هل من صفقة سرية بين قطر وساركوزي لشراء مونديال ٢٠٢٢؟
هل دخلت السياسة إلى عالم الرياضة أم أن الرياضة خرجت من عالم السياسة؟ مع تزايد الحديث عن تباعد فرنسي-قطري بسبب تمويل قطر للجهاديين في مالي، جاء تحقيق مجلة «فرانس فوتبول» (France Football) الصحفي حول ظروف اختيار «الفيفا» (Fifa) لقطر تنظيم كأس العالم 2022، ليطرح مزيداً من الأسئلة حول «افتراق المصالح» بين البلدين، ما شجع البعض على إخراج معلومات قد تكون صحيحة أو مغلوطة إلا أنها تصب كلها في خانة طي صفحة شهر العسل بين البلدين.
وأشار التقرير أن الفيفا قبلت كل «الرشاوي» التي قدمتها لها الدوحة. كما جاء في التقرير أن «ميشال بلاتيني» (Michel Platini)، رئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم قد تعرض لضغوط من قبل الرئيس الفرنسي السابق «نيكولا ساركوزي» (Nicolas Sarkozy) ليصوت لصالح الملف القطري. ومن ضمن الأسماء التي أوردتها الصحيفة «كارل هانز رومينيغي» (Karl-Heinz Rummenigge) الذي يترأس الجمعية الأوروبية للأندية.
وتطرقت أيضاً إلى الدور الذي لعبه بعض نجوم كرة القدم العالميين، كـ«زين الدين زيدان» (Zinedin Zidan) والمدرب السابق لفريق برشلونة «بيب غرديولا» (Pep Guardiola)، لدفع ملف الإمارة النفطية نحو قطف الحظوة، ولكن لم تذكر الصحيفة طبيعة الامتيازات التي يمكن أن يكونوا قد حصلوا عليها، وبالتالي فإن الصحيفة لم تقدم أي دليل قاطع على اتهاماتها بالرشى المدفوعة واكتفت بمجموعة من خيوط متشابقة توحي فقط بذلك.
ونقلت قناة فرانس ٢٤ المرتبطة بمؤسسة الإعلام الفرنسي في الخارج التي تشرف عليها وزارة الخارجية الفرنسية قول أحد كاتبي التقرير «إريك شامبيل» (Eric Champel)، بأن «الفيفا قبلت كل الرشاوى والامتيازات التي قدمتها لها قطر». وكشف الصحافي المخضرم أن ساركوزي رمى بكل ثقله السياسي والمعنوي من أجل أن تفوز الدوحة بتنظيم الكأس لعام ٢٠٢٢.
وفيا تحدثت بعض التقارير في المواقع المتخصصة عن «دفع غير مباشر من قبل قطر» مثل تقديم هدايا أو مساعدات عينية.
والجدير بالذكر أن الأسبوعية البريطانية «ساندي تايمز» (Sunday Times) لمحت سابقاً أن قطر أن قطر منحت للكاميروني «عيسى حياتو» (Issa Hayatou) رئيس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم وللعاجي «جاك أنوما» (Jacques Anouma) مليون دولار ونصف مليون دولارل كونهما عضويين في المجلس التنفيذي للفيفا. إلا أن غياب الأدلة يضعف هذا الاتهام خصوصاً وأن لندن خسرت ما ربحته الدوحة ي تنظيم الكأس.
وارتكزت المجلة الفرنسية في ادعاءاتها على رسالة ألكترونية قال فيها أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم الفرنسي «جيروم فالك» (Jérôme Valcke) كتب فيها «لقد اشتروا مونديال 2022» ما دفع بالتقرير إلى أن يخلص إلى نتيجة واحدة «وجود رائحة فساد تدفع إلى طرح السؤال التالي: هل يجب الغاء التصويت؟». ويقول فالك اليوم بأنه أراد أن يشير فقط إلى «القدرة المالية لقطر»، عندما تساءل عن سبب ترشح «بن همام» للرئاسة وقال إنه كتب «لا أدري لماذا ترشح «محمد بن همام» لخوض الانتخابات هل فعلا يدرك ان لديه الحظوظ او انها طريقة لانه لم يعد يرغب ببقاء «جوزيف بلاتر»، ام انه يعتقد بانه يستطيع شراء الفيفا كما اشترت بلاده كأس العالم».
.أما بالنسبة للرئيس ساركوزي ودور بلاتيني في القصة فقد اجتمع الرجلان في ٢٣ تشرين الثاني/نوفمبر عام ٢٠١٠ بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر للبحث بالاستثمارات القطرية المستقبلية في الكرة الفرنسية حسب مصادر عدة متقاطعة. وصادف وجود «سيباستيان بازان» (Sébastien Bazin) ، ممثل «كولوني كابيتال المساهمة» (Colony Capital SAS) المالكة في ذلك الحين لـ«باريس سان جرمان» الذي كان يمر بأزمة مالية صعبة. وكانت النتيجة أن شركة قطر للاستثمارات قامت بشراء ٧٠ في المئة من أسهم نادي باريس سان جرمان، كما استثمر القطريون بشكل كبير في الكرة الفرنسية، وأطلقوا شبكة «بي ان سبورت» (BN Sport) التي تديرها «الجزيرة الرياضية» وتتولى بث مباريات دوري الدرجة الاولى الفرنسية والبطولتين القاريتين، دوري أبطال أوروبا و”يوروبا ليغا».
أما بالنسبة لزيدان فقد كتبت عدة صحف في عام ٢٠١١ بأن لاعب الكرة الشهير لم ينكر أنه «قبض الكثير من المال من القطريين» (لوموند في ٩ شباط/فبراير ٢٠١١) إلا أنه أكد في مقابلة مع صحيفة «ليكيب» (L’Equipe) بأن المال لم يكن دافعه بل «وجد أن المشروع القطري مثير للاهتمام» وأنه يحبذ «توزيع النشاطات على المناطق في العالم» واردف بأن «قطر هي دولة صغيرة إلا أن كل منطقة الخليج يمكن أن تستفيد من المشروع».
من جهتها، نفت اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم كل الاتهامات بالرشوة التي وجهت إليها، مؤكدة أن قطر نجحت في استضافة كأس العالم ٢٠٢٢ كونها «احترمت كل المعايير الأخلاقية والرياضية المتعامل بها دوليا». وأضافت اللجنة بأنها مستعدة للتعامل مع أية جهة قانونية تريد التحقيق في ملف قطر.