نصر الله: الطائرة لنا ولا نشارك في القتال في سوريا
اعترف الامين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الخميس بارسال طائرة الاستطلاع التي أسقطتها الطائرات العسكرية الاسرائيلية الاسبوع الماضي بعد ان حلقت نحو 55 كيلومترا داخل اسرائيل ونفى مشاركة قواته في القتال الى جانب حليفه الوثيق بشار الاسد في سوريا.
وقال نصر الله في حديث عبر تلفزيون المنار التابع لحزب الله “المقاومة في لبنان ارسلت طائرة استطلاع متطورة من الاراضي اللبنانية …باتجاه البحر وسيرت هذه الطائرة مئات الكيلومترات فوق البحر ثم اخترقت اجراءات العدو الحديدية ودخلت الى جنوب فلسطين المحتلة وحلقت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات في عرض الجنوب الى ان تم اكتشافها من قبل العدو على مقربة من منطقة ديمونة فتصدى لها سرب من طائرات سلاح الجو الاسرائيلي وقام باسقاطها.”
أضاف “في موضوع الطائرة نحن امام عملية نوعية جدا ومهمة جدا في تاريخ المقاومة في لبنان بل في تاريخ المقاومة في المنطقة.”
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق يوم الخميس إن الطائرة دون طيار التي دخلت لمسافة نحو 55 كيلومترا في إسرائيل قبل إسقاطها يوم السبت الماضي أرسلها حزب الله اللبناني.
وقال بيان أصدره مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء قال خلال جولة عند الحدود الجنوبية مع مصر إن إسرائيل سوف “تتحرك بعزم للدفاع عن حدودها” مثلما “أحبطنا في مطلع الاسبوع محاولة حزب الله” اختراق المجال الجوي الاسرائيلي.
وراقبت طائرات مقاتلة إسرائيلية الطائرة قبل أن تسقطها يوم السبت فوق غابة قرب الضفة الغربية المحتلة. ولم يتهم مسؤولون دفاعيون في ذلك الحين حزب الله مباشرة بإرسال الطائرة.
وكان حزب الله أطلق في مناسبة واحدة على الأقل في السابق طائرة دون طيار إلى إسرائيل عبر حدودها الشمالية مع لبنان.
وفي عام 2010 أسقطت طائرة حربية إسرائيلية ما بدا أنه منطاد غير مأهول قرب مفاعل ديمونة النووي في جنوب اسرائيل.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقتطفا مصورا مدته عشر ثوان لما قال إنها عملية اعتراض الطائرة يوم السبت. وظهرت في الفيديو طائرة صغيرة مجهولة قبل لحظات من تدميرها بصاروخ أطلقته مقاتلة.
وقال نصر الله “هذه الطائرة ليست روسية.. هذه الطائرة هي من صناعة ايرانية وتجميع ومونتاج الكادر اللبناني في حزب الله.”
أضاف “الطائرة اقلعت وطارت في المسار المحدد لها بدقة لمئات الكيلومترات واخترقت الاجراءات الاسرائيلية وصولا الى منطقة قريبة من منطقة مفاعل ديمونة.”
وسخر نصر الله من التصريحات الاسرائيلية عن اكتشاف الطائرة فوق البحر قائلا “هذا كذب على شعبهم” معتبرا ان “الانجاز هو ان تسير الطائرة مئات الكيلومترات وفوق منطقة يفترض انها مليئة بالرادارات الاسرائيلية واليونفيل (قوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان) والاطلسي وغيرها.”
وألمح الى مفاجآت قد تحصل “للدفاع عن شعبنا وكرامتنا وسيادتنا” مذكرا بالطائرات الاسرائيلية التي تخترق الاجواء اللبنانية بشكل شبه يومي.
واكد على “حقنا الطبيعي في تسيير رحلات فوق فلسطين المحتلة. فمع هذا النوع الجديد من طائرات الاستطلاع سنقوم برحلات.”
وكان حزب الله قد خاض حربا مع اسرائيل في عام 2006 بدعم من سوريا التي يواجه رئيسها بشار الاسد انتفاضة مسلحة ضد حكمه منذ 18 شهرا.
ونفى الامين العام لحزب الله مشاركة مقاتليه في القتال الى جانب قوات الاسد وقال “نحن حتى هذه اللحظة لم نقاتل الى جانب النظام. اولا النظام لم يطلب منا ثانيا من يقول ان هذا الموضوع يوجد فيه مصلحة (للبنان)؟”
أضاف “ليس صحيحا.. النظام ليس بحاجة لا الينا ولا الى احد ليقاتل الى جانبه. اصلا ليس من مصلحته اي قوة غير سورية ان تدخل الى ميدان القتال .. لا هو مصلحته ولا هو بحاجة ولا هو طلب ولا نحن اخذنا هكذا قرار ولذلك هذا ليس موجودا حتى هذه اللحظة.”
وذكر انه “في اليوم الثالث لبداية الاحداث في سوريا اعلنت المعارضة في سوريا ان حزب الله ارسل ثلاثة آلاف مقاتل وقلنا يومها ان هذا كذب ومازال كذبا.”
وكانت الولايات المتحدة فرضت الشهر الماضي عقوبات على حزب الله بسبب دعمه لحكومة الاسد. وقالت وزارة الخزانة الامريكية ان حزب الله يقدم التدريب والدعم الاداري والتنظيمي القوي لدمشق.
وقال نصر الله “نحن لا نخفي سقوط شهداء لنا ولا نمزح في هذه المسألة الشرعية والاخلاقية ونشيعهم علنا.”
وكان حزب الله شيع الاسبوع الماضي القيادي علي حسين ناصيف (ابو عباس) وقال انه استشهد اثناء قيامه “بواجبه الجهادي”. وقالت المعارضة السورية انها قتلته في كمين في منطقة القصير في حمص السورية.
لكن نصر الله قال ان ناصيف قتل في قرية حدودية ضمن مجموعة من القرى المتداخلة بين لبنان وسوريا ويقطنها لبنانيون.
وعن تهديدات المعارضة السورية لحزب الله ختم نصر الله حديثه بالقول “لا يهددنا احد ولا يهول علينا ولا يجربنا.”