فاتح-110 يظهر استعداد إيران للتصدي لأي هجوم
كشفت إيران النقاب اليوم الثلاثاء عما قالت إنه صاروخ مطور قصير المدى وقالت انها تشيد موقعا جديدا للدفاع الجوي في محاولة على ما يبدو لاظهار استعدادها للتصدي لأي هجوم إسرائيلي.
وحضر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير الدفاع أحمد وحيدي احتفالا كشف خلاله المسؤولون النقاب عن الجيل الرابع من الصاروخ فاتح-110 الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر ومعدات مطورة اخرى.
وقال أحمدي نجاد إن إيران تطور أسلحتها لاغراض دفاعية بحتة ويجب الا يؤخذ ذلك على أنه تهديد لكنه أضاف أنه سيثني الغرب عن فرض ارادته على إيران.
ونقلت وكالة مهر للانباء عن أحمدي نجاد قوله “التطوير الدفاعي هدفه صيانة كرامة الانسان لا العدوان على الغير.”
وأضاف “لا شك عندي في ان قدراتنا الدفاعية يمكنها التصدي للمتنمرين ودحر خططهم.”
ومن ناحية اخرى قال مسؤولون إن إيران أعلنت بدء تشييد موقع للدفاع الجوي في جنوب البلاد على بعد نحو 210 كيلومترات من منشأة تخصيب اليورانيوم في اصفهان.
وذكرت وكالة فارس للأنباء ان منشأة الدفاع الجوي التي ستقام على مساحة 200 هكتار في منطقة آبادة ستكون اكبر منشأة من نوعها في ذلك الجزء من البلاد وستشيدها مؤسسة خاتم الأنبياء وهي الذراع الهندسية للحرس الثوري الإيراني وسيعمل بها في نهاية المطاف 6000 شخص.
ونقل عن حاكم آبادة محمد جواد عسكري قوله خلال احتفال بمناسبة بدء تشييد الموقع “إذا عزم (الأعداء) أمرهم يوما على مهاجمة ارضنا فالخليج الفارسي مقبرتهم.”
وتعتبر إسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط برنامج إيران النووي خطرا يهدد وجودها استنادا إلى تهديدات إيرانية بتدمير إسرائيل.
وزادت حدة تصريحات ساسة إسرائيل هذا الشهر فيما يوحي بأنها قد تهاجم منشآت إيران النووية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.
وتقول إيران التي تنفي أنها تحاول صنع قنبلة نووية ان بمقدورها أن تضرب إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة اذا تعرضت للهجوم.
كما هددت باغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 40 في المئة من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا وهو ما سيقابل على الارجح برد عسكري من جانب الولايات المتحدة.
وقال بول بيفر وهو محلل دفاعي في لندن ان ايران تريد على ما يبدو بالتحركات التي قامت بها اليوم ان تبين للعالم انها مستعدة للتصدي لاي هجوم على منشآتها النووية وأضاف أن إيران تمكنت من تطوير انظمة الدفاع الجوي التي تعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979 بمعدات روسية وربما صينية.
وقال بيفر لرويترز “شاهدنا تطويرا لمنظومة الدفاع الجوي الإيرانية على مدى 20 عاما. اعتقد ان إيران قوة يصعب كسرها.”
وتخوض إيران ايضا نزاعا منذ فترة طويلة مع روسيا بشأن نظام الدفاع الجوي اس -300 عالي الدقة والذي ترفض موسكو تسليمه لطهران امتثالا للعقوبات الموسعة التي فرضتها الامم المتحدة على إيران في 2010.
وقالت ايران في وقت سابق هذا الشهر انها أجرت بنجاح تجربة لاطلاق النموذج الجديد من الصاروخ فاتح-110 وانه مزود بنظام توجيه أكثر دقة.
ونقلت وكالة فارس للانباء عن وحيدي قوله “هذا الصاروخ من أكثر الصواريخ أرض أرض ذات السقوط الحر والتي تستخدم الوقود الصلب دقة وتطورا.”
وكانت إيران قالت في يوليو تموز انها اطلقت بنجاح صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب إسرائيل واختبرت عشرات الصواريخ التي استهدفت قواعد جوية وهمية.
ونقلت وكالة فارس عن وحيدي قوله ان إيران عرضت أيضا محركا بحريا أقوى قدرته 5000 حصان طراز بنيان-4. وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للانباء ان النموذج السابق من المحرك كانت قدرته 1000 حصان.
ويشكك خبراء عسكريون فيما تعلنه إيران عن تطوير الاسلحة خصوصا فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي ويقولون انها تبالغ عادة في تصوير قدراتها.
وقال مايكل إليمان خبير الدفاع الصاروخي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في رسالة بالبريد الالكتروني ان الصاروخ “فاتح-110 له نظام توجيه وتحكم بسيط يعمل خلال صعود الصاروخ” وليس خلال مرحلة الهبوط النهائية.
وأضاف “يفتقر الصاروخ فاتح-110 فيما يبدو إلى الأنظمة الفرعية الضرورية للتوجيه النهائي.”
وذكرت وكالة فارس ان إيران عرضت اليوم الثلاثاء ايضا المختبر (ارميتا) المحمول جوا لاختبار أنظمة الإطلاق الجوي وتوليد الاكسجين وتدريب طياري المقاتلات.
ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن وحيدي قوله ان المختبر سمي باسم ابنة العالم الإيراني درويش رضائي نجاد الذي قتل العام الماضي.
وتعتقد إيران ان عملاء يعملون لحساب أجهزة مخابرات أجنبية من بينها المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي وراء اغتيال عدد من علمائها النووين.