نصر الله: « دخلنا في مرحلة الشك والغموض»
قال الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الاثنين ان ايران قد ترد على اي ضربة اسرائيلية محتملة لمنشآتها النووية بضرب القواعد الامريكية في كل المنطقة.
وقال نصر الله في مقابلة مع تلفزيون الميادين ومقره في لبنان “معلوماتي .. ما سمعته من المسؤولين الايرانيين … أن القرار خالص جاهز. هناك قرار صادر بالرد وان الرد سيكون كبيرا جدا وان ايران لن تسكت ولن تتسامح عن ضرب أي من منشاتها النووية وان حدود الرد لن تكون فقط داخل الكيان الاسرائيلي.. القواعد الامريكية في كل المنطقة قد تكون ايضا اهدافا للايرانيين.”
وأضاف “اذا اسرائيل استهدفت ايران فان امريكا تتحمل مسؤولية هذا الاستهداف.”
اعتبر الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله “اننا امام معركة تحصل فيها تحركات كبرى على المستوى الاقليمي والدولي ويرتسم خلالها نظام عالمي واقليمي جديد وما يحصل اليوم في المنطقة سيرسم مصير المنطقة خلال عقود من الزمن”.
ورأى نصر الله، في حديث الى قناة “الميادين”، ان “ما يحصل في سوريا ليس معركة داخلية بحتة والمؤشرات تبدأ في مجلس الامن اذا ارادنا التحدث عن اصطفافات جديدة”، مضيفاً ” حتى الان بنسبة كبيرة نحن يتم التلاعب بنا لكننا يمكننا ان نتحكم باللعبة”.
واكد ان “مصر امام استحقاق جديد وهو استعادة موقعها الاقليمي والمحوري ويمكنها بالتالي التأثير على الاوضاع الدولية”، مشيراً الى ان “العالم العربي يستطيع ان يلعب دورا عالميا وليس فقط اقليميا وهذا مرتبط بدور الشعوب”.
واشار نصر الله الى “اننا دخلنا في مرحلة الشك والغموض خصوصا على ضوء الاحداث في سوريا”.
ولفت الى ان “المقاومة هي ماهيتنا وطبيعتنا والانسان لا يستطيع ان ينفك عن ماهيته”، كاشفاً ان “هناك محاور وتحالفات جديدة تتشكل ونحن امام وضع اقليمي جديد”.
وحذر نصر الله “من ان فلسطين والقدس هي مسؤولية الجميع وبالتالي لا يجوز ان تمسذ الاخطاء والتباينات اصل هذا الموقف، لا من قريب او بعيد”.
وشدد نصر الله على ضرورة “ان نتذكر شهداءنا وعام 2000 شكل مفصلا مهماً في تاريخنا حيث كان الانتصار على اسرائيل واضحا وصريحا ومن دون اي شروط”، لافتا الى اننا “اليوم نعيش نتيجة انجاز عام 2000 واللبناني يستطيع ان يحفر الابار التي يريد ويرسل الجيش الى اين يريد وليس لاسرائيل اي شرط لدينا وعام 2000 اسس لانتصار من دون اي شروط”.
واشار الى ان “عام 2006 كان مفصلا تاريخيا مهما ايضاً، فهو تاريخ استراتيجي واذا كان الانتصار 2000 دق المسمار الاخير في نعش اسرائيل الكبرى فان حرب تموز دقت المسمار الاخير في نعش اسرائيل العظمى”، معتبراً ان مفصل اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان مهماً والبعض حاول أن يأخذ الأمور باتجاه لا يخدم المقاومة”.
واكد نصر الله انه “عندما تقف اسرائيل وتهدد بتدمير لبنان، فمن واجبنا ان نقف ونقول ان هذا الزمن انتهى”.
ولفت نصر الله الى انه “منذ عقود، الاميركي والاسرائيلي ومن معهما يعملون على ان تصبح القضية الفلسطينية خارج الاهتمام ويتم استغلال الاحداث في المنطقة لاغفال المشهد الفلسطيني والاسرائيلي، والان العالم مشغول في مكان اخر واسرائيل تقتطع اراض جديدة الى القدس الكبرى”، معتبراً انه لا مواقف واضحة في طاولة الحوار اللبناني بسبب تركيبتها ومكوناتها.
