أمانو يتوقع الوصول إلى اتفاق مع إيران
قال يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه يتوقع التوصل لاتفاق مع إيران قريبا سيسمح بإجراء تحقيق في أنشطة مشتبه بها لتطوير قنابل ذرية وهو ما قد يعزز الفرص أمام محادثات القوى الكبرى مع طهران لوقف الانزلاق نحو حرب.
وكان أمانو يلخص نتائج محادثات نادرة أجراها في طهران يوم الاثنين قبل يومين من اجتماع القوى الست الكبرى مع إيران في العاصمة العراقية بغداد لاختبار مدى استعداد إيران لكبح برنامجها النووي بطريقة شفافة.
وقال أمانو إنه يتطلع في اطار الاتفاق إلى تناول مسألة إمكانية دخول مجمع بارشين العسكري الإيراني الذي ربما تجرى فيه اختبارات لها صلة بالأسلحة النووية.
ووصف جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض التقدم الذي احرزته الوكالة بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح” لكنه قال إن واشنطن تريد أن ترى افعالا يمكن التحقق منها من جانب طهران. وقال في إفادة صحفية “سنحكم على سلوك إيران استنادا إلى الأفعال لا الوعود أو الاتفاقات” مضيفا أن واشنطن “ستواصل الضغط على طهران وستواصل المضي قدما في العقوبات.”
ومن المتوقع أن يبدأ في تموز/يوليو القادم سريان عقوبات أوروبية تستهدف عرقلة صادرات النفط الحيوية اقتصاديا لإيران بينما تدرس إسرائيل إمكانية القيام بتحرك عسكري. وهددت إيران -التي تنفي أن يكون لديها أي طموحات لامتلاك أسلحة ذرية- بإجراءات انتقامية وارتفعت أسعار النفط خشية اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط تلحق مزيدا من الضرر بالاقتصاد العالمي المتعثر.
واعترف أمانو بأنه لا تزال هناك “بعض الخلافات” كي يتسنى توقيع الاتفاق الذي ناقشه في زيارته الأولى لطهران رغم أن كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي أكد له أن هذه الخلافات لن تعرقل توقيع الاتفاق. وقال أمانو -الدبلوماسي الياباني المخضرم- للصحفيين في مطار فيينا بعد عودته من طهران “اتخذ قرار بخصوص الانتهاء من اتفاق والتوقيع عليه… يمكنني القول إنه سيجري التوقيع عليه قريبا جدا.”
ووصف أمانو -الذي سارع بالسفر إلى طهران لاستثمار التقدم الذي أحرز في المحادثات مع إيران في فيينا التي أجراها مساعدون كبار- محصلة اجتماعاته في إيران بأنها “تطور مهم… فهم كل منا موقف الطرف الآخر بشكل أفضل.”
وردا على سؤال عن الخلافات القائمة قال أمانو إنها مجرد “تفاصيل للنقاش حول هذه الوثيقة.”
وحث القائم بأعمال المبعوث الأمريكي لدى الوكالة الدولية إيران على فتح منشآتها على الفور وبشكل حقيقي أمام مفتشي الوكالة.
وقال روبرت وود “نقدر جهود (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لعقد اتفاق حقيقي لكننا لا نزال نشعر بالقلق إزاء التزام ايران العاجل باتخاذ خطوات ملموسة من اجل التعاون الكامل مع جهود الوكالة للتحقق… لحل كل المخاوف العالقة بخصوص طبيعة برنامجها النووي.”
واستقبلت إسرائيل انباء اتفاق مرتقب بين الوكالة وإيران بتشكك مشيرة إلى سجل سابق لايران في التملص من العقوبات وتقييد عمليات التفتيش التي تستهدف التأكد من عدم حدوث أي تحويل عسكري للنشاط النووي.
وقال وزير الدفاع المدني ماتان فيلنائي لراديو اسرائيل “اثبتت ايران على مر السنين افتقارها إلى المصداقية والنزاهة… ولذلك علينا أن نشك فيهم طوال الوقت ونفحص الاتفاق الذي يجري إعداده.”
وردا على سؤال يشأن ما إذا كان توجيه ضربات جوية الى إيران كملاذ أخير لا يزال موضع تفكير بينما يتحقق تقدم فيما يبدو في المسار الدبلوماسي قال فيلنائي “على المرء ألا يرتبك ولو للحظة.. كل شيء على الطاولة.”
وقال دبلوماسيون غربيون معتمدون لدى الوكالة الدولية إن مسألة ما إذا كان الاتفاق سيهديء المخاوف بشأن نوايا إيران النووية ستتوقف على كيفية تنفيذ الاتفاق على الأرض.
