رومني يختار بول ريان نائباً له: الاقتصاد أولاً
حين وقع اختيار ميت رومني على النائب بالكونجرس بول ريان ليكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الرئاسة الأميركية فإنه اختار شخصا طموحا يصف نفسه بأنه “واعد” ركز حياته المهنية على قضية واحدة هي خفض الميزانية الاتحادية، في حين أنه قضى معظم حياته المهنية في الكونجرس وليست له خبرة تجارية او تنفيذية تذكر للحديث عنها.
وكون ريان (42 عاما) مصداقيته بثبات بوصفه عضوا بالدوائر الداخلية في واشنطن فبدأ متدربا في الكونجرس ثم أصبح مساعدا لعضو جمهوري بمجلس الشيوخ من ويسكونسن، وعلى مدى الأعوام الأربعة عشر الماضية كان ريان عضوا بمجلس النواب.
في يناير/ كانون الثاني عام 2011 أصبح رئيسا للجنة الميزانية بمجلس النواب بعد أن حقق حزبه مكاسب كبيرة في انتخابات عام 2010 واستعاد السيطرة على المجلس من الديمقراطيين.
ويأمل المرشح الجمهوري رومني أن تساعده اجندة ريان لخفض الميزانية على الفوز بانتخابات الرئاسة التي تجري في نوفمبر/ تشرين الثاني ليستفيد من استياء الناخبين من ضعف الاقتصاد الأميركي.
ويضفي ريان جاذبية شخصية على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري فهو مشجع مخلص لفريق جرين باي باكرز لكرة القدم ويشير دائما الى جذوره بالغرب الأوسط وكيف أنه يعطي الأولوية الى قضاء الوقت في ويسكونسن مع زوجته جانا ليتل وهي محامية ضرائب واطفالهما الثلاثة.
وريان الرياضي الذي يقود زملاءه من النواب فيما وصف بمجموعة “مرهقة” لممارسة الرياضة، مناظر بارع يعرف عنه ثقله الثقافي وقد كان ضيفا على الكثير من البرامج التلفزيونية في الأعوام القليلة الماضية محاولا أن يدفع الى الأمام أهدافه وهي كبح جماح الإنفاق على برامج حكومية باهظة التكلفة مثل تقديم كوبونات الطعام للفقراء وأحقية المسنين ببرنامج (ميديكير) للرعاية الصحية.
كما تعهد ريان بأن يكافح من أجل تخصيص ميزانية رصينة للدفاع مع خفض الضرائب في الوقت نفسه.
لكن الديمقراطيين سارعوا الى انتقاد ريان بعنف بعد أن تم الإعلان السبت عن أنه مرشح رومني لمنصب نائب الرئيس وأشاروا الى أن النائب بالكونجرس سيضع عبء خفض العجز على عاتق من هم أقل قدرة على احتماله ألا وهم الفقراء والمسنون مع خفض الضرائب المفروضة على الأثرياء.
لكن ريان الذي كان قد وصف فيما مضى الاقتصادي المحافظ ميلتون فريدمان والمرشح سابقا لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري جاك كيمب والفيلسوف المؤيد للرأسمالية ايان راند بأنهم أبطال حظي بالاحترام من عدة زوايا. بل إن بعض المساعدين الديمقراطيين في الكونجرس قالوا إنهم معجبون بفهمه للقضايا المالية المعقدة وإخلاصه في مهاجمة المشكلات التي أسهمت في تراكم الدين الحكومي الضخم.
وأشاد الرئيس باراك أوباما بريان لجدية نهجه بشأن الميزانية بينما هاجم اقتراحات بعينها.
كما يكن خبراء ميزانية في الكونجرس احتراما كبيرا له. وتقول مايا ماكجينيس رئيسة لجنة الميزانية المسؤولة غير الحزبية لرويترز اوائل العام الماضي “إنه السياسي الوحيد في وجه أناس أرادوا تجاهل القضية – الذي أراد الخوض في تفاصيل.”
كما حاول ريان أن يظهر جانبا براجماتيا فأشار باستمرار الى أن الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء هم الملامون في إحداث فوضى مالية بأكبر اقتصاد في العالم وأن عليهما التوصل الى حلول.
ومن المتوقع من نائب للرئيس أن يقدم المشورة والقيادة في قضايا أوسع نطاقا من ميزانية الولايات المتحدة غير أنه ليس هناك في خلفية ريان ما يذكر ليعطيه إلماما عميقا بالسياسة الخارجة او الشؤون العسكرية او التجارة.
وتشير خطبه الانتخابية في أحيان الى الحاجة الى ميزانية دفاعية اميركية قوية وستحتفظ خططه للميزانية بإنفاق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الكبير بالفعل ويمكن أن تزيده.
وفي حين أن ميزانيات ريان أثارت معارضة الديمقراطيين فإنها ايضا أثارت قدرا من الاستياء من المحافظين بمجلس النواب الذين يريدون تقليص العجز بسرعة اكبر. وبعد أن بزغ نجم ريان على الساحة السياسية ظهرت دعوات اوائل العام الماضي ليترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2012 غير أن ظهوره لم يكن واضحا في الكونجرس في الآونة الأخيرة.
وغاب عن المناقشات المالية المهمة عام 2011 من مواجهات بين الجمهوريين وأوباما الصيف الماضي بشأن خطة لخفض الميزانية الى جهود “لجنة عليا” لايجاد مدخرات إضافية قيمتها 1.2 تريليون دولار.
ودفع هذا مساعدا جمهوريا بالكونجرس الى ملاحظة أن ريان “سلك الطريق الآمن للحفاظ على مسوغاته بوصفه محافظا” من خلال التركيز على المقترحات النظرية بشأن الميزانية وتفادي المعارك الحامية بالكونجرس.
وأشار هذا المساعد وآخرون في الاسبوع الماضي الى أن ريان فشل في التواصل مع الديمقراطيين واكتفى بوضع ميزانيات لا تحظى بدعم يذكر من الجمهوريين والديمقراطيين.