تلاعب في نتائج مباريات كرة السلة في لبنان
كشف أمين عام اتحاد غرب آسيا لكرة القدم فادي زريقات والاتحاد اللبناني لكرة القدم عن نتائج التحقيق بملابسات ملف التحقيقات في قضية المراهنات والتلاعب حول نتائج بعض المباريات للمنتخب اللبناني والاندية اللبنانية في فترة سابقة تمتد الى زهاء ثلاث سنوات، حيث تم إيقاف 24 لاعباً وإداريين من نادي العهد.
وجاء الأمر خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده زريقات مع أمين عام الاتحاد جهاد الشحف في بيروت، واشار الأردني الى ان المعايير التي أعتمدت في الاتحاد معتمدة على المستويين الدولي والقاري مع أقصى السرية والشفافية وبناء على معطيات عدة إضافة الى وثائق وتسجيلات صوتية. وكان الاتحاد اللبناني قد أوكل الى لجنة محايدة للتحقيق في ملابسات القضية وذلك في تعميمه رقم 44/2012، وكان لرئيس الاتحاد اللبناني قد أعلن في تشرين الأول السابق ان الكلام الذي فاض عن وجود مراهنات وتلاعب له أساس من الصحة.
وتحدث زريقات تفصيليا عن التحقيق الذي امتد زهاء ثلاثة أشهر وعلى ثلاثة مراحل حيث تطلب 174 ساعة عمل وتم الاستماع الى 65 شاهداً بينهم 18 إداريا وثلاثة حكام، وتبين ان هناك 24 لاعبا متورطا في القضية، وأكد ان الأندية اللبنانية المعنية كانت متعاونة وان لجنة التحقيق رفعت توصيات الى الاتحاد بالعقوبات لكي يتم اتخاذها بعدما قسمت على أربعة مستويات تترواح بين الإيقاف والغرامة المالية، وان اللجنة سلمت الوثائق كاملة الى الاتحاد الذي قرر دمج آخر مستويين من العقوبة بعوبة واحدة مخففة وذلك لأمور عدة تتعلق بوضع اللعبة في لبنان وان المتوطين تم إغوائهم.
وكلف الاتحاد زريقات بتلاوة العقوبات حيث تم إيقاف الدوليين مهاجم بيرسيبا باليكابان الأندونيسي محمود العلي ومدافع سيلانغور الماليزي رامز ديوب لمدى الحياة إضافة الى غرامة بقيمة 15 ألف دولار أميركي لكل منهما، واللاعبان نالا العقوبة من الفئة الأولى بإعتبارهما الرأس المدبر للمراهنات وأمنا التواصل بين اللاعبين وشركات المراهنات في شرق القارة الآسيوية إضافة الى بعض المكاتب في لبنان والتي أنشأت تحت مسمى شركات استيراد وتصدير. وفي الفئة الثانية من العقوبات فتم إيقاف لاعب العهد هادي سحمراني ولاعب وسط النجمة محمد جعفر لمدة ثلاثة مواسه إضافة الى غرامة مالية بقيمة سبعة آلاف دولار.
وفي المستوى الثالث الذي ضم لاعبين مرتشين إضافة الى بعض “الشهود الملك” الذين خفضت عقوباتهم بسبب اعترافاتهم عن زملاء لهم، تم إيقاف عشرين لاعباً لمدة موسم واحد (آخر الموسم الجاري أي 8 مباريات) وغرامة ألفي دولار هم: علي بزي، علي فاعور، أحمد زريق، حسن مزهر، عباس كنعان، الفلسطيني محمد أبو عتيق، حسين دقيق، محمد باقر يونس من العهد، حسن علوية ونزيه أسعد وحسن شريفة وسامر زين الدين (لاعب العهد سابقاً) من النجمة، طارق العلي (لاعب المبرة السابق والعهد الحالي) علي السعدي وعمر عويضة وبشار المقداد من الصفاء وأحمد يونس لاعب الخيول ومنتخب الشباب سابقا.
كما تم ايقاف إداري العهد ومترجم المنتخب اللبناني السابق فادي فنيش الذي اعتبر أحد الرؤوس المدبرة مدى الحياة إضافة الى شطبه من سجلات الاتحاد ومنعه من دخول الملاعب أو شغل اي منصب في رياضة كرة القدم، وأوصت اللجنة بإبعاد إداري نادي العهد علي زنيط عن العمل كوكيل لاعبين أو إداري في أي ناد دون ان يتم ايقافه بحسب تعميم الاتحاد الصادر اليوم الثلاثاء رقم 9/2013، وتم تحذير العاملين كوكلاء لاعبين بأن يكونوا حاصلين على إجازة وتصريح من الاتحاد الدولي “فيفا”.
