاليا فضيحة تنصت على الهواتف في بريطانيا.
وقال ابو خليل “مردوك اسم سيء السمعة للغاية في العالم العربي