«مجتهد» صمام أمان لمنع الانفجار في السعودية؟
غريب أمر مجتهد !
يغرد بشكل شبه دائم، وأوجد لنفسه موقعاً مميزاً في المواقع التواصلية الاجتماعية، له قراء ومتابعين، يبدو أنه مطالع على مجريات الأمور في قصور الأمراء وفي محيط التويجري أي في صميم أركان النظام السعودي لدرجة أنه طرح تساؤلات حول هويته تفوق بمقدار عدد تغريداته.
عدد من الخبراء يقول إنه «من داخل القصر» (انقر هنا) وعدد آخر يغرد مكيلاً له الاتهامات أو مشككاً في معلوماته. كتبت عنه الصحف العربية والأجنبية لأنه فتح كوة في جدار الصمت السعودي، وإن لم يكن وحيداً، إلا أن عدداً من الصدف جاءت لتعطيه دفعاً إعلامياً واسع الانتشار. فالمملكة خبرت انتقال ولاية العهد، وتعيش مرحلة حاسمة من نظامها الملكي، ويأتي ذلك في الوقت الذي تدهورت فيه صحة العاهل السعودي. أضف إلى عدد من الأحداث الجليلة في العالم العربي.
١) الربيع العربي جعل العالم ينظر إلى المنطقة العربية ويتابع أخبارها حسب نمط جديد لسان حاله هو «العرب يتحركون».
٢) تحركت الأمور في منطقة الخليج كما كان الأمر في تونس ومصر واليمن وليبيا وإن كان بشكل أخف عنفاً إذا استثنينا البحرين.
٣) الرد على التحرك في المملكة جاء سريعاً طناناً رناناً بشكل ٣٥ مليار ريال وزعت على شعب المملكة.
٤) أردف الرد بتدخل عسكري سريع لقمع التحرك في البحرين ما سلط الأضواء على المملكة الوهابية ودورها كالأخ أكبر و«حارس الخليج».
٥) ولعبت السعودية دوراً كبيراً في دعم انتقال سلمي في مصر وتونس ولعبت دوراً ديبلوماسياً كبيراً في الدفع للتدخل العسكري في ليبيا، وكذلك لإيجاد حل في اليمن.
٦) رغم كل هذا فإن السعودية أبقت حراكها الديبلوماسي بعيداً عن الأضواء وهو ما يثير الإعجاب في الغرب بعكس ما قعات وتفع إمارة قطر.
٦) السعودية تدعم أيضاً الثورة السورية بفاعلية وبصمت.
٧) السعودية لاعب مم في الملف النووي الإيراني.
٨) الملك عبد الله دفع بعدد من الإجراءت الإدارية لتفعيل الحياة الاجتماعية في المملكة، وللرد على الانتقادات الغربية أساساً واستجابة لمطالب المواطنين.
إذا إلى جانب «تغريدات مجتهد» التي شددت كثيراً على صحة الملك وعلاجه، فإن الأحداث في المنطقة شدت الأنظار إلى «مجتهد» كمَعّلَم يدل على «نوع من الثورة الرقمية» في المملكة.
قد يجوز هذا التشبيه. ولما لا؟
ولكن. شدد «مجتهد» بتغريداته على الشأن الداخلي السعودي وبشكل خاص على ما يدور في البلاط وصحة الملك وتطور علاجه ما أجج «التلصلص الإعلامي» الذي ازداد مع التطرق إلى دور التويجري إلى جانب الملك.
ورغم أن «مجتهد» وسّعَ بيكار تغرداته قليلاً ليطال بعض الأمراء وينتقد تبذيرهم الفاحش أو تصرفات غير لائقة نسبت لهم، كما وسع أيضاً بيكاره ليطال بعض الموقفين (أنقر هنا) وفي غالب الأحيان «يعيد تغريد من غرد قبله»، إلا أن «مجتهد» يبدو في داخل «فقاعة سعودية» لا تتجاوز أخبار التلصلص الإعلامي وتناول فقط «مواضيع الإثارة الإعلامية» التي تهم فقط طبقة معينة من السعوديين الذين يقضون وقتهم وراء الحاسوب وممسكين بالجوال.
يحق لنا أن نسأل. ولما لا؟
كل أحداث الربيع العربي لم تثر انتباه «مجتهد» رغم أنها ساعدت في لفت انتباه العالم إلى المملكة وإلى …«تغريدات مجتهد». منذ ٢٢ شهراً وأحداث سوريا ذهبت بأكثر من ٦٥ ألف ضحية. و«مجتهد صامت لا يغرد». دبت الحرب في مالي الدولة الإسلامية في الساحل، و«مجتهد لا يرى ما يحدث». حطم السفيون أضرحة تومبكتو و«مجتهد ينظر في اتجاه معاكس». اليوم الحرب باتت شاملة و«مجتهد آخر من يغرد» وتعطي رأيه في الموضوع.
للسعودية دور تلعبه في كل هذه الأحداث. أما تغريدات مجتهد فهي «تغريدات سرتية» (مشتقة من سُرة أو بجرة أو مَأنة أو جأبة) لا ينظر إلا ضمن الفقاعة السعودية التي تهمه وتهم متابعيه الملصلصين على أحوال الملك، وليس كل ما يهم المواطن السعودي: هل تحدث عن «قيادة المرأة للسيارات؟» على سبيل المثال وليس حصراً.
أن عدداً من المغردين السعوديين يعطي رأيه في ما يحدث داخل وخارج الفقاعة التي اختارها مجتهد. يدفع هذا بالعض للقول إن «مجتهد» يلعب دور «صمام أمان» للمجتمع السعودي مثله مثل «كاتم الصوت في محرك السيارة» (أشيكمان) بمعنى أن وجوده ضروري «للتنفيس» منعاً لـ…الانفجار، ويقول البعض «في هذه الحالة لن يكون التويجري بعيدا عن ….مجتهد». وهذا يفسر المعلومات التي كان يغردها مجتهد ويتدافع المتلصلصين لقراءتها وإعادة «تدويرها» على المواقع الإعلامية والتواصلية.
والله أعلم.
تغريدة لمجتهد في ١٥ الشهر الحالي تقول «هذه معلوماتي عن إصلاحي جدة وأحسب أنهم لا يزالون على مواقفهم فإن غير أحدهم موقفه حديثا وأبدى شيء من التراخي فهو تطور جديد لم يبلغني». stop. نسأل مجتهد من يمكن أن يبلغك؟
في نفس اليوم يغرد قائلاً «ونظرا للوضع العقلي المحدود للملك وسلمان فقد استحوذ التويجري على نصيب الأسد في التعيينات ويقال إنه مسؤول عن اختيار كل النساء في المجلس». مجتهد لا ينتقد مبدأ الاختيار، فهو فقط يسلط الضوء على «تقاسم الاختيار» ويستهدف «دائما» التويجيريو رغم أنه كتب في تغريدة سابقة «يذكر أن اختيار أعضاء مجلس الشورى “محاصصة” بين كبار آل سعود كان يتقاسمه سلطان ونايف وسلمان وعبد الله والأن محاصصة بين سلمان والملك عبد الله». ولكنه عليه أن يستهدف التويجري لـ«سبب في نفس يعقوب».
والله أعلم.