الحدود السورية العراقية بيد الثوار
سقطت المنافذ الحدودية الواقعة بين العراق وسوريا في ايدي الجيش السوري الحر الخميس، بحسب ما اكد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية العراقية لفرانس برس، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سيطرة مقاتلين معارضين على معبر حدودي مع تركيا.
وقال الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي، وهو المسؤول الاعلى في الوزارة، لفرانس برس ان “جميع المعابر والمخافر الحدودية بين العراق وسوريا سقطت بيد الجيش السوري الحر، وبينها القائم والتنف، فيما لا تزال هناك معارك في سنجار” وهي نقطة حدودية صغيرة في الشمال.
واضاف “هذا وضع طبيعي لان سكان هذه المناطق مناوئون للحكومة والجيش السوري النظامي يركز على العاصمة وهذه المنطقة بعيدة عن العاصمة (…) لذا فمن الطبيعي ان تسقط” المعابر والمخافر.
وتابع الاسدي “امام احدى النقاط الحدودية، هاجم الجيش الحر قرية حجيجين وقام بقتل اثنين من اهالي المنطقة وتقطيع ايدي ضابط برتبة مقدم” في الجيش السوري النظامي “امام اعين الجنود العراقيين”.
كما ذكر ان عناصر الجيش السوري الحر “قتلوا 22 شرطيا من الهجانة في المخفر القريب من قرية خزاعي وسلامة السورية”.
واعلن الاسدي ان السلطات العراقية اغلقت “الحدود بالكامل في منطقة البوكمال (غرب) وستغلق كل الحدود اذا استمر الوضع على هذا الحال لان الجيش السوري الحر سلطة غير معترف بها والآن القضية باتت مقلقة”.
وفي وقت سابق، قال ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود لفرانس برس “رأينا العلم السوري يستبدل بعلم الجيش السوري الحر عند معبر البوكمال، وراينا مسلحين بلباس مدني يجوبون المعبر”.
واضاف “كثفنا نقاط التفتيش والدوريات على طول الشريط الحدودي”.
من جهته، ذكر مصدر امني حدودي “وصلتنا معلومات ان معبر البوكمال اصبح تحت سيطرة الجيش السوري الحر”.
وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبا في محافظة الانبار التي تسكنها اغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقرا لتنظيم القاعدة في العراق.
ويدعو العراق الى حل “سلمي” في سوريا التي تشهد منذ اذار/مارس 2011 اعمال عنف دامية على خلفية حركة احتجاجية غير مسبوقة تطالب باسقاط النظام وتتعرض للقمع بيد السلطات.
وسبق ان دعت بغداد رعاياها المقيمين في سوريا ومعظمهم من اللاجئين الى مغادرتها والعودة للعراق بعد “تزايد حوادث القتل والاعتداء” عليهم، بحسب ما افاد الثلاثاء بيان حكومي.
وجاء ذلك بعدما اعلنت مصادر امنية عراقية ان عراقيين اثنين، ذكرت السلطات العراقية انهما صحافيان، قتلا بالرصاص وبطعنات سكاكين في احدى ضواحي العاصمة السورية دمشق السبت وتم نقل جثتيهما الى العراق الاثنين.
وفي السياق نفسه، اعلن محافظ الانبار قاسم محمد عبد في تصريح لفرانس برس ان “آلاف العائلات العراقية وصلت الى الحدود اليوم واجتازتها باتجاه العراق”، مضيفا “شكلنا خلية ازمة وسنوفر باصات لنقل العراقيين الفارين”.
واكد مصدر امني في معبر الوليد الحدودي مع سوريا ان هناك “نزوحا جماعيا لآلاف العراقيين”، مشيرا الى ان “العائلات العائدة تعرضت للضرب والشتم والطرد القسري، وبعضها سلبت على ايدي مسلحين سوريين موالين للنظام”.
وشكل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فريقا للاشراف على اعادة العراقيين العالقين في سوريا، بحسب ما افاد علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء اليوم.
وقال الموسوي لفرانس برس ان “رئيس الوزراء نوري المالكي شكل فريقا برئاسة وزير النقل (هادي العامري) للاشراف على عملية نقل المواطنين العالقين في سوريا الى البلاد”.
واضاف ان “المالكي خصص كذلك طائرته الخاصة من اجل اعادة المواطنين” من سوريا.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ لفرانس برس ان “اربع طائرات تقل نحو 500 عراقي وصلت الى بغداد اليوم آتية من دمشق”، مشيرا الى ان الحكومة ستخصص “طائرة لاعادة من يشاء من العراقيين العالقين في سوريا”.
وتقدر سوريا عدد اللاجئين العراقيين على اراضيها بمليون وربع مليون شخص فيما يبلغ العدد المسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2010 139 الفا و586 شخصا.
وقال الدباغ ان “عدد العراقيين المقيمين في سوريا يتراوح بين 100 و200 الف شخص، الا اننا لا نملك ارقاما دقيقة”.
من جانبه، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين سوريين معارضين سيطروا الخميس على معبر حدودي مع تركيا، في حدث هو الاول منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا ضد نظام بشار الاسد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان “مقاتلين من الكتائب الثائرة سيطروا على معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة ادلب وحطموا صورا لبشار الاسد بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر”.