وقال دبلوماسي من إحدى القوى الغربية في فيينا لرويترز “هناك شك الي ان يتم توقيع هذا الاتفاق وبمجرد توقيعه سيكون هناك شك إلى أن ينفذ.”
وسيجتمع جليلي -الممثل الشخصي للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي- في بغداد مع كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي ترأس تحالفا يضم الأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا.
ومن المتوقع أن يكون الهدف الرئيسي من الاجتماع هو الحصول على موافقة إيران على وقف انشطة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى التي بدأتها في 2010 ثم وسعتها بعد ذلك في منشأة تحت الأرض في فوردو والتي يصعب إلى حد كبير مهاجمتها من الجو مما أدى إلى تقليص مؤثر للوقت الذي تحتاجه لتحويل التكنولوجيا النووية الي الاغراض العسكرية.
قال دبلوماسي أوروبي “التعاون مع الوكالة الدولية مثل الوصول إلى بارشين أمر مهم لكنه لا يكفي. يجب التعامل مع التخصيب إلى مستوى 20 بالمئة كأولوية.”
وتصر إيران على أنها تحتاج إلى تنقية اليورانيوم إلى مستوى تركيز انشطاري عند 20 في المئة لمفاعل النظائر المخصص للأغراض الطبية. والتخصيب الي خمسة في المئة من النقاء انشطاري مناسب للوقود النووي الخاص بمحطات الكهرباء في حين ان الوقود المناسب لإنتاج أسلحة هو الوقود المخصب بنسبة 90 في المئة.
ونقل التلفزيون الإيراني عن أمانو قوله إن محادثاته سيكون لها “أثر إيجابي” على اجتماع بغداد.
لكن تباين الاولويات يقف في طريق التوصل إلى اتفاق.
ولمحت إيران إلى أنها ستسعى إلى تحويل الأنباء عن تقاربها مع الوكالة الدولية إلى اتفاق في بغداد لتخفيف العقوبات التي ستلحق ضررا متزايدا باقتصادها. لكن مسؤولين غربيين استبعدوا تقديم تنازل كبير كهذا في وقت قريب.
وحذر دبلوماسي غربي كبير قائلا “لن نفعل أي شيء ملموس في مقابل كلمات معسولة.”
وأعلنت إيران اليوم أنها زودت مفاعلا نوويا للأبحاث في طهران بمجموعتين من وقود محلي الصنع في محاولة فيما يبدو لتعزيز موقها التفاوضي. وإذا تأكد هذا فستلغي قدرة ايران على إدارة المفاعل بوقودها المحلي أي أساس للتوصل إلى اتفاق قيد النقاش ترسل بموجبه إيران اليورانيوم المخصب إلى الخارج مقابل الحصول على مثل هذا الوقود مما يقلل من مخزونها من المادة التي يمكن استخدامها لصنع سلاح نووي.
وقال المحلل الأمريكي جراهام أليسون إن إيران “تقوم بحذر لكن بشكل مستمر بتوفير جميع العناصر التي تحتاجها لإنتاج سلاح نووي في وقت قصير” لكنها لم تصل إلى الآن إلى اتخاذ قرار بالإقدام على هذا. وقال أليسون وهو مدير مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد في مقال نشرته دورية ساينتيفيك أميركان “أي سيناريو يستلزم شهورا بين تعطيل أجهزة الإنذار الخاصة بالوكالة الدولية واختبار قنبلة مما يعني مواجهة احتمال كبير لأن تتعرض لهجوم وهو أمر تجنبه خامنئي وبدأب إلى الآن.”
وفي خطوة استهدفت تعزيز العقوبات على إيران وافق مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الاثنين على حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية تستهدف قطاع النفط الإيراني يشمل التعاملات مع شركة النفط الإيرانية وشركتها الوطنية للناقلات لسد ثغرة محتملة سمحت لإيران إلى الآن ببيع بعض بترولها باستخدام أسطولها.
وكأن التحديات الدبلوماسية التي تعترض اجتماع بغداد غير كافية لتأتي الأحوال الجوية لتهدد هي الأخرى انعقاد المحادثات. وبينما تستعد الوفود للتوجه إلى العراق اغلق مطار بغداد اليوم الثلاثاء بعد أن غطت عاصفة رملية العاصمة العراقية. وقالت وزارة النقل إن العاصفة قد تستمر حتى يوم الجمعة مما يهدد بمزيد من التعطيل لحركة النقل الجوي. ووصل جليلي إلى بغداد يوم الاثنين بينما من المقرر أن تصل الوفود الغربية صباح يوم الأربعاء