المشهد السوري: قتال وتفجيرات
قال مبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط يوم الخميس إن قوات المعارضة السورية تحقق مكاسب في مواجهة القوات الحكومية وقد تنتصر في الحرب الدائرة مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وكانت تصريحاته أوضح مؤشر حتى الآن على أن روسيا تتأهب لهزيمة محتملة لنظام الأسد في مواجهة مقاتلي المعارضة في الصراع المستمر منذ 20 شهرا.
ورحبت الولايات المتحدة باعتراف روسيا بأن المعارضة السورية ربما تنجح في مسعاها للإطاحة بالأسد ودعت موسكو للانضمام الى جهود لادارة عملية انتقال سياسي سلمي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي “نود أن نثني على الحكومة الروسية لإدراكها الواقع أخيرا واعترافها بأن أيام النظام معدودة.
“السؤال الآن هو هل ستنضم الحكومة الروسية لمن يعملون في المجتمع الدولي مع المعارضة لمحاولة إحداث انتقال ديمقراطي سلس.”
وقال ميخائيل بوجدانوف المبعوث الروسي الخاص ونائب وزير الخارجية أيضا إن روسيا تعكف على دراسة خطط لإجلاء مواطنيها من سوريا إذا لزم الأمر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوجدانوف قوله “ينبغي أن نواجه الحقائق… النظام والحكومة في سوريا يفقدان السيطرة على المزيد والمزيد من الأراضي.”
وتابع “للأسف لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة السورية.”
على الصعيد الأمني أعلنت وكالة الأنباء «سانا» عن مقتل ثمانية أشخاص معظمهم من النساء والأطفال، اليوم، في انفجار سيارة مفخخة في بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق. وأفادت وكالة الأنباء السورية أن “إرهابيين فجروا سيارة مفخخة في حارة المستوصف في جديدة الفضل في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال”. ونقلت الوكالة عن مصدر في مستشفى المواساة قوله للوكالة إنه “وصل إلى المستشفى جثث 8 شهداء، بينهم 3 نساء وطفلتان جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف الأحياء السكنية في جديدة الفضل”.
وقد تبنت جبهة النصرة في بيان نشرته على حسابيها على موقعي “فايسبوك” و”تويتر”، التفجير وقالت أنه “تم بحمد الله استهداف مبنى وزارة الداخلية في دمشق – كفر سوسة حوالي الساعة: 5:30 من يوم الأربعاء 12-12-2012م، من خلال انغماسيين اقتحاميين”.
وأوضح البيان أن “استشهاديين” قاما بركن سيارتيهما أمام مبنى استراحة وزير الداخلية محمد الشعار، “ومن ثم قاما باقتحامه والاشتباك مع من بالداخل وقتل الكثير منهم”. وأشارت الجبهة إلى أنه بعدما اشتبك “الاستشهاديان” مع العناصر الأمنية في الداخل “فجرا حزاميهما”، قبل أن يتم تفجير السيارتين المفخختين عن بعد.
وأضاف المصدر أن قسم الإسعاف في المستشفى استقبل 33 جريحاً، إصابة بعضهم خطيرة وبينهم عدد من الأطفال والنساء، حيث تم تقديم الإسعافات اللازمة لهم.
أعلن قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، أن موسكو تعارض بحزم تدخل طرف ثالث في الأزمة السورية خاصة باستخدام القوة العسكرية.
وقال عقب لقائه رئيس اللجنة العسكرية لحلف “الناتو” الجنرال كنود بارتيلس، اليوم، “موقفنا الثابت يتمثل في أن حل النزاع في سوريا يمكن أن يتم فقط من قبل كلا جانبيه ودون تدخل أية جهة ثالثة، خاصة دون استخدامها القوة العسكرية”.
وأشار الجنرال الروسي إلى أن “الناتو” يعمل على نشر منظومات صواريخ في تركيا على خلفية تفاقم الوضع في سوريا.
