تعري: أنا رجل ولا يعيبني شيء
خلافاً لما يعتقده البعض فإن المملكة العربية السعودية دولة مثل الدول الأخرى إذا استثنينا أنها حاضنة لقبلة مليار ونصف مسلم، وشعبها مثل الشعوب الأخرى. هذا الشعب يأكل ويشرب ينام ويصبح أولاده يذهبون إلى بالمدارس، في طياته فقراء وأغنياء وطبقة متوسطة والنسب بين هذه الطبقات تتساوى مثل النسب لدى الشعوب الأخرى خلافاً لما يتخيله البعض.
لا اختلاف أيضاً بين طموحات هذا الشعب والشعوب الأخرى ولا تباين بين ما يجترح شبابه من أهواء وإغراءات وشطحات وإعوجاج واستقامة وكذلك هنا أيضاً فإن النسب لا تختلف عن نسب الدول الأخرى بشكل عام في كافة المجتمعات شبق وهوس جنسي، في كافة المجتمعات يوجد من ينتقد ما يراه اعوجاج اجتماعي أو خروجاً عن التقاليد وكذلك الأمر في السعودية.
عرفت المملكة العربية السعودية نمواً اقتصادياً متواصلاً بسبب الوفرة النفطية وبلغت نسبة النمو ٧٪ ورغم عدد سكان يتجاوز الـ ٢٨ مليون نسمة فأفرادها يعتبرون «أغنياء» بالمقياس الاقتصادي. ومثل ما يحصل مع الدول المتقدمة الغنية فإن هذه «الوفرة» تنعكس اجتماعياً على أقلية إما نبوغاً إما إهتلافاً عن الآخرين فيقول البعض هذه من نتائج الحداثة فيلعن البعض الحداثة وكأنها مسؤولة عن النتائج السيئة ويتناسون نتائجها المفيدة، يرون ما يعتقدون أنه ضار ولا يلتفتون إلى ما هو نافع.
وآخرون يرون في هذا الخروج عن النمط الاجتماعي «عاملاً طبيعياً» نتيجة الانفتاح على العالم الخارجي والتطور والحداثة التي لا مفر منها، ويشيرون إلى أن «الغرب أيضاً مرّ عبر هذه الخضات»، واجتاحت مجتمعاته بعض الغرائب التي باتت اليوم «اعتيادية» لا يلتفت لها العامة وإن فعلوا نجد أن الغضب قد تهافت الغضب وحلت محله الحشرية فقط.
قبل أسابيع نشرت مجلة «داون تاون» (Down Town) اليونانية وعلى كامل غلاف مجلتها صورة للفنان السعودي «تومي عمران» وهو «شبه» عاري لا يضع على جسده سوى بعض الملابس الشفافة.
تحقيقات عدة كشفت أن هيئة تحرير المجلة رأت في كون تومي سعودياً عاملاً جاذباً للقراء…نظراً لما يحمله القراء في أوروبا من أفكار …عن أن السعوديين مختلفين. صحيفة سعودية تواصلت مع «الفنان عمران» الذي صرح لها «تقدمت لي مجلة «داون تاون» اليونانية بطلب أخذ عدة صور لي» ونفى أن يكون هناك اتفاق عن «نوع معين من الصور» وهو ما أسماه «ستايل معين» ويقول إنه «فوجئ باختيار المجلة لصور شبه عارية» وعن ظروف التقاطها قال «تم التقاطها بعفوية» وذكر أن «حفلة التصوير» تمت على شاطئ البحر في منطقة «جليفادا أثينا» حيث يقيم بعض الأحيان.
وكشف «تومي» أن مديرة تحرير المجلة المدعوة «أريادني لاباريزو» أقنعته بنشر تلك الصور مقابل ١٠٠ ألف يورو (السؤال كيف تفاجأ وهي أقنعته؟!؟) وأضافت بأن «الصور رائعة» وسوف تجلب عدد كبير من القراء لشراء المجلة و«تتبع أخباره». ومع إقراره بأن الصور رائعة اعترف بأن «التعري شيء سهل للغاية في أوروبا» في إشارة إلى الشرق حيث هو أمر غير مقبول.
ويبدو أن المجلة اليونانية نجحت حيث فشلت مجلات أخرى أكثر شهرة منها، إذ يقول الفنان عمران إنه تلقى عروض مغرية من كبريات المجلات الفرنسية واليونانية والإيطالية «مقابل الموافقة على أخذ صور عارية بالكامل» لأغلفها… ولكنه رفض.
وأخيرا جاء تبريره بأنه لو «رفض نشرها فهي كانت سوف تنشر بطريقة أو بأخرى لأنها لدى المصور» وأنهى بالقول « فكرت بمنطق وذكاء بأن أكون الرابح الأكبر» وهو ما دفعه للموافقة وينهي بالقول «كسبت المبلغ والشهرة».
ولكن خلاصة أفكاره قارب فيها الوضع في السعودية وتقبل مثل هذه الصور فقال« أولا وأخيرًا أنا رجل ولا يعيبني شيء!».
من هو تومي عمران؟
حسب السيرة الذاتية المنشورة في صفحته على فيسبوك، هو من مواليد كاليفورنيا (أغفل ذكر سنة الميلاد)، عاش مع والدته في لبنان ثم انتقل للعيش في القاهرة قبل أن يستقر في اليونان. عاد إلى السعودية عند والده لاستخراج هوية سعودية. ثم أكمل دراسته وتخرّج من كليَّة الهندسة.
مع ذلك أراد العمل في الإعلام الفني وأن يكون مغنياً، رفض والده قبل أن يوافق قائلاً له «افعل كما تشاء» فقرّر العيش في مصر لتحقيق حلمه كمغنٍ.
في الواقع فإن تومي بدأَ حياته الغنائية عندما كان في الخامسة من العمر ، فكَان يغني لمادونا ومايكل جاكسون وبوني إم وآبا. وفي 2003 بدأ بإعداد أول أغانيه بأسلوب البوب لتقديمها للجمهور موضوعها كان يدور حول الحب مَع البنات الصغيرات ِوقدمت بأسلوب كوميدي ظريف.ثم غنى مع المطربة الراحلة وردة الجزائرية أغنية «إلا الحب الأول». ولفتت هذه الأغنية نظر الإعلام خصوصاً في السعودية، والخليج.
وفي عام 2006 أصدر ألبوماً غربياً حمل عنوان “إياك تنساني”.
وبدأ المشاركة في الحفلات الخيرية لصالح مرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة ودار المسنين. وقال إن هذا العمل سيفتخر به طيلة حياته.
وقد عرف عنه أنه «يشتري الصحافة» بمعنى أن يخصص مبالغ للدعاية لنفسه كي تكتب عنه الصحف خصوصاً في لبنان ومصر.
يثبت هذا إن لزم الأمر أن المملكة العربية السعودية مثلها مثل الدول الأخرى نجد فيها فنانين يرون الأمور بشكل ما ونجد فنانين آخرين يرون الأمور بشكل مخالف.