أهداف جولة كيري في المنطقة: سوريا وإيران
وصل كيري مساء الاثنين الى ابوظبي في زيارة تستغرق بضع ساعات على ان ان يغادر الى الدوحة صباح الثلاثاء. وقد تعهد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الرياض الاثنين تقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية بدون تسليحها، مؤكدا في الوقت نفسه ان المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي لن تكون الى “ما لا نهاية”.
وكان كيري صرح في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل ان الولايات المتحدة “ستواصل العمل مع اصدقائها لتعزيز المعارضة السورية”. وردا على سؤال حول ارسال دول مثل قطر والسعودية اسلحة الى المعارضين، قال كيري ان لدى “المعارضة المعتدلة القدرة للتاكد من ان الاسلحة تصل اليها وليس الى الايدي الخطأ”، في ما بدا موافقة ضمنية على ارسال اسلحة الى المتمردين “المعتدلين”. لكنه مع ذلك اوضح انه “ليست هناك ضمانات بان لا تصل الاسلحة الى الايدي الخطأ”. ولا تزال الادارة الاميركية ترفض تزويد المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بالاسلحة.
وتدعم دول خليجية وخصوصا السعودية وقطر المتمردين السوريين ضد الاسد، حليف عدوها اللدود ايران.
من جهته، قال الفيصل ان السعودية “تشدد على اهمية ان يتمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع بمواجهة آلة القتل والدمار”. وتابع “بحثنا وقف امداد النظام السوري بالاسلحة التي سيستخدمها في قتل شعبه”. وردا على سؤال عن الاسلحة المرسلة الى المعارضة، اجاب الفيصل بالانكليزية وفقا للترجمة الفورية “لا نستطيع ان نقف صامتين امام المجزرة في سوريا. لدينا واجب اخلاقي (…) لم نر نظاما يستخدم صواريخ استراتيجية ضد شعبه”. واضاف “لا يمكن ان يحق لشخص يقتل شعبه ان يدعي الحق بحكم بلده”.
الى ذلك، التقى كيري في الرياض محطته السابعة ضمن جولة اوروبية وشرق اوسطية ولي عهد السعودية الامير سلمان بن عبد العزيز لكنه لم يلتق الملك عبد الله الذي يمضي بضعة ايام في روضة خريم (60 كلم) شمال شرق الرياض. واجرى محادثات حول ايران وسوريا وقضايا اخرى مع نظرائه الخليجيين الذين اعلنوا تاييدهم تسوية النزاع السوري عبر الحوار مطالبين في الوقت ذاته بحماية دولية للمدنيين.
والتقى كيري بشكل منفصل عددا من نظرائه الخليجيين. وقد طالبت دول الخليج في ختام اجتماعها مساء الاحد في الرياض “الاطراف في سوريا بالتعاطي” مع مبادرة رئيس ائتلاف المعارضة احمد معاذ الخطيب، منددة في الوقت ذاته ب”القتل العنيف غير المبرر للشعب السوري” وداعية الى “حماية المدنيين وفقا للفصل السابع”.
وافاد البيان الختامي للاجتماع الدوري ان المجلس الوزاري “يطالب الاطراف في سوريا والمجتمع الدولي بالتعاطي مع مبادرة” الخطيب “الهادفة الى الاتفاق مع اطراف النظام الذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء على خطوات لنقل سريع للسلطة”. كما طالب مجلس الامن “باصدار قرار ملزم يحدد منهجية واضحة واطارا زمنيا للمحادثات”. واكد ان المجلس يشدد على “اهمية السعي لتوحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الازمة السورية وصولا الى عملية نقل سلمي للسلطة”. واعتبر ان “ما يقوم به النظام السوري من اعتداء وحشي وصل الى استخدام صواريخ سكود المدمرة ضد المدنيين العزل، يتطلب تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه”.
وفي الملف الايراني، اعلن وزير الخارجية الاميركي ان المفاوضات حول برنامجها النووي المثير للجدل لن تستمر الى “ما لا نهاية”، في محاولة على ما يبدو لتبديد قلق حلفائه العرب في الخليج. وقال “نفضل نحن (واشنطن والرياض) خيار الدبلوماسية لكن نافذة الحل الدبلوماسي لن تبقى بكل بساطة مفتوحة الى ما لا نهاية”. واضاف ان “المفاوضات لن تستمر من اجل التفاوض فقط (…) ليس هناك متسع من الوقت لا نهاية له” مكررا بذلك الموقف الذي تعتمده بلاده منذ اشهر حيال مفاوضات مجموعة الخمسة زائد واحد مع طهران.
من جهته، اكد الفيصل ان المفاوضات مع ايران “لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية”، معبرا عن امله في ان “تسفر المفاوضات مع ايران عن حل جذري”. وقال “يجب الاصرار على ايران لكي تظهر دوافعها بوضوح وتفهم ان التفاوض سيكون لفترة زمنية معينة (…) لا يمكن ان تستمر الى الابد”. كما اكد كيري ان بلاده ستقوم بما هو ضروري لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي وذلك من اجل منع انتشار هذا النوع من السلاح في المنطقة. وتابع امام نظيره الذي تخشى بلاده طموحات ايران ان “الطريق الى عالم مع اسلحة نووية اقل لا يمر قطعا عبر طهران نووية”. واوضح في هذا السياق “لن يكون هناك شرق اوسط اكثر امنا او عالم اكثر امنا عندما تكون هناك دولة تصدر الارهاب وتتدخل في شؤون الدول الاخرى وتنتهك توقيعها لمعاهدة منع الانتشار النووي”.
وختم كيري ان “التهديدات ليست ناجمة عن قنبلة نووية فقط بل ايضا عن التهديدات الناجمة عن قنبلة قذرة او مواد يستخدمها الارهابيون”. من جهة اخرى، التقى كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس على “الغداء” بعيد ظهر الاثنين. واعلن كيري ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “على علم” باللقاء. ولا تشمل جولة كيري في المنطقة التوقف في اسرائيل والاراضي الفلسطينية.
من جهته، اعلن سفير فلسطين لدى الرياض جمال الشوبكي ان عباس عرض مع كيري موقف الادارة الاميركية الجديدة بشان القضية الاسرائيلية الفلسطينية قبل زيارة الرئيس باراك اوباما للمنطقة في العشرين من اذار/مارس الحالي.