إيران تسجل نقاط في مفاوضاتها المتكررة مع الـ«٥+١»
باريس – بسّام الطيارة
ماذا حصل في لقاء ألماتاي الأخير بين إيران والـ«٥+١»؟ وما هو العرض المحسن الذي قدمته الدول الكبرى لإيران؟ مصدر ديبلوماسي غربي قال ل+«أخبار بووم» بأن العرض يحمل النقاط الأساسية الثلاث التالية: ١) رفع بعض العقوبات المتعلقة بالسماح لايران بتصدير الذهب والمعادن الثمينة والمشتقات النفطية. ٢) التعهد بعدم فرض أي عقوبات إضافية خلال مرحلة بناء الثقة التي يمكن أن تدوم لمدة ستة اشهر. ٣) تجميد منشأة فوردو ووقف التخصيب بنسبة عشرين في المئة. وكشف الديبلوماسي بأنه «تم تبادل أوراق العرض والعرض الإيران» الذي أكد على ثلاث نقاط أيضاً : ١) عدم وقف منشأة فوردو ٢) الاعتراف بحق إيران في التخصيب ٣) رفع العقوبات.
إذا كانت حصيلة الاجتماع «حوار طرشان»، ولا بد أن المحاورة الأميركية ويندي شيرمان ذهبت إلى إسرائيل كما علمت «أخبار بووم» لنقل خبر هذا الحوار العقيم وطمأنة تل أبيب بـ«أن الحوار قائم وضرورة ضبط النفس».
إذ أنه اجتماع بعد اجتماع وتتوضح صورة ميزان القوى بين إيران ومجموعة «٥+١». يمكن بفضل «محرك غوغل للبحث» على أنترنيت معرفة مقدار التقدم الذي أحرزه «ملف إيران النووي» من وجهة نظر «٥+١» ومن وجهة النظر الإيرانية.
إذ أن تطورات هذا الملف لها قراءتين: قراءة حول «ما حققته إيران خلال هذه السنوات» وقراءة التقدم الذي أحرزته المجموعة الدولية لمنع إيران من تطوير صناعة نووية ذات استعمالات عسكرية.
من دون العودة إلى عهد الشاه حين وقعت فرنسا وألمانيا عقوداً لتجهيز إيران بمفاعلات نووية شكلت «نواة لمراكز أبحاث المعرفة النووية اليوم»، فإن الأمم المتحدة تحركت مباشرة بعد إعلان أحمدي نجاد في ١١ نيسان «تخصيب اليورانيوم في إيران» ما قاد إلى تحرك الوكالة الدولية للطاقة النووية وصدور أول قرار لمجلس الأمن (رقم ١٦٩٦) يهدد بعقوبات.
قبل ٧ سنوات كانت إيران تبدأ الخطوات الأولى في طريق التخصيب بدرجة ٣،٥ في المئة، اليوم وباعتراف الغرب والوكالة الدولية فإن إيران خصبت ما يعادل الـ ٨ طن بهذه النسبة وباتت تخصب بدرجة ٢٠ في المئة الأقرب استعمالاً للأنشطة العسكرية وتتلك حوالي الـ ١٦٧ كيلوغرام من هذا الغاز. ومن المعروف أن «عتبة القنبلة النووية» هي بحدود الـ ٢٤٠ كيلوغرام. وتعترف مجموعة «٥+١» بأن إيران تخصب بشكل متزايد ولكنها لا تتجاوز هذه العتبة (حتى لا تستفز إسرائيل حسب ديبلوماسي غربي مقرب جداً من هذاالملف)، وهي تلجأ لـ«إعادة تدوير وتسليب» غاز اليورانيوم لجعله وقوداً للمفاعلات النووية السلمية.
سألت «أخبار بووم» خبيرآً يتابع الملف: هل من الممكن «إعادة اليوانيوم المصلب لاستعمالات عسكرية» لم يتردد الخبيربالإجابة بـ «نعم». ما يدل على أنه خلال سبع سنوات فإن إيران «تخزن يورانيوم بشكل مكثف وباتت «تمتلك تقنية التخصيب وتحويل اليورانيوم في الاتجاهين» حسب قول الخبير.
إذا لماذا هذه الاجتماعات الدورية. علماً أن الخبراء سيجتمعون في ١٨ آذار/مارس تحضيراً لاجتماع على مستوى سياسي مرة ثانية في ألمتاي في ٤و٥ نيسان/أبريل المقبل؟ مجموعة «٥+١» : تقول بانه من الضروري إبقاء باب الحوار مفتوحاً إلى جانب تشديد العقوبات. وفي المقابل ترفض المجموعة «الاعتراف» بأن إيران تكسب الوقت في هذه المفاوضات وتزيد من مخزونها ومن عدد طاردات التخصيب، وترى أن إيران «تتخوف من ضربة إسرائيلية»وهذا ما يدفعا لمتابعة التفاوض، رغم أنها خسرت ٤٩ مليار دولار فقط في السنة الماضية أي ١٠ في المئة من ناتجها القومي في اعام المنصرم. وعندما نلفت نظر الديبلوماسي بأن «الحديث والمفاوضات ابتعدت اليوم عن مبدأ التخصيب بنسبة ٣،٥ في المئة الذي بات مقبولاً» وحصلت طهران على اعتراف بإمكانية إبقاء مخزونها من اليورانيوم، يقول هذا الأخير بأن «ريران كان تستطيع الوصول إلى هذه انتيجة من دون العقوبات».
في الواقع فإن إيران تظهر على طاولة المفاوضات أن العقوبات لا تسبب لها أي ضيق رغم مطالبتها المكررة برفعهاو إذ كشف مفاض لـ«أخبار بووم» أن جليلي قال إن العقوبات لها «تأثير إيجابي فهي تحفز إيران على تصدير سلع غير نفطية»
ولدى سؤال المصدر عن سبب استعمال كلمة «محادثات إيجابية» شدد على أن الدول الستة قررت استعمال هذا التوصيف وهو ما فعله جون كيري في باريس.
ورداً على سؤال لـ«أخبار بووم» حول ما إذا كانت إيران تسعى للتماثل بكوريا الشمالية وفرض «واقع على الأرض متمثل بحيازة قنبلة» أجاب المصدر «وماذا يراد منا أن نفعل أن نقصف طهران؟» وشدد على أن المهم هو إبقاء الحوار مفتوحاً وأشار إلى أن «على إيران أن تتحسس بآلام شعبها الذي يئن بسبب العقوبات».
وكشف المصدر بأن الإيرانيين أقاموا حوارات ثنائية مع أربعة من المشاركين في «٥+١» وهم الألمان والبريطانيين والروس والصينيين (الذين يصفقون كلما رفّ جفن جليلي كما وصف مفاوض)، ولكنهم لم يتفاوضوا مع الفرنسيين لاعتبارهم الأكثر تطرفاً في ملفهم النووي، بينما عدم التفاوض مع الأميركيين فهو لرغبة طهران بـ«حوار ثنائي واسع وشامل لكافة القضايا التي تهم الطرفين في المنطقة». ولا يخفي مفاوض أوروبي بأن مجموعة «٥+١» لا تمانع من «انطلاق هذه المفاوضات الثنائية مع الشريك الأميركي إذا قاد إلى الهدف الأساسي أي وقف البرنامج النووي الإيراني المسلح».