رغم الإدانات بيونغ يانغ مصممة على أن تصبح دولة نووية
اثارت التجربة النووية الثالثة التي اجرتها كوريا الشمالية موجة من الادانات أمس الثلاثاء قادتها دعوات الولايات المتحدة الى فرض عقوبات دولية جديدة ضد بيونغ يانغ. وقالت حكومة بيونغ يانغ ان التفجير الذي جرى في موقع تحت الارض جاء ردا على “عداء” الولايات المتحدة وحذرت من انها يمكن ان تقوم بعمل اقوى.
ودان مجلس الامن الدولي “بقوة” التفجير بعد عقده محادثات طارئة حول ازمة الانتشار النووي الجديدة.
ودانت الدول الدائمة العضوية في المجلس -الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا وفرنسا- كوريا الشمالية التجربة. حتى ان الصين استدعت سفير بيونغ يانغ في بكين لتقديم احتجاج له.
وايدت جميع القوى الدولية البيان الذي قال ان كوريا الشمالية “انتهكت بشكل جسيم” قرارات المجلس، مشيرا الى التحذير الذي وجهه المجلس الشهر الماضي بانه سيتخذ “تحركا كبيرا” في حال اجرت بيونغ يانغ تجربة جديدة”.
وقال البيان الذي حظي بالاجماع “نظرا لفداحة هذا الانتهاك، فان اعضاء مجلس الامن سيبدأون العمل فورا على وضع الاجراءات المناسبة في قرار يصدره مجلس الامن”.
وتواجه كوريا الشمالية عقوبات دولية قاسية بسبب تفجيرين اجرتهما في 2006 و2009.
ولم يشر البيان بشكل مباشر الى فرض عقوبات، الا ان الولايات المتحدة وحلفاءها تقدموا بسرعة بطلب لاتخاذ اجراءات جديدة.
وقالت السفيرة الاميركية في مجلس الامن سوزان رايس “لمعالجة الخطر المتواصل الذي تشكله نشاطات كوريا الشمالية المهددة، فان على مجلس الامن، بل وسيقوم، برد سريع وقوي ذي مصداقية”.
وصرحت رايس للصحافيين بانه “لن يتم التساهل” مع اعمال كوريا الشمالية “وستواجه بمزيد من العزلة والضغوط على كوريا الشمالية بموجب عقوبات الامم المتحدة”.
وقالت بيونغ يانغ انها اجرت تجربة على عبوة “مصغرة” وهو ما اثار مخاوف من انها تقترب من تركيب راس حربي على صاروخ بالستي.
وصرح جون يونغ ريونغ السكرتير الاول لبعثة كوريا الشمالية في جنيف امام منتدى الامم المتحدة في جنيف ان “الولايات المتحدة واتباعها مخطئون بشكل محزن اذا ظنوا ان كوريا الشمالية ستقبل بالقرارات غير المنطقية تماما ضدها”.
واضاف ان “كوريا الشمالية لن تقيدها ابدا اية قرارات”.
وسجلت اجهزة رصد الزلازل عند الساعة 02,57 ت غ هزة في موقع بونغي-ري للتجارب النووية في شمال شرق البلاد. واكد الاعلام الكوري الشمالي الرسمي حدوث انفجار نووي بعد ذلك بثلاث ساعات.
وبلغت قوة الزلزال خمس درجات، طبقا لمحطات المراقبة التابعة لمنظمة معاهدة الحظر الشامل على التجارب النووية.
وذكرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان التجربة هي خطوة اولى ضد “العداء” الاميركي وان تشديد العقوبات لن يؤدي سوى الى “عمل ثان او ثالث اقوى”.
وتوقع جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي ان الجارة الشمالية قد تجري تجربة نووية ثانية او تطلق صاروخا بالستيا خلال الايام او الاسابيع المقبلة.
ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تحرك دولي “عاجل” ضد كوريا الشمالية. وقال محللون ان التوقيت يبدو انه استفزاز لجلب الاهتمام قبل خطاب حالة الاتحاد الذي سيلقيه اوباما الثلاثاء.
وتوقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان يتخذ مجلس الامن اجراءات “ملائمة” بحق كوريا الشمالية.
واكدت اليابان وكوريا الشمالية ان التجربة تعد تهديدا لامنهما القومي. ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التجربة بانها “طائشة”.
واستدعت الصين سفير بيونغ يانغ لديها للاحتجاج على التجربة النووية. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان على موقعها على الانترنت انها استدعت سفير كوريا الشمالية في الصين حيث اعرب له وزير الخارجية يانغ جيشي عن “استياء بكين الشديد ومعارضتها الحازمة” للتجربة.
واضاف البيان “نحن ندعو كوريا الشمالية وبشدة الى التمسك بالتزامها بنزع الاسلحة النووية وعدم القيام باي عمل من شانها ان يؤدي الى تدهور الوضع”.
وراى وزير الدفاع الاميركي المنتهية ولايته ان “كوريا الشمالية تمثل تهديدا خطيرا على الولايات المتحدة. يجب ان نكون مستعدين لمواجهة ذلك”.
ويتركز الاهتمام حاليا على المدى الذي يمكن ان تذهب اليه الصين في الضغط على جارتها، بحسب محللين.
وبذلت الصين جهدا خاصا لمنع كوريا الشمالية من اجراء التجربة الاخيرة، بحسب ما افاد دبلوماسي في الامم المتحدة شارك في المشاورات الاخيرة.
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان “الصين وجهت تحذيرا قويا للكوريين الشماليين من مغبة اجراء التجربة مع تزايد المؤشرات على انها على وشك الحدوث”.
واضاف “ما قام به الكوريون الشماليون الان يعتبر تحديا كبيرا للصينيين”.
وذكرت سوزان ديماغيو نائب رئيس “مجتمع اسيا” وهو منتدى سياسة مقره نيويورك ان “عدم قدرة الصين على اقناع كوريا الشمالية بعدم اجراء التجربة النووية الثالثة يكشف عن محدودية نفوذ بكين على تصرفات بيونغ يانغ بكل وضوح”.
واضافت “بصراحة فان زعيم كوريا الشمالية الجديد والشاب كيم جونغ-اون احرج القيادة الصينية بالاستفزاز الاخير”.
وقالت انه من غير المرجح ان تفرض الصين عقوبات احادية وان تقطع مساعدتها لكوريا الشمالية “ولكن هذه التجربة لا تترك للصين خيارا سوى دعم فرض عقوبات دولية اقوى”.
وراى بايك هاك-سون الخبير في شؤون كوريا الشمالية في مركز سيجونغ في سيول ان الزعيم الكوري الشمالي يعتزم اشعال ازمة تجبر المجتمع الدولي على التفاوض بشروطه.
وقال بايك ان “خيارات الامم المتحدة اخذة في النفاد وربما تعرف المنظمة الدولية ان فرض عقوبات جديدة لن يكون له سوى تاثير محدود”.
وقدرت سيول ما بين 6 و7 كيلوطن قوة الانفجار الذي نتج عن التجربة النووية في شمال شرق كوريا الشمالية، مقابل كيلوطن واحد لتجربة العام 2006 وما بين 2 و5 كيلوطن لتجربة العام 2009.
اما القنبلة الذرية التي القاها الاميركيون على هيروشيما، فبلغت قوتها 15 كيلوطن.
ومن الناحية الفنية يرغب الخبراء في معرفة ما اذا كانت كوريا الشمالية تحولت من استخدام البلوتونيوم الى استخدام اليورانيوم في اسلحتها النووية.
ولم يذكر بيان اصدرته وكالة الانباء الكورية الشمالية المادة الانشطارية التي استخدمت في التفجير.