مناف طلاس يكشف برنامجه للحل في سوريا
بعد غياب طويل أجرت صحيفة «لوموند» الفرنسية مقابلة مطولة مع الجنرال المنشق «مناف طلاس» وذلك عشية انعقاد مؤتمر لدعم الثورة السورية دعت له باريس. وقد كشف طلاس للصحيفة برنامجه الخاص بحل الأزمة السورية.
ورداً على سؤال عما يمكن أن تؤول إليه الأحوال بعد سنتين من الثورة، أكد طلاس أن الوضع اليوم هو أمام أربعة سيناريوات: أثنان عاطلان واثنان جيدان. السيناريو العاطل الأول هو انتشار الفوضى ودخول الثوار إلى دمشق وسقوط النظام في خضم هذه الفوضى، عندها فإن الفوضى سوف تحكم البلاد بسبب انهيار أسس الدولة. السيناريو العاطل الثاني هو أن تدوم المواجهات من دون رابح أو خاسر، وهذا السيناريو يمكن أو يدوم لسنوات وفيه خراب سوريا على نار بطيئة.
أما السيناريو الجيد الأول أن يقبل بشار الأسد نتيجة الضغوط الدولية نقل حقيقي للسلطة يقود إلى انسحابه من السلطة، ولكن للأسف يبدو أن الأمور على الأرض تجاوزت هذا السيناريو.
أما السيناريو الجيد الثاني والذي أعمل عليه مع آخرين، فهو يقضي بجمع المعتدلين من كافة الأطراف من معارضة الداخل والخارج والجيش السوري الحر والنظام للاتفاق على مشروع وطني لا يستبعد أحد.
وردا على سؤال عما يعني بـ«معتدلي النظام»؟ أجاب الذين لا دماء على أيديهم. وذكّر بأن «الوزير في سوريا لا سلطة له»، وأنه لا يمكن للجميع أن ينشقوا لأسباب عديدة منها إمكانية وضع عائلاتهم في أمان. كما أشار إلى «أن عدداً لا بأس به من العلويين والمسيحيين لا يرون أنفسهم مؤيديين لا للنظام ولا للثورة حيث تخوفون من وزن الإسلاميين المتطرفين. وعوض أن نخبرهم ما سوف يصيبهم بعد بشار الأفضل أن ندمجهم في هيملية الثورة وخصوصاً ف الجيش السوري الحر».
ورداً على إشارة بأن «الائتلاف الوطني السوري قد أعلن أن هدفه دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية» أحاب بأن «الكلمات الجميلة لا تكفي يجب إيجاد ضمانات، وأن العلويين لن ينشقوا طالما لم يحصلوا على ضمانات ووضعية في الجانب الآخر. وهذا ما سوف يقوي الجيش النظامي». ثم شدد على ضرورة «إبعاد الموظفين عن النظام لمنع انهيار الدولة». وفي انتقاد غير مباشر لمبادرات عديدة تحدثت عن «يوم ما بعد بشار» قال «إن اليوم السابق هو أهم لأنه يحدد كيف يكون يوم ما بعد بشار». وأشار إلى أن «بشار يقول يومياً إذا انهار نظامي تنهار سوريا معي» وأكد ضرورة «العمل حتى لا يحصل هذا الشيء». ونوه بأن «الطوائف في سوريا عاشت أكثر من ألفي سنة بانسجام ووئام وأن العنف اليوم هو وليدة ردة فعل وليس متأصلاً في العادات السورية». ولكنه حذر بأن إطالة المواجهات تحمل مخاطر ازدياد العنف بين الطوائف. من هنا ضرورة «إيجاد شبكة أمان» حسب قوله.
ورداً على سؤال حول دور المجتمع الدولي، أجاب بضرورة إيجاد «برنامج حماية لسوريا»، مع تشديده على «رفض أي تدخل خارجي حتى في شكل حظر طيران» ولكنه في المقابل أكد أنه «مؤيد لتوريد صواريخ مضادة للطائرات شرط إعادة تنظيم الجيش السوري الحر بعيداً عن كل رغبة بالانتقام». وأن هذه الصواريخ يجب استعمالها «كسلاح ردع وليس لنشر الخراب». ذلك أن النظام سيسقط عندما يرى بأن علويين ومسيحيين قد انضموا إلى الجيش السوري الحر وأن للمجتمع الدولي خطة لحماية سوريا، أو يقبل بفترة انتقالية حقيقية».
وتعليقاً على سؤال خول سبب «الثقة التي برزت خلال خطاب بشار الأسد» فسر طلاس ذلك بأن «بشار يعيش في فقاعة ويحيط به مؤيدوه وحلفاءه الإيرانيون والروس» وأضاف «قبل سنة ونصف عندما كان عدد المتظاهرين في البلد يتجاوز الـ ٢٥٩ ألف كان مستشاروه يقولون له إنهم خمسة آلاف متظاهر. وكان يصدقهم». وأنهى بالقول «إن بشار سوف يسقط وهذا ما أعتقده» وتابع لأن «التاريخ يريد ذلك وكذلك الواقع عى الأرض». ثم تساءل طلاس «ولكن متى يحصل هذا؟ لا أستطيع التكهن به» واستطرد بأن «كل ذلك مرتبط بالسيناريو الذي يمكن أن يحصل».
واستدرك بأن «المسألة اليوم هو أن نسبة كبيرة من المعارضة لا تعمل إلا على أساس نصر كامل ومهين» ونبه إلى أنه «طالما أن التفكير هو في هذا الاتجاه لن نتقدم» وأضاف «لإنقاذ سوريا على الجميع أن يقبل بالتراجع قليلاً، أكان ذلك من قبل النظام أم الثورة».
ورداً على سؤال عما إذا كان يمكن «إصلاح الجيش السوري الحر من باريس ولماذا لا يتوجه إلى الداخل؟» أجاب: «وجودي في باريس يسمح لي بحرية الكلام والتنقل، لا أريد أن أكون مرتبطاً بالأتراك أو أي طرف آخر»، وأضاف «إن كوني ضابطاً لا يعطيني أي سلطة على الجيش السوري الحر المؤلف بنسبة ٨٠ في المئة من مدنيين» ولكنه أكد بأنه «على تواصل دائم مع الضباط الذين انشقوا عن الجيش».
وجواباً على سؤال حول الدور الذي يود أن يلعبه بعد سقوط الأسد، أجاب «ليس عندي أي طموح شخصي، ولكني فقط أسعى لتخفيف المعاناة». ثم تساءل «ما معنى أن انشق إذا لم أكن أريد أن أساهم بشيء ما؟»
لم ننس اين كنت مساء الامس.لماذا لم تنشق منذ زمن طويل؟هل انتظرت ضعف النظام الذي انت وعائلتك جزء اساسي منه ؟السكوت افضل لان لا احد يصدق ماتطرح.
تاريخ نشر التعليق: 2013/01/26اُكتب تعليقك (Your comment):