من جانبه، أكد بارتيلس أن “الناتو لا يخطط للتدخل العسكري في سوريا”، مضيفا أن الحلف يشاطر روسيا قلقها الذي تعبر عنه بشأن الوضع الخطير في سوريا.
وأشار إلى أن نشر صواريخ “باتريوت” في تركيا جاء تلبية لطلب أنقرة بسبب تفاقم الوضع في سوريا، مشددا على أنه “إجراء وقائي بحت”.
تبنت “جبهة النصرة” في سوريا، التي أدرجتها الولايات المتحدة قبل يومين على لائحة الإرهاب، التفجير الذي استهدف وزارة الداخلية السورية أمس.
من جهة أخرى علن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، اليوم، أن النظام السوري “قريب من الانهيار الذي بات مسألة وقت”. وقال راسموسن في تصريح صحافي “أحث النظام على وقف العنف وان يدرك كيف هو الوضع حاليا ويطلق عملية لتلبية المطالب المشروعة للشعب السوري”.
وقد نفت وزارة الخارجية السورية، اليوم، استخدام الجيش لصواريخ “سكود”، وفقاً لما تروج له بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية “للتأثير على صورة سوريا ومكانتها في الأسرة الدولية”.
ونفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية ” جملة وتفصيلاً ما تروج له بعض الأوساط المغرضة والمتآمرة على سوريا حول قيام الجيش السوري باستخدام صواريخ سكود في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة”.
وقال إن ” صواريخ سكود معروفة بانها صواريخ استراتيجية بعيدة المدى ولا تستخدم في مواجهة عصابات ارهابية مسلحة”.
واضاف ان وزارة الخارجية والمغتربين تود التأكيد على أن هذه الصواريخ “لم تستخدم في المواجهات مع المجموعات الإرهابية المسلحة والتي أثبتت الأحداث قيامها مؤخرا باستخدام أسلحة متطورة في هجماتها على المواطنين الأبرياء وعلى قواتنا العسكرية والبنى التحتية الخاصة والعامة جرى تزويدها بها من تلك الدول المتآمرة”.
وانتقد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الداعم لقرار اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي عقد في مراكش أمس، مؤكداً أنه ليس بوسع أحد أن يفرض من الخارج إرادته على الشعب السوري “الواعي والمقاوم”.
ووصف عبد اللهيان في تصريح خاص لوكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، تصريحات أوباما الأخيرة بـ”المتسرعة” وأنها تمثل “خطأ استراتيجياً وتقدم الدعم لأولئك الذين ينتهجون ديبلوماسية دامية ضد سوريا”.
كما انتقد بشدة استمرار سياسة القتل والقمع التي ينتهجها النظام البحريني ضد شعبه، ودعم أميركا وبعض الجهات الأخرى لإنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين”، مشيراً إلى أنه “على الرئيس الأميركي أن يعلم بأن مصير سوريا والبحرين واحد وأن أي سياسة خاطئة ضد سوريا ستنعكس على المنطقة بما فيها البحرين”.
وأضاف أن إيران تعتقد أن السبيل الوحيد لحل الأزمة في سوريا والبحرين يتمثل في وقف العنف وإجراء حوار وطني شامل وإقامة انتخابات في أجواء هادئة في البلدين.
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية معظم أحمد خان أن “باكستان سحبت بصفة مؤقتة طاقمها الديبلوماسي، ومن بينهم السفير، من سوريا وعادوا جميعا إلى أرض الوطن”.
وأضاف في مؤتمر صحافي، اليوم، أنه “تم إجلاء الديبلوماسيين الباكستانيين بسبب الوضع الأمني المتدهور”، موضحاً أنه لم يتم إغلاق السفارة وسيعود هؤلاء الديبلوماسيون بمجرد عودة الوضع إلى طبيعته.
وقال إن باكستان تراقب باستمرار الوضع في سوريا وتشعر بقلق شديد حياله.