دمشق والعرب: أجواء إيجابية بلا نتائج حاسمة
لم يخرج اجتماع اللجنة العربية مع الرئيس السوري بشار الأسد بموقف حاسم في ما يخص المبادرة العربية لجمع المعارضة والنظام في مقر الجامعة للحوار، إذ تم الاكتفاء بالإشارة إلى «الأجواء الإيجابية» التي طبعت اللقاء، وإلى عقد لقاء ثاني قد يكون حاسماً، ولاسيما أن الجامعة حددت 15 يوماً لتقديم دمشق لإجابات محددة.
ووصف رئيس الوفد الوزاري العربي، رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، الأربعاء، بأنه كان “صريحاً وودياً”. وقال “سنواصل الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر (الأحد المقبل)، ولمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل إلى حل”.
وقد أكد الوفد العربي، منذ لحظة وصوله، على لسان رئيسه، أنه «حريص على استقرار سوريا»، مشدداً على رغبته في “مساعدة دمشق في التوصل إلى حل”، حيث اتفق الجانبان على دراسة بعض جوانب المبادرة العربية. ووفقا لمصادر صحافية، فقد تم التطرق خلال الاجتماع، الذي دام ساعتين ونصف الساعة، إلى هذه المبادرة وبنودها، ولا سيما الرئيسية، ولكن من دون تفصيلات، وحصل نقاش عام حول هذه البنود التي اتفق الطرفان على إبقائها بعيدة عن الإعلام.
وأفادت مصادر لصحيفة “الأخبار” اللبنانية ان الوفد قدم عرضاً مفصلاً لمناقشات متصلة بالمبادرة، وكرر عرض إجراء حوار برعاية الجامعة بين النظام والمعارضة. وقدم الوفد موجزاً عن مواقف لدول غربية كبرى، بما في ذلك التحذيرات من أن التأخر في حل الأزمة سيؤدي إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على سوريا.
وحسب المصادر المطّلعة، أوضح الأسد أن حكومته بصدد إطلاق حوار قريب عام في البلاد سيكون مدعواً إليه كل من يرغب في المشاركة من القوى والشخصيات، بمن فيها الموجودة خارج البلاد.
وقدم تفاصيل عن أعمال العنف الجارية وتحول المجموعات المسلحة إلى مجموعات منظمة تقوم بأعمال تشير إلى أنها منظمة ومدعومة من جهات خارجية.
وفي حين كرر الأسد موقفه الرافض لاي تدخل في شؤون سوريا الداخلية، “ميز بين الحرص العربي وسعي دول غربية إلى النيل من سوريا بسبب مواقفها السياسية الداعمة للمقاومة”.
ووفقا لصحيفة «السفير» اللبنانية، حرص كلا الجانبين على استثمار مزيد من الوقت في دراسة وجهة نظر الطرف الآخر. وفيما استمع الوفد العربي إلى التقييم السوري لأوجه الأزمة الحالية، طلب الجانب السوري وقتا للإجابة على بعض متطلبات الوفد العربي، ولا سيما تلك التي تحتاج إلى مؤسسات ومتخصصين. وجرى الاتفاق على أن يكون موعد الاجتماع الجديد لبحث «الأزمة السورية» في دمشق او على هامش اجتماع لجنة المبادرة العربية، الاحد المقبل في الدوحة.
واثر اللقاء الذي سادته “أجواء من الإيجابية”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”، قال الشيخ حمد أن ثمة «نقاطا اتفق عليها بكل أمانة، ونقاطا أخرى تحتاج إلى دراسة من قبل الطرفين، ونحن نريد الوصول إلى نتائج، ونريد لهذا الموضوع أن يبقى في طي الكتمان إلى أن يتم الاتفاق عليها… كما أننا لا نريد الخروج ببيان شفاف لا يأتي بنتيجة لا تهم السوريين ولا تهم العرب».
وتابع «هناك أمور يريد الجانب السوري دراستها أكثر، ولكن هناك نقاطا اتفق عليها بالخط العريض وأخرى طلب الجانب السوري أن ينظر فيها خلال هذين اليومين، وكلجنة عربية، نريد الاجتماع في ما بيننا للتشاور». ورأى أن الهدف الأساسي هو «وقف العنف والاقتتال». ودعا «إلى أن يبدأ الحوار بين السوريين مع بعض، بحيث نتوصل لنتائج تحقق رغبات الشعب في الإصلاح». وأضاف «نحن في فترة نحتاج لإجراء إصلاح جذري وليس شكليا، بحيث يحس المواطن في قطر وفي سوريا أن هناك نية صادقة للتقدم بإصلاحات والتنفيذ وليس وعودا، ولكن المهم وقف العنف والاقتتال من أي طرف ووقف المظاهر المسلحة».
وتتألف اللجنة الوزارية التي حضرت اللقاء من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ونائبه احمد بن حلي، ووزراء خارجية سلطنة عمان والجزائر والسودان ومصر. كما حضر اللقاء من الجانب السوري وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد.
من جهتها، عبرت هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي عن امتعاضها من مغادرة الوفد من دون أن يلتقي أياً من أركان المعارضة الداخلية، وقال أمين سر الهيئة رجاء الناصر إنه “كان من الضروري أن يكون هناك لقاء مع وفد الجامعة قبل أن تتجه لإعلان أي دعوة لحوار أو لقاء بين المعارضة والسلطة”، مشيراً إلى أن الهيئة تقدمت بمذكرة عن طريق سفارات الدول المشاركة بالوفد أعلمت فيها جامعة الدول العربية بضرورة أن يكون هناك لقاءات مسبقة للتفاهم حول الحلول المطروحة للخروج من الأزمة.