الميلياردير المصري سايورس ينوي استثمار ٣،٩ مليار دولار في تيليكوم إيطاليا
يطمح رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس إلى تنشيط تليكوم ايطاليا المثقلة بالديون وتوجيهها نحو التوسع في البرازيل إذا وافق المساهمون على عرضه لضخ سيولة قيمتها ثلاثة مليارات يورو (3.9 مليار دولار).
ويعرض الملياردير الذي تعرف على ايطاليا جيدا عندما كان يملك ويند ثالث أكبر شركة لاتصالات الهاتف المحمول في البلاد عملية لزيادة رأسمال تليكوم ايطاليا بما قد يجعله من أكبر المساهمين في الشركة.
ولا تتوافر تفاصيل عن هيكل العملية المقترحة لكن ساويرس أبلغ رويترز أنه اقترح أن تكون زيادة رأس المال مفتوحة لجميع المساهمين وألا تقتصر عليه وأن تكون في حدود سعر السوق الحالي والبالغ 0.70 يورو للسهم.
ومن شأن هذا أن يثير استياء مساهمين آخرين في تليكوم ايطاليا مثل تليفونيكا الاسبانية وثلاث مؤسسات مالية ايطاليا تملك معا 22.4 بالمئة عن طريق شركة قابضة غير مدرجة تدعى تلكو.
فقيمة تليكوم ايطاليا 1.50 يورو للسهم في دفاترهم وكان ماركو فوساتي الذي تملك شركته العائلية فينديم جروب خمسة بالمئة من شركة الاتصالات الايطالية قد قال يوم الاثنين إن 1.50 يورو هو “السعر المناسب” لأي عملية لزيادة رأس المال.
وقال ساويرس الذي يخالف اتجاه المستثمرين لخفض استثماراتهم في جنوب أوروبا المتضررة من أزمة الديون إنه قد يجلب أيضا بعض شركائه القدامى في ويند لوضع تليكوم ايطاليا على طريق النمو مجددا.
وقال ساويرس لرويترز “هذا العرض سيوفر لتليكوم ايطاليا هيكلا ماليا أكثر استقرارا في المرحلة المقبلة ومزيدا من النمو في أمريكا اللاتينية والبرازيل ويحسن الادارة من خلال دمج أناس لديهم خبرة ممتازة بالسوق الايطالية.”
وفاتح ساويرس في بادئ الأمر تليفونيكا والمساهمين الآخرين في تلكو بشأن فرص زيادة رأس المال على مستوى الشركة القابضة. لكن عرضه قوبل بالرفض مما جعله يقرر تقديم العرض للمجموعة الايطالية مباشرة.
وقال “مستعدون للمشاركة في زيادة رأس المال لكن المساهمين أمامهم فرصة الحفاظ على حيازاتهم من الانخفاض والمشاركة في ضخ المال.”
وأضاف “إذا كانوا لا يريدون ذلك فسنحل محلهم. لكنهم سيستفيدون من ارتفاع سعر السهم وزيادة الاستقرار بالشركة وتحقيق النمو.”
ولم يتضح بعد إن كانت إدارة تليكوم ايطاليا ومساهموها الرئيسيون سيوافقون ساويرس في رؤيته للمجموعة.
وقالت مصادر في تليفونيكا وشركة التأمين اسيكورازيوني جنرالي وبنكي مديوبنكا وانتيسا سان باولو إن عرض ساويرس كان مفاجأة كبيرة للشركات قبل أسبوعين.
وقال مصدر مطلع على أسلوب تفكير المساهمين الرئيسيين “ساويرس لا يشارك في شيء دون أن يكون متأكدا من أنه سيقود الاستراتيجية.”
وأبلغ ساويرس رويترز أنه يعارض أيضا خطة حالية لبيع شبكة الهاتف الثابت التابعة لتليكوم ايطاليا وهي خطة يؤيدها بعض المستثمرين الأساسيين كطريقة لجمع السيولة التي تحتاجها الشركة بشدة وكذلك تؤيدها الحكومة كوسيلة لتسريع الاستثمارات في خدمات النطاق العريض (برودباند).
وقال ساويرس “ستكون هذه كارثة في رأيي. إذا فعلت تليكوم ايطاليا ذلك فستفقد الميزة الوحيدة المتبقية لديها في سوق الاتصالات الايطالية.”
وتجري تليكوم ايطاليا حاليا محادثات مع صندوق استثمار ايطالي تدعمه الدولة بشأن بيع الشبكة. وبموجب الخطة سيأخذ الصندوق حصة أقلية في الشركة الجديدة في مقابل أن تتحول تليكوم ايطاليا فعليا إلى بائع لخدمات النطاق العريض للشركات المزودة الأخرى.
