سوريا: قصف متبادل للدفع نحو مخرج «الشرع»
تشهد مدينة حلب في شمال سوريا قصفا واشتباكات الاحد لا سيما في شرقها حيث تقول القوات النظامية ان المقاتلين المعارضين “هربوا” منه، في حين اعلن النظام “تطهير” مناطق بريف دمشق بعد تشديد حملته خلال الايام الماضية.
في غضون ذلك اكدت تركيا الداعمة للمعارضة السورية ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع يمكن ان يقود البلاد في مرحلة انتقالية، وقت ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان السعودية وقطر اوقفتا تزويد المقاتلين بالاسلحة الثقيلة في غياب دعم اميركي لذلك.
من جهتها اكدت تركيا احد الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية، ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع “رجل عقلاني” يمكن ان يحل مكان الرئيس بشار الاسد على رأس حكومة انتقالية تؤدي الى وقف النزاع المستمر في البلاد منذ اكثر من 18 شهرا، وحصد اكثر من 31 الف قتيل بحسب المرصد.
وقال اوغلو لشبكة التلفزيون العامة تي ار تي ان “فاروق الشرع رجل عقل وضمير ولم يشارك في المجازر في سوريا”، مؤكدا ان المعارضة السورية “تميل الى قبول الشرع” لقيادة الادارة السورية في المستقبل.
واظهرت صور بثها التلفزيون السوري السبت لزيارة الرئيس الاسد الى ضريح الشهيد في جبل قاسيون بذكرى حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973، ان الشرع الذي تولى وزارة الخارجية 15 عاما قبل تعيينه في منصبه الحالي عام 2006، كان ضمن مستقبلي الرئيس السوري.
فقد وقعت اشتباكات عنيفة صباح الاحد في حلب، تركزت في احياء الصاخور ومساكن هنانو والميدان شرق المدينة، رافقها قصف على حيي الصاخور والكلاسة (وسط)، بحسب ما افاد من لندن المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة.
وتزامن استمرار الاشتباكات مع اعلان الاعلام الرسمي السوري عن سيطرة القوات النظامية على اجزاء في شرق المدينة وهروب المسلحين منها. واعتبرت صحيفة الوطن المقربة من النظام ان المعارك في الاحياء الشرقية كشفت “حقيقة وهم القوة والسيطرة الذي يعيشه المسلحون”. واضافت “ما ان بسط الجيش العربي السوري سيطرته على مستديرة الصاخور التي تشكل مدخل المنطقة (الشرقية) حتى سارع المسلحون إلى الهرب باتجاه الريف الشرقي”، مشيرة الى ان القوات النظامية واصلت “عملياتها النوعية بالتقدم على محور باب انطاكيا المؤدي الى اسواق المدينة القديمة”.
وفي وسط المدينة، افاد المرصد عن وقوع “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي العرقوب وفي محيط ثكنة هنانو” ادت الى اعطاب آلية عسكرية.
ونقل مراسل فرانس برس في المدينة عن مصدر عسكري قوله ان المقاتلين المعارضين شنوا هجوما ضخما على ثكنة هنانو ليلا، استخدموا فيه “كل شيء لمحاولة السيطرة على الثكنة، من قذائف الهاون الى الرشاشات الثقيلة، لكنهم لم ينجحوا”. وافاد التلفزيون الرسمي ان “وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عدد كبير من الارهابيين حاولوا التسلل الى ثكنة هنانو بحلب”. وسبق للمقاتلين المعارضين ان سيطروا على الثكنة مطلع ايلول/سبتمبر الماضي قبل ان تستعيدها القوات النظامية.
وقال شهود لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات في الوسط “هي الاعنف منذ بدء معركة حلب”. وافاد احد سكان باب الحديد “من الصباح الباكر تتعرض المنطقة للقصف واشتباكات بين المقاتلين المعارضين في باب الحديد والقوات النظامية في حي العرقوب”.
وتعرضت الاسواق القديمة في حلب والمدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، الى حرائق واضرار جراء الاشتباكات المستمرة. وتشهد المدينة منذ 20 تموز/يوليو الماضي اعمال عنف، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وفي ريف دمشق حيث شددت القوات النظامية حملتها في الايام الماضية على اماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، وافاد المرصد عن العثور على “جثامين عشرة رجال احدهم مقاتل قضوا برصاص القوات النظامية، بحسب نشطاء من البلدة التي شهدت عملية عسكرية واسعة خلال الايام الفائتة انتهت بسيطرة القوات النظامية عليها”.
واورد التلفزيون الرسمي ان “وحدات من قواتنا المسلحة تطهر منطقتي الهامة وقدسيا في ريف دمشق من المجموعات الارهابية المسلحة وتعلنهما منطقتين آمنتين”.
كما تعرضت مناطق في حمص (وسط) للقصف، لا سيما منها حي الخالدية ومدينة جوسية في ريف حمص.
وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الاحد الى سقوط 17 قتيلا هم سبعة مدنيين وعشرة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية عن مسؤولين سعوديين وقطريين ان بلديهما سيوقفان تزويد المقاتلين السوريين بالاسلحة الثقيلة بسبب مخاوف اميركية من وصولها الى “ارهابيين” لا سيما منهم اسلاميون متطرفون، تعتقد واشنطن انهم يقاتلون في سوريا.
واعرب هؤلاء المسؤولون عن املهم في اقناع الولايات المتحدة بانه يمكن معالجة المسائل التي تثير مخاوفها. وصرح مسؤول عربي “نبحث عن طرق لتطبيق تدابير لمنع وصول هذا النوع من الاسلحة الى ايد خاطئة”.
وياتي هذا الموقف رغم مطالبات متكررة للمقاتلين المعارضين بتزويدهم اسلحة تمكنهم من مواجهة قوة نار القوات النظامية. واتت آخر هذه الشكاوى الجمعة الماضي في التظاهرات التي حملت عنوان “نريد سلاحا لا تصريحات”.
وشهدت الحدود التركية السورية في الايام الماضية توترا مع رد تركيا على سقوط قذائف مدفعية مصدرها الاراضي السورية على قرى حدودية تركية، وتلاها منح البرلمان تفويضا للحكومة بشن عمليات داخل سوريا اذا رأت ضرورة لذلك.
من جهة اخرى التقى مختار لاماني، مدير مكتب الموفد الاممي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي في دمشق، “عددا من قيادات المعارضة المسلحة” في منطقة اللجاة (50 كلم جنوب العاصمة السورية).
وسبق للاماني ان التقى قادة للمقاتلين المسلحين في حمص قبل مدة، علما ان الابراهيمي نفسه تحاور عبر سكايب مع قياديين آخرين خلال زيارته دمشق الشهر الماضي. ولم يبد هؤلاء القادة تفاؤلهم بنجاح مهمة المبعوث الاممي والعربي الى سوريا.
وفي عمان بحث وزير الخارجية الاردنية ناصر جودة السبت مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب “تطورات الاوضاع على الساحة السورية”، بحسب وكالة الانباء الاردنية الرسمية “بترا”.