وكان زنيط قد سهل فوز الشرطة السوري على العهد في كأس الاتحاد الآسيوي وذلك عبر الايعاز للاعبيه باللعب في غير مقدرتهم لتسهيل الفوز للفريق السوري علما بان المباراة انتهت بفوز الفريق السوري 6-2 حينها.
وأوصت اللجنة بتوجيه الشكر الى نادي العهد الذي تعاون بشكل كبير مع التحقيق إضافة الى إجرائه تحقيقات داخل النادي وتقديم كل الوثائق والمستندات التي تتعلق بالقضية، كما تم توجيه تنبيه الى رئيس وإداري في نادي المودة طرابلس (الدرجة الثانية)، علما بان اللاعب محمود العلي يشغل منصب أمين السر، وألمح زريقات الى بعض المعوقات بعدم الحصول على حسابات مصرفية وتسجيلات هاتفية وأرقام الهواتف، علما بأن هذه الأمور تتعلق بالدولة اللبنانية وخارجة عن إرادة الاتحاد.
ومن أبرز التوصيات التي قدمتها اللجنة للاتحاد تطبيق منظومة الاحتراف، رفع المستوى الثقافي عند اللاعبين الذين بغالبيتهم ليس لديهم مستوى تعليمي متقدم، تنظيم دورات تثقيفية عن المراهنات والتلاعب، ايجاد دور رقابي للحكومة اللبنانية، تشكيل هيئات قضائية فاعلة داخل الاتحاد (لجنة الانضباط ولجنة الاستئناف)، تشكيل لجنة تعنى بأوضاع اللاعبين وحفظ ملفاتهم، عدم السماح بممارسة مهنة وكيل لاعبين دون شهادة من الفيفا، إجراء تحريات عن مكاتب المراهنات العاملة في لبنان، مراعاة تعيين مدراء للمنتخبات حيث يجب ان يتوفروا على خبرة احترافية، عدم الجمع بين صفة إداري ولاعب في الكرة اللبنانية، تدعيم كافة العقوبات من وزارة الشباب والرياضة اللبنانية، واعتبر زريقات ان تورط بعض اللاعبين هي بمثابة الخيانة العظمى بشكل أساس.
ورداً على أسئلة الصحافيين حول تورط بعض اللاعبين في مباراة لبنان وقطر في الثالث من حزيران/يونيو الماضي والتي فاز فيها العنابي 1-صفر إثر خطأ دفاعي فادح من الموقوف رامز ديوب، قال زريقات: “ديوب أوقف بسبب تورطه في مباريات كثيرة ولقاء قطر ليس بالأساس”، ثم قال لاحقا: “لم يتورط ديوب في مباراة قطر بل في لقاءين للبنان ضد مضيفه الكوري الجنوبي إذ انتهت الأولى في الدور الثالث لتصفيات كأس العالم بخسارة منتخب الأرز صفر-6 والثانية في الدور الرابع صفر-3″، وتحدث عن ظروف التلاعب التي لا تتم على نتيجة المباراة فحسب بل على عدد الانذارات وحالات الطرد والركلات الركنية وأمور دقيقة في كل مباراة.
واشار الى ان المباريات التي ثبت فيها تورط كانت ضمن بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وكأس الاتحاد العربي وتصفيات كأس العالم وكأس آسيا للشباب وتصفيات كأس آسيا إضافة لبعض المباريات الدولية الودية. وكشف ان ديوب والعلي لم يعترفا بل تم ايقافهما بعدما شهد العديد من اللاعبين ضدهما.
وأكد الشحف ان الاتحاد سيتابع الموضوع وسيصادق على العقوبات ويرسلها الى الاتحاد الدولي علما بانه يحق لأي لاعب ان يستأنف العقوبة وان الاتحاد راعى في بعض العقوبات اللاعبين وحالة كرة القدم اللبنانية وأنديتها، مضيفا “الأهم بالنسبة لنا هو بتر الرأس المدبر لهذه الآفة الطارئة على كرة القدم اللبنانية وهذه المؤامرة ضد المنتخب اللبناني وهناك وضع استثنائي لبعض اللاعبين”.
وأكد الاتحاد في تعميمه الأخير انه سوف يرفع في خلاصة التقرير أسماء المتورطين الى الاتحادين الدولي والآسيوي ووزارة الشباب والرياضة اللبنانية ليقوموا باتخاذ الاجراءات المناسبة.