ويقول مؤيدو الخطة إن الخطوة ستساعد تليكوم ايطاليا على خفض ديونها وتعجل بتحديث البنية التحتية المتقادمة لخدمات الانترنت في رابع أكبر اقتصاد أوروبي.
وسيجتمع مجلس إدارة تليكوم ايطاليا في السادس من ديسمبر كانون الأول لمناقشة الخطة وما إذا كانت الشركة ستقدم عرضا لوحدة جي.في.تي المتخصصة في خدمات النطاق العريض التابعة لفيفندي في البرازيل لإحداث تكامل بينها وبين تي.آي.ام برازيل للهاتف المحمول التابعة لتليكوم ايطاليا في السوق سريعة النمو.
وتطلب فيفندي المالكة لشركة جي.في.تي سبعة مليارات يورو مقابل الوحدة التي تقدم خدمات الهاتف الثابت والنطاق العريض والتلفزيون في 120 مدينة برازيلية. وقالت مصادر لرويترز إن من المقرر تقديم العروض المبدئية في ديسمبر.
وينتظر ساويرس على أهبة الاستعداد إلا أنه يقول إنه لم يتلق أي اتصال مباشر من تليكوم ايطاليا منذ أرسل خطاب إبداء اهتمام قبل أسبوعين.
لكن مصادر مطلعة قالت إن هناك اتصالات بين المستشارين من الجانبين وهما لازارد ممثلا لساويرس وروتشيلد لتليكوم ايطاليا.
في غضون ذلك قالت مصادر قريبة من مساهمي مجموعة الاتصالات إن عرض ساويرس لا يتضمن تفاصيل.
وقال نونو ماتياس محلل الاتصالات لدى اسيبيرتو سانتو بنك إنه بالرغم من أن كلام ساويرس مقنع بشأن السعي للنمو في البرازيل بالاستحواذ على جي.في.تي فإن رجل الأعمال المصري قد يواجه صعوبة كبيرة في الحصول على موافقة مجلس الادارة والمساهمين.
وأضاف “ساويرس ليس وحده. هناك مساهمون مسيطرون على تليكوم ايطاليا ولهم مصالحهم الخاصة.
“إذا زادت قوة تليكوم ايطاليا في البرازيل فسيحدث ذلك صراعا مع تليفونيكا.”
وأوضح ساويرس أنه حاول الحديث إلى تليفونيكا.
وقال “اجتمعت معهم لكنني أشعر أنهم متحيرون. هم راضون بوضعهم الحالي حيث يسيطرون على تليكوم ايطاليا ويمنعونها من التوسع في أمريكا اللاتينية.”
وتليفونيكا وتليكوم ايطاليا هما الشركتان الأولى والثانية في سوق الهاتف المحمول البرازيلية وتتنافسان أيضا في الأرجنتين. ويعني وجود منافسة بينهما ألا تتمكن تليفونيكا من المشاركة في مشاورات مجلس ادارة تليكوم ايطاليا بشأن الوحدات بأمريكا اللاتينية.
وقال انخيل بيا المدير المالي لتليفونيكا الاسبوع الماضي إن المجموعة تريد أن تظل مساهما طويل الاجل في تليكوم ايطاليا وتعارض زيادة رأس المال.
وتضع تليكوم ايطاليا خفض الديون على رأس أولوياتها منذ 2008. وأدت عمليات خفض النفقات وبيع الأصول لانخفاض صافي الدين أكثر من أربعة مليارات يورو إلى 29.5 مليار في نهاية سبتمبر أيلول.
وتوقع مورجان ستانلي أن تبلغ مديونية الشركة 27.8 مليار يورو بنهاية العام أو ما يعادل الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاهلاكات واستهلاك الديون 2.7 مرة وهو أعلى من متوسط القطاع ويضع الشركة في دائرة الخطر لدى شركات التصنيف الائتماني.
ويريد ساويرس الذي باع شركته ويند إلى فيمبلكوم العام الماضي دخول السوق الايطالية مجددا بالاستثمار في الشركة التي مازالت تهيمن على السوق مراهنا على انخفاض التقييمات وفرصة حدوث تحول في حظوظ شركات الاتصالات العريقة.
وقال ساويرس “عملت في ايطاليا خمس سنوات وتعلمت أن معظم المستثمرين لا يعرفون القصة الحقيقية في ايطاليا.”