ابو شاقور:التحقيقات في الهجوم على القنصلية متقدمة ونقوم باعتقالات
اعلن رئيس الحكومة الليبية المنتخب مصطفى ابو شاقور الخميس ان التحقيقات في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي قطعت “شوطا طويلا”، مؤكدا ان “الاعتقالات تجري في الوقت الذي نتحدث فيه”.
وقال ابو شاقور في مقابلة مع فرانس برس غداة انتخابه رئيسا للحكومة ان “التحقيقات بدأت على الفور للتعرف على الفاعلين، وقد قطعنا شوطا طويلا فيها، لدينا صور واسماء، والاعتقالات تجري الان في الوقت الذي نتحدث فيه”.
ولم يعط ابو شاقور اي تفاصيل حول عدد الاشخاص المعتقلين او انتماءاتهم المحتملة.
واوضح ابو شاقور الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه كنائب لرئيس الوزراء حتى تشكيل الحكومة الجديدة، انه لا يريد تصنيف هؤلا الاشخاص قبل التعرف عليهم بدقة.
واودى الهجوم على القنصلية الاميركية الاربعاء في بنغازي بحياة اربعة موظفين اميركيين بينهم السفير الاميركي في ليبيا كريس ستيفنز واثار موجة ادانات دولية.
من جهته قال نائب وزير الخارجية الليبي ونيس الشارف لوكالة فرانس برس ان “وزارتي الداخلية والعدل بدأتا تحقيقاتهما وجمع الادلة وتم اعتقال عدد من الاشخاص”.
ورفض المسؤول اعطاء اي تفاصيل حول عدد الاشخاص الذين تم توقيفهمم او خلفيتهم “حتى لا يتعرقل المسار السلس للتحقيقات”.
وياتي الاعلان عن فتح التحقيق بالتزامن مع تظاهرات احتجاج في العديد من الدول العربية والاسلامية، على فيلم مسيء للاسلام، اطلق شرارة الهجوم على البعثة الدبلوماسية في بنغازي الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم اللجنة الامنية العليا في وزارة الداخلية عبد المؤمن الحر ان “لجنة (…) مستقلة شكلت لاجراء التحقيق”.
والهجوم الذي وقع الثلاثاء نسب في البدء الى حشد غاضب على فيلم نشر على الانترنت مسيء للاسلام لكن مسؤولين اميركيين قالوا فيما بعد انه قد يكون هجوما مخططا من قبل القاعدة او المتعاطفين معها.
وبدأ الهجوم مع اقتام حشد غاضب القنصلية لكن لاحقا، بحسب شهود عيان، اطلق مسلحون متطرفون قذائف صاروخية على مجمع القنصلية ثم اضرموا فيه النار مما ادى الى مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين.
وقال الحر ان التحقيق “معقد جدا” لان الحشد الذي تجمع حول القنصلية “لم يكن متجانسا”.
واضاف “كان هناك متطرفون ومواطنون عاديون ونساء واطفال ومجرمون” وان “عيارات اطلقت من مزرعة مجاورة. نحتاج للوقت لتحديد المسؤولين”.
وعبرت ليبيا للولايات المتحدة عن اعتذارها عن الهجوم الذي نوقش في محادثة هاتفية بين الرئيس باراك اوباما ومحمد المقريف، رئيس المؤتمر الوطني اعلى سلطة سياسة في ليبيا.
وقال مسؤولون اميركيون ان اوباما شكر للمقريف تعازيه وحث ليبيا للعمل مع السلطات الاميركية لجلب المسؤولين عن الهجوم امام العدالة.
وقال بيان للبيت الابيض ان اوباما “اعرب عن تقديره للتعاون الذي تلقيناه من الحكومة والشعب الليبي في الرد على الهجوم المشين وقال ان الحكومة الليبية يجب ان تواصل العمل معنا لضمان امن موظفينا”.
واعلن مسؤولون اميركيون ان وحدة تضم خمسين من مشاة البحرية الاميركية ارسلوا لحماية السفارة الاميركية في العاصمة الليبية طرابلس حيث يتم خفض الموظفين الى مستوى الطوارىء.
كما بدأت الولايات المتحدة اجلاء كل موظفيها من بعثتها في بنغازي وفي الوقت نفسه ارسلت مدمرتين الى “مقربة من ليبيا”، ك”تدبير احترازي” بحسب مسؤول اميركي بارز.
وقال اوباما في كلمة في واشنطن “لا يشك احد في اننا سنعمل مع الحكومة الليبية لاحضار القتلة الذين هاجموا مواطنينا امام العدالة”.
وجاء الاعتداء على القنصلية الاميركية في بنغازي بعد تظاهرة عنيفة امام السفارة الاميركية في القاهرة بسبب فيلم معاد للسلام ذكرت تقارير انه انتج في الولايات المتحدة من قبل مجموعة من الاقباط المصريين المقيمين في الولايات المتحدة.
وذكرت تقارير اولية ان ستيفنز والاميركيين الثلاثة الاخرين قتلوا بيد مجموعة غاضبة فيما كانوا يحاولون الفرار في سيارة.
لكن يسود الاعتقاد الان ان ستيفنز قضى بسبب تنشق الدخان بعد ان حوصر في المجمع عندما اطلق اسلاميون متطرفون مشتبه بهم القذائف الصاروخية على المبنى واضرموا فيه النيران.
وتم توجيه اصابع الاتهام في البدء الى مجموعة “كتيبة انصار الشريعة” السلفية المتشددة.
لكن المجموعة رفضت في بيان الخميس “توجيه التهم … دون تبين ولا تحري الحقائق” والتي وردت بحقها في وسائل اعلام ليبية.
ويحقق مسؤولون اميركيون في احتمال ان يكون الهجوم مخططا من قبل القاعدة او المتعاطفين معها لاستخدام التظاهرات لتحويل الانظار عن شن هجوم انتقامي منسق في الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11 ايلول/سبتمبر.
وتجددت التظاهرات امام السفارة الاميركية في القاهرة الخميس حيث قام متظاهرون برشق الحجارة ورمي الزجاجات الحارقة. وردت الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع.
وفي اليمن اقتحم متظاهرون لفترة وجيزة مجمع السفارة الاميركية في صنعاء قبل ان تقوم الشرطة بطردهم، بحسب ما ذكر مراسل فرانس برس.
واطلقت الشرطة النار عنما حاول متظاهرون مجددا اقتحام السفارة مما ادى الى مقتل متظاهر واصابة خمسة بجروح، بحسب ما اكد مسؤول امني.