ورأى ان “المشكلة الاساسية في المنطقة هي الشر المطلق اي اسرائيل”، لافتا الى اننا “في موقع الدفاع عن انفسنا وسيادتنا ونحن معنيون بمواجهة التهديد بالتهديد والمستند الى وقائع والذي يؤدي الى نتائج ردعية”.
وكشف نصر الله “اننا نملك اهدافا كثيرة في اسرائيل وصواريخنا تطالها وهذا يشكل قوة ردع حقيقية”، لافتا الى ان هناك نقاط ضعف للاسرائيلي ذات طابع اقتصادي وصناعي وكهربائي وكيميائي.
ونفى امتلاك “حزب الله” اي سلاح كيميائي لاسباب شرعية وانسانية، مضيفاً ” نقطة القوة لدينا اننا لسنا بحاجة الى هكذا انواع اسلحة، فهناك اهداف في اسرائيل نستطيع ضربها وتحقق نتائج اقوى من النتائج التي تحققها الاسلحة الكيميائية”.
وشدد نصر الله على “اننا نملك قوة مؤثرة وليس جبارة تستطيع تشكيل قوة ردع حقيقية في وجه اسرائيل”، معتبراً ان “الوضع الحالي افضل بكثير من مرحلة حرب تموز واذا لم نكن مرتبكين وقتها لماذا سنرتبك اليوم؟”
واشارالى ان قراءتنا للمستقبل متفائلة جداً، كاشفاً ان ما حصل في حرب تموز وسيناريو القتال عرضه على الحوار وقال اننا نستطيع ان ننتصر بالحرب”.
وكشف نصر الله ان “كل خيارتنا مفتوحة وقد لا نكتفي بالدفاع عن انفسنا في حال شنت اسرائيل هجوما علينا”، لافتا الى انه “منذ عام 2006 قدرة “حزب الله” تنامت بشكل كبير”.
واعتبر انه لا علاقة لفريق المقاومة بكل ما يحصل في لبنان، فهو يركز اهتمامه على اسرائيل، كاشفاً ان هناك جدل كبير داخل اسرائيل حيال شن هجوم على ايران.
واشار نصر الله الى ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يدركون ان ايران لا تملك السلاح النووي، لكنهم يريدون ضربها نظرا لتنامي قدرتها وقوتها وكونها عدوا مطلقا لاسرائيل، مستبعداً اي عدوان اسرائيلي في المدى القريب والمنظور على ايران
وحذر نصر الله من ان “الرد الايراني على اسرائيل سيكون كبيرا فهي لن تسكت على اي هجوم على منشآتها، كاشفاً ان القواعد الاميركية في المنطقة ستكون احدى الاهداف، فالولايات المتحدة ستتحمّل المسؤولية لاي استهداف..
واشار الى “اننا بيّنا موقفنا من النظام في سوريا انطلاقا من ثابتتين الاولى موقفنا من النزاع مع اسرائيل والثانية استعداده للحوار والاصلاح”، مؤكداً ان الرئيس السوري بشار الاسد ابدى منذ الاسبوع الاول للازمة استعداده للقيام بالاصلاحات.
واكد نصر الله انه “رغم كل ما حصل ويحصل في سوريا يبقى المنطق الوحيد المقبول هو وقف القتال واجراء حوار والدخول في تسوية سياسية”.
واعلن ان “السعودية قالت لايران ان الحل في البحرين يكون بعودة الشعب البحريني الى بيوته وبقاء النظام على حاله”، معتبراً ان الولايات المتحدة تريد ان تطول الازمة في سوريا وان لا يبقى فيها جيش ولا شعب.
واعتبر نصر الله ان “ما يطلبونه من النظام السوري هو أن يتحول إلى نظام تفريط عربي وليس نظام اعتدال للمساومة مع اسرائيل”.