“انتفاضة المرأة في العالم العربي” تتحدى التمييز والتهميش
خوفا من تداعيات وصول الاسلاميين الى الحكم، واستلهاماً للربيع العربي، اطلقت مجموعة من الناشطات العربيات حملة جريئة عبر الانترنت لحث المراة على الانتفاض من اجل حقوقها ومساواتها مع الرجل.
ويشهد موقع فيسبوك منذ الاول من تشرين الاول حملة على صفحة عنوانها “انتفاضة المرأة في العالم العربي”، وذلك بهدف القاء الضوء على “التمييز” ضد النساء في الدول العربية.
وفي غضون 11 يوما، ارتفع عدد المؤيدين للحملة من 20 الفا الى 34650، فيما ارسل اكثر من 500 شخص غالبيتهم من النساء وانما بينهم الكثير من الرجال كذلك، صورا مع شعارات مكتوبة تدافع عن حقوق المرأة، ويتحدى بعضها التقاليد والمحظورات الدينية السائدة.
وقالت ديالا حيدر وهي واحدة من اربع نساء اطلقن الحملة لوكالة فرانس برس “كنا نتوقع التجاوب لاننا كنا نعلم ان النساء يردن منصة… لكن ردة الفعل فاقت التوقعات”.
وتأتي هذه الحملة في خضم جدل كبير في تونس ومصر، البلدين اللذين انطلق منهما الربيع العربي، حول وضع حقوق المرأة والتهديدات الجدية لهذه الحقوق من قبل التيارات الاسلامية التي وصلت الى السلطة، في حين ويسود غضب بين الناشطين الحقوقيين في مصر بعد ان اظهرت مسودة مسربة لمشروع الدستور طروحات تتضمن تخفيضا لسن الزواج لدى النساء وتشريعا لختان الاناث، فضلا عن استخدام التشريع الاسلامي بشكل يحد من حقوق المرأة في مجالي العمل والتشريع.
وقالت حيدر التي تعمل في مجال الفيزياء، ان “الثورات قامت لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة. هذه الاهداف لا يمكن ان تتحقق اذا تركت المرأة في الاماكن الخلفية”. واعتبرت انه “كان هناك خيبة امل” ازاء تهميش الدور السياسي للمراة، وقالت ان “النساء شاركن في الثوارات وكن يتلقين الرصاص ويقتلن ويسحلن في الشوارع. لم يكن متفرجات”.
واطلقت حيدر الحملة مع اللبنانية يلدة يونس والفلسطينية فرح برقاوي والمصرية سالي زهني، وجميعهن ناشطات حقوقيات في بلادهن. وبحسب بيان الحملة، فان من بين اهدافها “اعادة فتح النقاش على مصراعيه على شبكات التواصل الاجتماعي حول وضع المرأة سيما بعد الهجمة المرتدة التي تعرضت لها بعد نجاح الثورات في دول الربيع العربي”.
وطلبت الحملة من داعميها على فيسبوك امرا واحدا فقط: ان يكتبوا على ورقة بيضاء او على شاشة الكمبيوتر “انا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي” مع اضافة سبب تأييد الانتفاضة، ومن ثم التقاط صورة لهم مع هذه الجملة وارسالها الى صفحة الحملة. وظهر الفلسطينيان يوسف عباس وتمارا ريم معا في صورة واحدة مع لافتتين منفصلتين. ففي حين كتبت تمارا “انا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لأن عذريتي تخصني”، كتب يوسف “لأن عذريتها تخصها”.
وقد اجتذبت بعض التعابير الاكثر جرأة كيلا من الشتائم والتهجم من قبل القراء الاكثر تشددا، الا ان ذلك لم يوقف تدفق المشاركات.
وكتبت نهاد من مصر “انا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لان جسمي ملكي ومش من حقك تتحرش بي”، فيما كتبت فرح جوي من تونس “لا للاغتصاب، لا للعنف”.
اما فاطمة من لبنان فكتبت “انا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لان كرامتي ومبادئي الاخلاقية لا يختصرها غشاء”.
وبدت مشاركات النساء متفاوتة في طبيعتها ومضمونها، وبينما اظهرت بعض الصور نساء محجبات او حتى منقبات يشاركن في الحملة، اظهرت صور اخرى نساء من دون غطاء الراس، او بثياب تغطي القليل من الجسم.
الا ان البارز هو مشاركة عشرات الرجال من مختلف الاعمار، بما في ذلك من السعودية التي تعتمد تطبيقا صارما للشريعة الاسلامية. وكتب عبدالكريم من السعودية “لان عمري 16 سنة وبحسب القانون انا ولي امر امي الارملة! ثوري يا امي! انت قوية، انت حرة”. وكتب مواطنه خالد “لان وجه امي ليس +عورة+”.
اما شيماء المحجبة من اليمن فكتبت “لان اخي يخجل من ذكر اسمي او اسم امي”.
وطرحت لاريسا من لبنان مسالة الجدل حول حرمان النساء من حق منح جنسيتهن لابنائهن في حال زواجهن من اجانب، وكتبت “يجب ان يكون للمراة اللبنانية الحق في منح جنسيتها لابنائها”.
اما نهال المحجبة ايضا من مصر فكتبت “انا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لان المجتمع يرى ان تغطيتي اهم من تعليمي”.
وفيما تحفظت معظم الدول العربية على بنود تتعلق بالمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء في “اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة”، قال بيان الحملة “علينا ان نكمل الثورة للاطاحة بالذكورية التي تجعل من كل رجل ديكتاتورا في بيته على زوجته وابنته واخته وحتى على امه”.
وخلص البيان الى القول ان “الثورات التي بدأت في العالم العربي، علينا نحن النساء ان نكملها. لا اولويات مزعومة لنخضع لها، لا رقابة ذاتية، ولا مساومة على حقوقنا. اما ان تكون الثورات كاملة بنا او لا تكون”.