ردات الفعل في العالم على مقتل السفير الأميركي
قدم رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف اليوم، اعتذاراً “للولايات المتحدة والشعب الأميركي”، بعد مقتل السفير الأميركي في طرابلس وثلاثة موظفين أميركيين آخرين في هجوم استهدف مساء الثلاثاء، القنصلية الأميركية في بنغازي (شرق).
وقال المقريف، وهو رئيس أعلى سلطة سياسية في ليبيا، في مؤتمر صحافي “نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الأميركي، ولكل العالم عما حدث ونحن والحكومة الأميركية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة”، واصفا الهجوم على القنصلية بـ”الجبان” و”القذر”. وقال إن جميع البعثات الديبلوماسية في ليبيا في حماية الدولة.
وكان مساعد مندوب ليبيا الدائم في الامم المتحدة ابراهيم دباشي قد أعلن ان الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي اوقع نحو عشر ضحايا بين قتيل وجريح في صفوف عناصر قوات الامن الليبية الذين كانوا يقومون بحراسة المبنى.
وقال دباشي للصحافيين “هناك ربما نحو عشر ضحايا في صفوف قوات الامن”، مضيفا ان “البعض قتلوا فور بدء الهجوم”.
في مصر دعا ناشطون مصريون اقباط الى التجمع في القاهرة احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام الذي اثار الثلاثاء احتجاجات عنيفة امام السفارة الاميركية في القاهرة.
ودان “اتحاد شباب ماسبيرو” و”ائتلاف اقباط مصر” في بيان كل شكل من اشكال الاساءة لاي دين كان وكذلك اي محاولة لبث الفتنة بين مختلف الطوائف.
ودعا “اتحاد شباب ماسبيرو” في صفحته على موقع “فيسبوك” الى التجمع مساء اليوم امام السفارة الاميركية في القاهرة للاحتجاج على هذا الفيلم “الذي يهين الاسلام والنبي محمد”.
ومن جهته طلب الرئيس المصري محمد مرسي من السفارة المصرية في واشنطن اتخاذ الاجراءات القانونية في الولايات المتحدة ضد صناع الفيلم الذي يسيء للإسلام. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان مرسي طلب من السفارة اتخاذ “كل الاجراءات القانونية” لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل بشأن طبيعة هذه الاجراءات.
في موسكو أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وواشنطن يجب أن توحدا جهودهما في مكافحة الإرهاب.
قال لافروف في برقية لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون حول مقتل السفير الأميركي في ليبيا، “نحن ندين بحزم هذه الجريمة التي تؤكد مرة أخرى ضرورة أن يبذل بلدانا والمجتمع الدولي بأسره جهودا مشتركة لمكافحة شر الإرهاب بكافة مظاهره”.
وأضاف “أصبت بصدمة اثر مصرع السفير كريستوفر ستيفنز وزملائه. وأرجو نقل كلمات التعازي الصادقة إلى اسر وأقرباء الضحايا”.
وأدان دان الفاتيكان الأربعاء “الإهانات والاستفزازات” لمشاعر المسلمين، وكذلك أعمال العنف الناتجة عنها، وذلك غداة هجوم على القنصلية الأميركية في ليبيا، قتل خلاله السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان فدريكو لومباردي، إن “التبعات الخطيرة للإهانات والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المؤمنين المسلمين، تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه الأيام”.
وأضاف لومباردي في بيان أن هذه الاستفزازات والإهانات “تترتب عليها نتائج مأسوية تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لأعمال عنف لا يمكن القبول بها إطلاقا”.
وأشار إلى أن “الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب”.
وفي معرض حديثه عن الزيارة التي سيقوم بها البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان وتبدأ الجمعة، قال المتحدث إن “رسالة الحوار واحترام مؤمني الديانات المختلفة التي يستعد الأب الأقدس ليحملها خلال زيارته المقبلة إلى لبنان، تشير إلى الطريق الواجب أن يتبعها الجميع لنبني معا التعايش المشترك بين الأديان والشعوب في إطار السلام”.
وقد أكد مسؤول في السفارة الاميركية في الخرطوم ان المئات تظاهروا امام السفارة بعد الهجوم الذي تعرضت له السفارتان الاميركيتان في ليبيا ومصر احتجاجا على عرض فيلم مسيء للاسلام.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم ايراد اسمه “اعرف انهم مئات قليلة ولم يحدث اي اخلال بمجمعنا”. واضاف ان التظاهرة نظمت بسبب الفليم الذي كان وراء الهجوم على مبنى القنصلية الاميركية في بنغازي وقتل خلاله السفير كريس استيفن وثلاثة دبلوماسيين اميركيين.
