حلف شمال الاطلسي الثلاثاء: موافقة على نشر شبكة صواريخ باتريوت فوق أراضي تركيا
وافق حلف شمال الاطلسي الثلاثاء على نشر شبكة صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ على اراضي تركيا في اطار حمايتها من تداعيات الازمة السورية المجاورة.
وكان الحلف وجه انذارا شديد اللهجة الى دمشق محذرا اياها من مغبة استخدام الاسلحة الكيميائية، مؤكدا ان ذلك سيؤدي الى “رد فعل دولي فوري”، في وقت تواصلت العمليات العسكرية العنيفة في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في ريف دمشق، موقعة اكثر من مئة قتيل.
فقد اعلن الحلف الاطلسي في بيان في ختام اليوم الاول من اجتماعه في بروكسل ان الحلف “وافق على تعزيز قدرات الدفاع الجوي التركية من اجل الدفاع عن شعب واراضي تركيا والمساهمة في تخفيف تصعيد الازمة على طول حدود الحلف”.
وسارعت تركيا الى الترحيب بموافقة الاطلسي على طلبها مؤكدة في الوقت نفسه ان الهدف من نشرها محض دفاعي ولن تستخدم في اطار اي عملية هجومية.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان “ان الاجراءات التي ستتخذها تركيا لن تستخدم باي حال من الاحوال في عمليات هجومية، والهدف من هذا النظام محصور بالدفاع عن الاراضي التركية”.
وقال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن قبل الاجتماع ان “الوضع على الحدود الجنوبية الشرقية للحلف يشكل مصدر قلق كبير. تركيا طلبت دعم الحلف ونحن متضامنون بشكل كامل معها”.
واضاف ان هدف هذه الصواريخ “سيكون دفاعيا بالكامل” ولن “يكون باي شكل من الاشكال طريقة لفرض منطقة حظر جوي او اي عملية هجومية”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر قبل صدور قرار الحلف من ان “تكدس السلاح يزيد من مخاطر استخدامه”، في اشارة الى احتمال نشر صواريخ الباتريوت بمحاذاة الحدود مع سوريا، مبديا “قلقا ازاء النزعة المتزايدة نحو التسلح” بسبب النزاع في سوريا.
وبعد موافقة الحلف على الطلب، يفترض ان تقوم المانيا او هولندا او الولايات المتحدة بتسليم هذه الصواريخ التي تنتجها مجموعة لوكهيد مارتن العملاقة الى تركيا.
ونظرا للمهلة اللازمة المرتبطة بموافقة البرلمان في المانيا على العملية، يفترض ان تكون هذه الصواريخ جاهزة للاستخدام في الفصل الاول من 2013، كما قال دبلوماسي.
من جهة ثانية، اكد راسموسن على هامش اجتماع الحلف ان استخدام النظام السوري “لاسلحة كيميائية لن يكون مقبولا على الاطلاق بالنسبة للاسرة الدولية”، متوقعا “رد فعل فوريا من الاسرة الدولية” اذا حصل ذلك.
في واشنطن، هدد الرئيس الاميركي باراك اوباما بشكل مباشر نظيره السوري بشار الاسد “بعواقب” اذا استخدم اسلحة كيميائية، وذلك بعد اعلان مسؤول اميركي الاثنين ان دمشق تقوم بخلط المكونات اللازمة لاستخدام غاز السارين عسكريا. وغاز السارين مادة شديدة السم تؤدي في حال اصابة انسان بها الى الشلل الكامل ثم الوفاة.
وقال اوباما “اليوم اود ان اقول بكل وضوح للاسد والذين يطيعون اوامره ان العالم اجمع يراقبكم. ان اللجوء الى اسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتا”.
واضاف اوباما “اذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الاسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها”.
من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان بلاده تؤيد تبني “موقف حازم جدا” حيال خطر الاسلحة الكيميائية للنظام السوري، لكنه اوضح ان المعلومات التي سرت في الايام الاخيرة حول هذا الموضوع لا تزال تتطلب “تأكيدا”.
كما وجهت المانيا تحذيرا مماثلا.
وكان النظام السوري اكد الاثنين انه لن يستخدم اي اسلحة كيميائية ضد شعبه، وذلك ردا على “تحذير قاس” اطلقته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لسوريا، معتبرة ان استخدام اسلحة كيميائية ضد الشعب “خط احمر” بالنسبة لواشنطن.
الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في ختام لقاء مع نظرائه في دول الحلف ال28 في بروكسل ردا على سؤال حول احتمال لجوء النظام السوري الى استخدام السلاح الكيميائي، “ليست المرة الاولى التي تصدر فيها شائعات وتسريبات” حول هذا الموضوع، داعيا الى “عدم المبالغة” في نقل هذه المعلومات.
ميدانيا، شهدت مناطق عدة في محيط دمشق الثلاثاء اشتباكات وقصفا مع استمرار محاولة القوات النظامية السيطرة على مدينة داريا جنوب غرب العاصمة ومحيطها التي تعتبر معقلا للمقاتلين المعارضين الذين يسعون من جهتهم الى التقدم نحو دمشق.
وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من نظام الرئيس بشار الاسد الثلاثاء ان الجيش النظامي “استمر في تقدمه على كافة محاور ريف دمشق”، وواصل “ملاحقة المسلحين في البلدات المحيطة بطريق مطار دمشق الدولي”.
وقتل تسعة طلاب ومدرس واصيب 20 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف على مدرسة في مخيم الوافدين في ريف دمشق الذي يضم نازحين سوريين من الجولان المحتل، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري، متهما “ارهابيين” بالمسؤولية عن الحادث.
وفي حي التضامن في جنوب العاصمة، قال التلفزيون الرسمي ان “ارهابيين” قتلوا صحافيا في جريدة تشرين الرسمية لدى توجهه الى مكان عمله.
في محافظة دير الزور (شرق)، “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) على قرية التبني الواقعة على طريق الرقة دير الزور”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كما نقل مراسل وكالة فرانس برس في حلب عن سكان في ريف حلب الشرقي ان مقاتلين معارضين فرضوا كذلك سيطرتهم “بشكل كامل على مدينة السفيرة بعد معارك استمرت اسابيع وباتوا موجودين في معظم الدوائر الرسمية والمقار الحكومية”.
وتكتسب المدينة أهمية لقربها من معامل الدفاع ومنشآت البحوث العملية العسكرية في منطقة الواحة القريبة من المدينة.
وقال ابو محمود الخمسيني العامل في الزراعة من سكان قرية مجاورة للمدينة ان “معظم المسلحين المسيطرين على المدينة هم من جبهة النصرة حيث قاموا بكتابة اسم الجبهة على المقار التي سيطروا عليها ووضع علم الجهاد على السيارات التي يستقلونها”.
وافاد المرصد السوري الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كافة انحاء سوريا، عن مقتل 113 شخصا جراء اعمال العنف في سوريا الثلاثاء بينهم 49 مدنيا و33 مقاتلا معارضا و31 جنديا.
في روما، اعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة الثلاثاء ان نقل المواد الغذائية وتوزيعها اصبح اكثر صعوبة في سوريا حيث ارتفع عدد الاشخاص المحتاجين للمساعدة الى مليون ونصف مليون.
وبسبب تعليق وكالات الامم المتحدة بما فيها البرنامج موقتا جميع اعماله على الارض في سوريا خارج دمشق، قال البرنامج ان ذلك “سيكون له وقع سلبي على قدرتنا على مراقبة عمليات توزيع المواد الغذائية من شركائنا، وستقتصر تحركات الموظفين على القيام بمهمات تقييم للحاجات والاسواق”.