سوريا: قصف جوي وجنود يطوقون مناطق المعارضة
قال المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة والموجود في بريطانيا إن ما لا يقل عن ٥٤ شخصا قتلوا وأصيب العشرات عندما أصاب قصف جوي محطة للوقود في محافظة الرقة في شمال سوريا اليوم الخميس. ونقل المرصد عن أحد النشطاء في المنطقة قوله إن أكثر من ١١٠ اشخاص سقطوا بين قتيل وجريح.
وأظهر شريط فيديو اذاعه ناشطون قيل انه من الرقة سحبا من الدخان الاسود تتصاعد من حطام محطة وقود في حين تفقد سكان مصدومون المكان بعد هجوم شنته طائرة تابعة للقوت الجوية السورية. جاء ذلك بعد يوم من سيطرة مقاتلين من المعارضة على نقطة عبور حدودية مع تركيا على بعد نحو 30 كيلومترا من الاطراف الشمالية لمحافظة الرقة مما يعزز قبضتهم على حدود ينقلون عبرها الاسلحة التي يستخدمونها في القتال.
ولا يمكن التحقق من صحة التسجيل المصور إذ يحظر على معظم الصحفيين الاجانب دخول سوريا مما يجعل من المستحيل التحقق من الروايات الخاصة بالاحداث.
ويستخدم الرئيس بشار الاسد طائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة في اطلاق النار وقصف أجزاء من البلاد ينشط فيها مقاتلون من المعارضة وتشمل مناطق سكنية في العاصمة ومدنا رئيسية في سوريا. وتستهدف قوات الاسد محطات الوقود في البلدات الريفية والقرى وفي الطرق الرئيسية لحرمان المعارضين من الوقود. واقام مدنيون منافذ توزيع وقود سرية أصغر.
وفي وقت سابق اليوم الخميس قالت وزارة الإعلام السورية إن الطائرة الهليكوبتر العسكرية التي تحطمت قرب العاصمة دمشق اليوم اصطدمت بذيل طائرة ركاب على متنها 200 شخص لكن لم يتضرر اي من الركاب. وقال بيان نشرته قناة “سورية” الاخبارية الرسمية إن برج المراقبة أكد هبوط طائرة الركاب بسلام في مطار دمشق وإن كل ركابها المئتين بصحة جيدة.
من ناحية أخرى طوقت قوات الأمن منطقة تسيطر عليها المعارضة بجنوب دمشق وداهمتها وألقت القبض على اكثر من 100 شخص اليوم الخميس وقال نشطاء معارضون إن آخرين قتلوا بالرصاص.
وقال ناشط بحي اليرموك الذي اختبأ به المقاتلون في الايام القليلة الماضية إن الدبابات والجنود أغلقوا كل المداخل. وفتش المنطقة مئات الجنود وكان بعضهم مترجلين والبعض الآخر يركب شاحنات مزودة بمدافع رشاشة.
وقال ناشط يدعى ابو سلام لرويترز “نحن محاصرون هنا. لا يستطيع المغادرة سوى الاطفال والمسنين او النساء. الشبان الذين يمكن أن يكونوا من مقاتلي المعارضة او النشطاء وحتى الشابات اللاتي يمكن أن يكن ناشطات ايضا محاصرون بالداخل.” وأضاف “نحن مختبئون في منازلنا. اخشى أن أترك منزلي وبالتالي أجلس هنا في انتظار أن أرى إن كانوا سيصلون الى شارعي أو اذا كنت سأعتقل او أقتل بالرصاص.”
وقال إن ثلاثة اشخاص على الاقل هم رجلان وامرأة شابة قتلوا بالرصاص حين رآهم الجنود يفرون من متنزه صباح اليوم. وأضاف أنه تم إعدام خمسة مقاتلين معارضين بعد العثور عليهم مختبئين بالمنطقة. وقال مقيم تجول باليرموك في اليوم السابق إن مقاتلي المعارضة الذين انسحبوا من عدة أحياء مجاورة انتقلوا الى جزء جنوبي من المنطقة وتعرضوا لقصف عنيف من جانب الجيش الليلة الماضية.
ويقول الاسد منذ فترة طويلة ان متشددين مدعومين من الخارج هم الذين يتزعمون الانتفاضة.
وقالت وسائل اعلام حكومية اليوم الخميس ان الجنود قتلوا 100 “إرهابي” أفغاني في مدينة حلب بشمال البلاد. وقال معارضون في المنطقة ان ذلك التقرير دعاية حكومية وان قوات الاسد لم تدخل منطقة بستان القصر حيث يفترض ان الهجوم وقع.
ونفى العراق اليوم الخميس تقريرا لأجهزة مخابرات غربية قال إن ايران استخدمت طائرات مدنية لنقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد. كما نفت روسيا البيضاء انها تحاول بيع اسلحة لسوريا.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لرويترز “أكد العراق أنه لن يشارك أبدا في نقل أي شحنات عبر مجاله الجوي أو أراضيه إلى سوريا أو يساعد في ذلك أو يسمح به.”
واضاف أن العراق “مستعد ليكون جزءا من جهود اقليمية ودولية أو إجراءات لوقف نقل العتاد أو الأفراد إلى الطرفين في سوريا”.
وكانت رويترز قد نشرت تفاصيل التقرير امس الأربعاء الذي قال إن الحرس الثوري الإيراني ينظم نقل الأسلحة الى سوريا.
ويثير الصراع في سوريا حساسية سياسية خاصة لدى حكومة العراق التي يقودها الشيعة.
ورفضت حكومة بغداد المقربة من إيران حليفة الأسد الانضمام إلى دول غربية وعربية في دعوة الرئيس السوري للتنحي في الوقت الذي تدعو فيه إلى الإصلاح في سوريا.
ويخشى زعماء العراق ان يؤدي سقوط الأسد إلى تقسيم سوريا على اساس طائفي ويفرز نظاما متشددا يمكن ان يثير الاضطراب في العراق.
ونفت روسيا البيضاء انها تحاول بيع اسلحة لسوريا وتنتهك قرار مجلس الامن بعد ان فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات مملوكة لاشخاص من روسيا البضاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اندريه سافينيخ بعد ان فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات مملوكة لروسيا البيضاء “كل اتهامات الجانب الامريكي … زائفة وليس لها اساس من الصحة.”
وتقوم دول اسلامية سنية مثل السعودية بتسليح المعارضة السورية التي تتلقى امدادات اخرى ودعما دبلوماسيا من دول غربية وتركيا.