سوريا: سباق بين الحل العسكري ومبادرة معاذ الخطيب
في حين أن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني للثورة السورية أمهل الحكومة السورية الى يوم الأحد القادم لإطلاق سراح كل النساء المعتقلات والا فسيعتبر اقتراح الحوار الذي قدمه مرفوضا من جانب الرئيس بشار الأسد، اشتدت حدة المعارك على أبواب العاصمة في ما يبدو سباق بين الحل العسكري ومبادرة الحوار. فقد اندلع قتالا عنيفاً قرب وسط دمشق أمس الأربعاء بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس بشار الأسد في محاولة بارزة لقوات المعارضة للسيطرته على الأحياء المؤدية إلى قلب العاصمة. ويقود الإلتحام بين قوات الجانبين إلى تحييد القصف الجوي والمدفعي الذي يمنع مقاتلي المعارضة المتحصنين إلى الشرق من التقدم.
وذكرت مصادر مقربة من الجيش السوري الحر أن المعركة انتقلت إلى جوبر وهو حي يربط معاقل المعارضة في الضواحي الشرقية بساحة العباسيين في وسط المدينة. وأضافت «أن أعنف المعارك تدور في جوبر لأنه المفتاح إلى قلب دمشق».
وأكدت وسائل إعلام حكومية المعارك بقولها إن القوات الحكومية صدت تقدم مقاتلي المعارضة في جوبر واجزاء اخرى من منطقة الغوطة بشرق دمشق. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن الجيش السوري يواصل عملياته ضد «الارهابيين» في عربين وزملكا وحرستا وسبينة. لكن مقطعاً مصوراً التقطه نشطاء بدا أنه يظهر مقاتلين معارضين داخل جوبر بعد اقتحامهم لحاجز امني للجيش وقالت المعارضة انها حققت مكاسب كبيرة. وفي ضاحية عربين في شرق العاصمة تقول المعارضة إن « أجزاء من الطريق الدائري بدمشق سقط في ايديها» واعتبرت أن هذا «الطريق كان الحاجز الاخير بين الغوطة والمدينة»، متوقعة أن «يصل قتال الشوارع إلى وسط دمشق».
وقد أكدت مصادر المجلس الوطني السوري المعارض في الخارج أن وحدات الجيش السوري الحر تهاجم «أهدافاً استراتيجية» في دمشق. وقال ناشط في تجمع «أنصار الاسلام» الذي يضم عدداً من كتائب المعارضة المسلحة «توجد استراتيجية جديدة والكتائب متحدة. ما يحدث في الميدان كبير لكنه استعداد لعمليات أكبر»، وتابع «في الوقت الحالي سنهاجم نقاط التفتيش خاصة في جوبر الذي كان مجرد الاقتراب منه يبدو مستحيلا قبل بعض الوقت. نريد أن نهز النظام».
وقال نشطاء من الدخل إن ساحة العباسيين وشارع فارس الخوري أغلقا مع مهاجمة المعارضة المسلحة لحواجز الطرق وتحصيناتها بالقذائف الصاروخية وقذائف المورتر بينما ردد خطباء المساجد في جوبر صيحات التكبير في مكبرات الصوت دعما للمعارضة. وقال نشطاء من منطقة القابون «مناطق جوبر وزملكا والزبلطاني واجزاء من القابون والطريق الدائري تحولت إلى ساحة حرب».
وقال سكان إن انفجارات دوت في أنحاء شرق وشمال العاصمة. وقال ناشط «يبدو أن الجيش قد أخذ على حين غرة» فيما أكد آخرون «إصابة عدة دبابات وتراجع الجيش إلى ساحة العباسيين».
وحسب قول مقربين من «وحدة لواء الإسلام» إن عملية دخول المناطق الشرقية بدمشق تهدف «تخفيف الضغط على ضاحيتين كبيرتين في الجنوب الغربي فرض عليهما الجيش السوري حصاراً».
وهاجمت قوات المعارضة أيضاً بلدة عدرا على بعد 17 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من دمشق. واظهرت مقاطع مصورة ما زعم أنها عربة مدرعة في المنطقة يصيبها صاروخ. وفر آلاف السوريين إلى البلدة التي يوجد بها اكبر سجن في البلاد. وأضافوا أن الدبابات المتمركزة على مشارف حي الميدان في وسط المدينة والواقع خارج أسوار دمشق القديمة مباشرة قصفت أحياء جنوبية في المدينة.
وقال نشطون في تدمر على بعد 220 كيلومترا شمال شرقي دمشق على الطريق الرئيسي إلى شرق البلاد المنتج للنفط إن انتحارياً فجر سيارة ملغومة في مجمع للمخابرات العسكرية مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين. وقال نشطاء في تدمر إن قنبلة دمرت جزءاً من الجدار الخلفي للمجمع قرب آثار تعود إلى العصر الروماني في المدينة ثم اقتحم الانتحاري المجمع وفجر السيارة الملغومة مما ادى الى تدمير جزء من المجمع. وقال النشطاء انه لم يعرف على الفور عدد من قتلوا في الانفجار والاشتباكات التي تلته. ولم يتسن التحقق من لقطات فيديو أظهرت سحابة كبيرة من الدخان الكثيف فوق المدينة.
ويبدو أن سيارة أولى الملغومة انفجرت في حوالي الساعة السادسة صباحاً، وتبعتها السيارة الثانية واقتحمت المجمع بعد ذلك بعشر دقائق وسببت الانفجار الأكبر. كما تعرضت حواجز على الطرق في المدينة لهجمات أيضاً.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) إن «إرهابيين انتحاريين» فجرا سيارتين ملغومتين قرب مرأب في حي سكني مما اسفر عن مقتل وإصابة العديد من الاشخاص. وأضافت «التفجيرين الارهابيين أسفرا عن استشهاد عدد من المواطنين بينهم امرأة وجرح العشرات إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة في المكان».تتمركز قوات الأسد الرئيسية في جبل قاسيون في دمشق وعلى قمم تلال تنتشر بها المدفعية وراجمات الصواريخ.
.