وفاة على جرادات تؤهب لانتفاضة ثالثة
قرر حوالى ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني في اسرائيل تنفيذ يوم اضراب عن الطعام الاحد احتجاجا على وفاة معتقل فلسطيني شاب ادت الى صدامات في الضفة الغربية.
ولم يكن عرفات جرادات (30 عاما) بين الاسرى الاربعة الذين يقومون باضراب طويل عن الطعام في اسرائيل، والذين ادى تحركهم الى تظاهرات تضامنية كبيرة في الايام الاخيرة. لكن وفاته يمكن ان تؤدي الى تفاقم الوضع المتوتر اصلا.
وذكر شهود عيان ان متظاهرين في قريته وقطاعات اخرى من مدينة الخليل رشقوا صباح الاحد قوات الامن الاسرائيلية بالحجارة. وقد ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، كما قال الشهود الذين لم يتحدثوا عن اصابات.
وقال الناطق باسم ادارة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمن لوكالة فرانس برس ان “حوالى ثلاثة آلاف معتقل اعلنوا انهم سيرفضون الوجبات الغذائية”، موضحا ان الامر يتعلق “بوجبات الطعام الثلاث اليوم”.
واعلن نادي الاسير الفلسطيني السبت ان عدد المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون اسرائيل ارتفع الى 11 مع انضمام سبعة معتقلين الى اربعة اخرين مضربين عن الطعام منذ مدة طويلة.
اعلنت السلطة الفلسطينية مساء الاحد ان المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات الذي توفي السبت في سجن اسرائيلي قضى نتيجة التعذيب وليس بازمة قلبية.
وقال وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع في مؤتمر صحافي لعرض نتائج التشريح الذي شارك فيه طبيب فلسطيني ان “نتائج التشريح اثبتت تعرض الاسير جرادات للتعذيب وبينت ان قلبه سليم تماما ولا يوجد به اي اثار لتجلطات قلبية”.
وبحسب النتائج الاولية التي اعلنها قراقع واستند فيها الى مدير الطب الشرعي لدى السلطة الفلسطينية الذي شارك في عملية التشريح الاحد، فان جثة جرادات تحمل “آثار كدمات في الجهة اليمنى العلوية من الظهر، وآثار تعذيب في الجهة اليمنى من الصدر بشكل دائري، وكدمات عميقة في عضلة الكتف اليسرى، وكدمات تحت الجلد في الجهة اليمنى من الصدر”.
وافادت النتائج ايضا ان “القلب خال من الأمراض والشرايين سليمة وخالية من التجلطات، لافتة الى “كسر في الضلعين الثاني والثالث من الجهة اليمنى للصدر، واصابات في باطن الشفة السفلى وآثار دم تحت الأنف، وكدمات في العضلة اليمنى للوجه”.
واضاف قراقع “هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الرواية الاسرائيلية ان جرادات استشهد نتيجة جلطة قلبية هي رواية كاذبة، بل استشهد جرادات نتيجة تعذيب شديد واحمل اسرائيل مجددا المسؤولية التامة عن قتلها العمد للشهيد جرادات”.
وتوفي عرفات جرادات (30 عاما) من بلدة سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية السبت في سجن مجدو بشمال اسرائيل بسبب ما وصفته مصلحة السجون الاسرائيلية بانه “ازمة قلبية”.
واعتقل هذا الاسير وهو اب لولدين، في 18 شباط/فبراير بعد صدامات قرب مستوطنة كريات اربع القريبة من الخليل حيث جرح اسرائيلي في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
ونفذ اكثر من اربعة الاف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية الاحد اضرابا عن الطعام ليوم واحد احتجاجا على وفاة جرادات.
وطالبت منظمة بتسيلم الحقوقية الاسرائيلية بفتح “تحقيق مستقل، فعال وشفاف يتم انجازه سريعا” في وفاة جرادات.
وقالت في بيان ان “التحقيق يجب ان يشمل كامل ملابسات (الوفاة) ويدرس المعاملة التي تلقاها المعتقل خلال استجوابه، والاجراءات المتبعة من جانب محققي الشين بيت والمسؤولية عن القيام بهذه الاجراءات”.
وتوفي جرادات السبت بسبب “وعكة صحية” في سجن مجدو شمال اسرائيل، حسبما ذكر جهاز الامن الداخلي (شين بت) الذي كان يستجوبه.
