الإبراهيمي: الأزمة في سوريا خطر على السلم العالمي
حذر المبعوث العربي الدولي المشترك الاخضر الابراهيمي في بغداد الاثنين من ان ازمة سوريا التي يستعد لزيارتها خلال ايام تشكل خطرا على “السلم العالمي”، نافيا ان يكون اقترح ارسال قوة لحفظ السلام الى هذا البلد.
في موازاة ذلك، دعا العراق الابراهيمي الى “التحرك بسرعة” حفاظا على وحدة سوريا وعلى امن المنطقة، معبرا عن مخاوفه من تداعيات هذا النزاع الذي “يعقد الامور” اكثر كلما طال.
وقال الابراهيمي الذي التقى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه حسين الشهرستاني انه ناقش في بغداد “هموم سوريا ومشاكلها الكثيرة وما تمثله من خطر على شعبها وجيرانها والسلم العالمي”.
واضاف في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه رغم “الصعوبات والمخاوف (…) لا بد ان نحاول مساعدة الشعب السوري وان نتعاون معه على حل المشاكل، وفيما بيننا ايضا، واقصد بذلك الامم المتحدة والعالم ودول الجوار”.
وتابع الابراهيمي “هذا جزء مما نريد ان نقوم به بزياراتنا الى الدول التي لديها مصلحة او نفوذ او الاثنين معا مثل العراق”.
واعلن انه سيتوجه الى القاهرة بعد بغداد، وانه سيزور سوريا “خلال ايام وسنرى ما يمكن ان نجده هناك وليس فقط من جانب الحكومة بل من جانب المعارضة ايضا”.
وتاتي زيارة الابراهيمي الى بغداد في اطار جولة اقليمية شملت السعودية وتركيا وايران.
وقام الابراهيمي باول زيارة له الى الشرق الاوسط في منتصف ايلول/سبتمبر وتخللها لقاء في دمشق مع الرئيس بشار الاسد الذي يواجه منذ منتصف آذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية سلمية تحولت الى نزاع مسلح.
وقبيل وصوله الى بغداد دعا الموفد العربي الدولي الى وقف لاطلاق النار في سوريا لمناسبة عيد الاضحى الذي يصادف نهاية الاسبوع المقبل، بحسب ما افاد المتحدث باسمه احمد فوزي في بيان صدر اليوم.
وقال البيان ان “الموفد المشترك الى سوريا الاخضر الابراهيمي دعا السلطات الايرانية (خلال زيارته الى طهران الاحد) الى المساعدة على انجاز وقف لاطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى القادم”.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الثلاثاء النظام السوري الى تطبيق وقف احادي لاطلاق النار، ردت عليه دمشق بطلب ايفاد مبعوثين الى الدول التي تدعم “المجموعات المسلحة” والزامها بتوظيف نفوذها نحوهم من اجل وقف العنف.
وكرر الابراهمي اليوم دعوته الى “وقف تدفق السلاح الى جميع الاطراف”، داعيا الدول التي تملك نفوذا على بعض الجماعات الى “تشجيعها على التوجه نحو الحل السلمي” بعدما “لم يات الحل العسكري باي نتيجة”.
ونفى المبعوث العربي الدولي المشترك ان يكون اقترح ارسال قوة لحفظ السلام الى سوريا، موضحا ردا على سؤال “لم افعل ذلك، لا اعرف من اين اتت هذه التقارير، لكنها حتما لم تصدر عني”.
وكان احمد رمضان رئيس المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري قال في وقت سابق ان الابراهيمي يقترح ارسال قوة لحفظ السلام في سوريا. واضاف ان “احدى الافكار المطروحة في اطار مبادرة سياسية هي نشر قوات لحفظ السلام، لكن هذه المسألة ما زالت قيد الدرس”.
في هذا الوقت، قال بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء العراقية ان المالكي اجرى مع الابراهيمي في بغداد بحثا “معمقا للازمة السورية والسبل الكفيلة بايجاد حل سياسي لانهاء الازمة”.
ونقل البيان عن المالكي قوله “نحن معكم بكل ما نستطيع ونجاحكم سيكون نجاحا لسوريا وللمنطقة اجمع”، مضيفا ان “العراق يدعم بشكل كامل جهود الموفد الاممي والعربي المشترك الى سوريا من اجل التوصل الى حل سياسي للازمة المتفاقمة”.
وحذر رئيس الوزراء العراقي “من استمرار القتال في سوريا”، داعيا الى “التحرك بسرعة حفاظا على ارواح الشعب السوري الشقيق ومستقبل سوريا ووحدتها، وكذلك حفاظا على امن المنطقة واستقرارها”.
كما دعا “جميع الدول المؤثرة في الشأن السوري الى ادراك خطورة تطورات الازمة السورية والى ضرورة التعامل معها بمسؤولية عالية”.
وذكر البيان ان الابراهيمي قدم “رؤية اولية للحل كانت متفقة مع رؤية العراق التي طرحها منذ البداية، وتعتمد على وقف شامل لاطلاق النار واطلاق عملية سياسية تحقق حلا مقبولا للشعب السوري يحفظ حقوقه وطموحاته المشروعة”.
وختم البيان بالاعلان انه تم في اللقاء “الاتفاق على جملة من الخطوات التي يمكن ان تشكل خارطة طريق للخروج من الازمة السورية باسرع وقت”.
ويدعو العراق الذي يتشارك مع سوريا بحدود بطول نحو 600 كلم الى حل سلمي للصراع فيها، ويرفض دعوات دول اقليمية اخرى لتسليح المعارضة.
وقال زيباري في المؤتمر الصحافي مع الابراهيمي ان بلاده تدعم “المبادرة النبيلة (…) للتخلص من هذه الازمة الضاغطة والمتفاقمة”، معتبرا ان كلما طال النزاع واستمر الوضع على ما هو عليه بدون حلول “ستتعقد الامور اكثر”.