واضاف الموظف الاميركي ان التظاهرة امام السفارة الاميركية في الخرطوم نظمتها مجموعة تطلق على نفسها “الشباب السوداني” وان ممثلين عن السفارة التقوا بثلاثة من المتظاهرين الذين سلموهم رسالة تطالب باعتذار فوري من الولايات المتحدة وسحب الفيلم فورا من على موقع “يوتيوب”. بعد ذلك تفرق المتظاهرون.
وفي تونس احتشد حوالى مئة سلفي امام السفارة الاميركية في العاصمة احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام تسبب في احتجاجات عنيفة في مصر وليبيا خصوصا. ورفع المتظاهرون من رجال ونساء الرايات السلفية السوداء وتجمعوا على رصيف مواجه لمبنى السفارة في منطقة ضفاف البحيرة التي تبعد 10 كلم شمال تونس العاصمة.
وانتشرت تعزيزات للشرطة وامنت آلية عسكرية الحراسة وقام دراجون بدوريات حول السفارة التي عادة ما تفرض حولها تدابير امنية مشددة.
وقال مصدر في السفارة ان الموظفين والدبلوماسيين مارسوا عملهم بشكل طبيعي بعد ظهر الاربعاء.
وأفادت وكالة “اسوشييتد برس” ان الاسرائيلي المقيم في كاليفورنيا، الذي اثار فيلمه المسيء للإسلام موجة غضب اسفرت عن هجوم دام على دبلوماسيين اميركيين في ليبيا، قد اختفى عن الانظار.
أظهر لقطات من فيلم اثار هجوما داميا على قنصلية امريكية في ليبيا أن الفيلم عمل من انتاج هواة يصور النبي محمد على أنه زير نساء ومثلي ويقر الاعتداء على الاطفال.
وسبق ان اثارت رسوم كاريكاتيرية وأشكال أخرى للتصوير اعتبرت مهينة احتجاجات وقوبلت بالادانة من المسؤولين والدعاة والمسلمين العاديين وكثير من المسيحيين في الشرق الاوسط. ووصف القس الامريكي تيري جونز الذي اغضب كثيرا من المسلمين بتهديده عام 2010 بحرق مصاحف الفيلم بأنه فيلم “ساخر” عن حياة النبي محمد. واضاف انه عرض مقطعا ترويجيا للفيلم بعدما نظم “محاكمة” رمزية للنبي.
وكان موقعه على الانترنت «ستاند اب امريكا ناو» (standupamericanow.org) قد اشار الى “اليوم الدولي لمحاكمة محمد” قبل تنظيمه يوم 11 سبتمبر ايلول في ذكرى الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة عام 2001. وادان الازهر وهو أرفع المؤسسات الدينية مكانة في مصر ذلك الحدث في بيان قبل الاحتجاجات.
وكانت لقطات من الفيلم المسمى “براءة المسلمين” وأطلقت عليه اسماء اخرى على بعض المواقع متداولة على الانترنت لأسابيع قبل الاحتجاجات.
وربطت دعوات بعض الناشطين إلى الاحتجاج في مصر بين جونز والفيلم.
وقالت وسائل اعلام امريكية ان الفيلم من انتاج مقاول عقارات امريكي اسرائيلي. وتظهر روابط على الانترنت انه من انتاج سام باسيلي وهو اسم يمكن ان تكون له اصول مصرية.
وحسب اللقطات يظهر الجزء الاول من الفيلم الذي تدور أحداثه في العصر الحديث مسيحيا مصريا يفر من جماهير مسلمة غاضبة. واتخذت الشرطة المصرية موقف المتفرج والجمهور الغاضب يحطم عيادة يعمل بها طبيب مسيحي.
ويظهر الطبيب بعد ذلك وهو يتحدث الى ابنته عما يصنع “ارهابيا إسلاميا”.
وتنتقل اللقطات بعد ذلك الى مشاهد تاريخية من عصر النبي وفي اغلبها تم تركيب خلفية صحراوية لتحركات الممثلين.
ويشار الى النبي على انه “لقيط” ويظهر على انه زير نساء كما يصور على انه مثلي جنسيا. ويظهر في احدى اللقطات يقوم بفعل جنسي فيما يبدو مع احدى زوجاته ثم مع نساء اخريات في وقت لاحق.
وفي مشهد آخر يعرض قس مسيحي وضع نص ديني اعتمادا على ايات من التوراة ومن العهد الجديد لصياغتها فيما يصفه بأنه “ايات كاذبة” في اشارة فيما يبدو الى اصل القرآن.
وفي مشاهد اخرى يصور النبي على انه قائد دموي يشجع اتباعه على نهب الاماكن التي يهاجمونها ويقول انهم يمكنهم استخدام الاطفال بأي طريقة يريدونها.