واعتقل هذا الاسير البالغ من العمر ثلاثين عاما والاب لولدين، في 18 شباط/فبراير بعد صدامات قرب مستوطنة كريات اربع القريبة من الخليل حيث جرح اسرائيلي في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
ويفترض ان يتم تشريح جثمانة في المركز الوطني الاسرائيلي للطب الشرعي الاحد. واكد وزير الاسرى الفلسطيني عيسى قراقع ان طبيبا فلسطينيا واسرة الاسير سيحضرون التشريح.
وبعيد اعلان وفاته، جرت صدامات قصيرة بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في الخليل في الضفة الغربية.
وطلب مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من السلطة الفلسطينية تهدئة موجة التظاهرات في الضفة الغربية بحسب ما اعلن مسؤولون اسرائيليون في بيان الاحد. واشار البيان الى ان نتانياهو ايضا امر بتحويل الرسوم الضريبية لشهر كانون الثاني/يناير التي تجمعها اسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية بعد ان احتجزتها.وبحسب البيان فان “اسرائيل قدمت طلبا واضحا الى السلطة الفلسطينية بتهدئة اراضيها” عبر مبعوث نتانياهو الخاص اسحق مولخو.
وتابع “وحتى لا يكون عدم دفع اموال الضرائب التي تجمعها اسرائيل للفلسطينيين حجة للسلطة الفلسطينية بعدم تهدئة الوضع في مناطقها فان نتانياهو امر بتحويل اموال شهر كانون الثاني/يناير”. وعنونت صحيفة “اسرائيل هايوم” الاسرائيلية التي تعد قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو “احذروا اعمال الشغب”، مشيرة الى “توتر داخل ادارة اجهزة الامن التي تخشى حدوث اضطرابات وصدامات” بعد وفاة المعتقل الفلسطيني.
من جهتها، اكدت صحيفة معاريف ان “الجهاز الامني باكمله وخصوصا ادارات السجون في حالة تأهب معززة اليوم”. وكان الفلسطينيون حملوا السبت اسرائيل مسؤولية وفاة المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات (30 عاما) التي عزتها اجهزة الامن الاسرائيلية الى “وعكة صحية”.
وقد اكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض انه “صدم” بوفاة جرادات مطالبا السلطات الاسرائيلية بكشف “الاسباب الحقيقية” التي ادت الى وفاته. وفتحت الشرطة الاسرائيلية تحقيقا في ظروف وفاته التي نجمت عن ازمة قلبية على الارجح، كما ذكرت ادارة السجن.
وقال فياض في بيان مساء السبت انه “في كل الاحوال لا يمكن اعفاء الاحتلال من المسؤولية اذ لا يمكن فصل واقعة الوفاة عن كونها وقعت في ظروف اعتقال، وفي سجون الاحتلال داخل اسرائيل”.
بدورها، حملت حكومة حماس المقالة في غزة اسرائيل مسؤولية “استشهاد الاسير عرفات جرادات”. وقال المتحدث باسم حكومة حماس طاهر النونو ان “محاكمة اسرائيل على هذه الجريمة مطلب وطني واي تقصير فيه تقاعس خطير”.
وقال الشين بت ان جرادات كان يعاني من آلام في الظهر واصيب في الماضي في قدمه اليسرى برصاص مطاطي وبقنبلة للغاز المسيل للدموع.
واضاف “خلال التحقيق تم فحصه مرارا وخصوصا الخميس الفائت من جانب طبيب لم يلاحظ اي مشكلة طبية. من هنا استمر التحقيق” معه. لكن قراقع قال لوكالة فرانس برس ان “الشاب عرفات جرادات معتقل لدى اسرائيل منذ ايام، وتم قتله اثناء التحقيق معه، ونحن نطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في سبب وفاته”. من جانبها طالبت منظمة بتسيلم الحقوقية الاسرائيلية بفتح “تحقيق مستقل، فعال وشفاف ويتم انجازه سريعا”. وقالت في بيان ان “التحقيق يجب ان يشمل كامل ملابسات (الوفاة) ويدرس المعاملة التي تلقاها المعتقل خلال استجوابه، الاجراءات المتبعة من جانب محققي الشين بيت والمسؤولية عن القيام بهذه الاجراءات”.