شافيز على فيسبوك العرب: سباب وشتائم … بكاء وشماتة وتراشق بالـ…شحاطة
غطى خبر وفاة هوغو شافيز على أخبار القتل والدمار في سوريا وحرب الشوارع في مصر وجولة كيري في الخليج وتلميح إيهود باراك إلى استحالة تحقيق سلام مع الفلسطينيين. وهذه «التغطية» انتقلت مثلها مثل كل أخبار العرب إلى «فيسبوك»، مثلها ومثل كل أخبار العرب انقسم رواد الموقع الاجتماعي إلى أربع مجموعات تحوي بشكل عام: ١) المؤيد الأعمى لتشافيز ٢) الرافض بشدة لحكمه ٣) ناقل الخبر وكأن لم يسمع به أحد وهو نوعاً ٤) من لا يلتفت لا إلى تشافير ولا إلى فلسطين ولا أميركا همه الوحيد كلمات يستشعرها ويبدأها بـ«صباح الخير» وإجابات من أصدقائه تشد أزره وتمدح به وبصورة «الصغير» أو بصورة منظر خلاب من …سويسرا.
الملفت للنظر هو أن كافة هذه المجموعات تتعاطى في السياسة العربية بشكل أو بآخر ومثل بالنسبة لها وفاة تشافيز «مدخلاً لفشة خلق» كانت بعض الأحيان من الوزن الثقيل إما عاطفياً أو سياسياً. بالطبع إن مواقف تشافيز بالنسبة للقضايا العربية وخصوصاً قضية فلسطين هي محور أساسي بين «الممانعة والممالئة» حيث أن تأييده للقذافي والأسد وإيران و…بوليساريو استجلب له غضباً جماً من جهة ومباركة وندب وبكاء من جهة أخرى.
في باب النصائح «الوسطية» وجدنا هذا المدون يقول«كل شي صار خصّو بسوريا؟ انو تشافيز رئيس بفنزويلا مش بريف حلب. شيلو سوريا عجنب بكل شاردة وواردة. ممكن واحد يزعل على تشافيز كقائد ثوري وقف بوجه الدول العظمى، وممكن واحد يفرح على وفاتو كديكتاتور لم يتخلّ عن السلطة حتى الرمق الأخير».
تدوينة «طويلة تشرح سبب حب الجماهير لتشافيز : «هوغو تشافيز، هذا المحارب العالمي العنيد للإمبريالية، لقد قاتل بشجاعة نادرة ضد ذئاب الرأسمالية المتوحشة الفالتة من عقال القيم والأخلاق ومفاهيم العدالة والمساواة، ونازلها في كل ساحات الصراع في كل أنحاء العالم، وخصوصا على ارض فلسطين، وحده كان من الأصوات القليلة التي ارتفعت في وجه عدوان عدوان ال 2006 وطرد سفير إسرائيل، كانت تصفه كونداليزا رايس بالوغد، وهو في قيمنا بطل عالمي خالد، أقام جسرا وطيدا بين الشعوب والأمم المقهورة.
وداعاً …يا من طردت السفير الصهيوني لأن الحياة هي وقفة عز فقط
وداعاً… يا من ناصرت القضية الفلسطينية حتى النفس الاخير
وداعاً …يا من كنت عروبي أكثر من العرب أنفسهم
وداعاً يا رفيق المناضلين … ليش شعبك من خسرك فقط , كلّنا خسرناك
وداعاً وسلامي الى روح غيفارا وكل الذين رحلوا باكراً دون وداع …
طوبى لروحك ..فـ لترقد بسلام حيث لا وجع و لا أنين و لا حزن و لا ألم …». ولا يتردد آخر من «أشهد اني بكيت هوغو تشافيز بحرقة..» ويضف خرقته «اليوم مات عدو كبير للإستكبار العالمي.. اليوم مات سند كبير لكل المستضعفين في الأرض… اللهم ارحم هوغو تشافيز …برحمة كل مستضعف ادخل السرور الى قلبه…وكل فقير حمل همه..». ويتساءا آخر «بأي حق يأخذ الموت هكذا رجال ؟». ويعطي آخر فسحة للأمل فيكتب «رغماً عن إمبرياليتهم..وصهيونتهم……نقاوم وننتصر ……. وداعاً…».
وأيضاً لا بد من «فرز الألم» على الوضع العربي فيكتب آخر «مات القائد الملهم .. الاب القائد .. راعي الفلاحة والفلاحين .. العمالة والعمالين ..» ونظر صوب قطر فيكتب «الله يلعن ر.. يا حمد .. حتى تشافيز ما خلص منك؟».
ولكن هناك من ينقد بأسلوب علمي يبدو أنه خبره جيداً فيكتب على وتر وشهد شاهد من أهله سابقاً «مات هوغو شافيز أحد داعمي النظام الأسدي وأصدقاء الجمهورية الاسلامية وروسيا . لا شماتة في الموت . الرجل الذي قدَّم نفسه كقائد يواصل الثورة البوليفارية وجمع بين ماركسية اكزوتيكية ومسيحية “التحرير” والطابع العسكري الانقلابي كان أوتوقراطياً شعبوياً بامتياز . فهو شدَّد الخناق على الحريات لكنه لم يُلغِها او لم يستطع إلغائها ودعا إلى محاربة الامبريالية ولكنه فشل في التنمية واراد نفسه اشتراكياً لكن تأميمات ظاهرها التوجه الاشتراكي في القطاع النفطي وسواه زادت في تراجع الصناعة والخدمات والتعليم والنقد . ومكان فساد الطبقة السياسية حل فساد الاوليغارشيا المحيطة ب”القائد” وحزبه”الطليعي” ورغم خط الرشى الاجتماعية اشتد النزوح الريفي وتوسعت ضواحي البؤس ومظاهر اللاأمن التي تزامنت مع انشاء ميليشيات موالية للسلطة ولقمع خصومها والتي تعتبَر اليوم إحد مصادر التهديد بنزاع اهلي عنيف . الآن تحيق المخاطر بمستقبل فنزويلا البلد الذي كان بإمكان أي حكم ديموقراطي رشيد أن يحيلها إلى نمرٍ اقتصادي جديد منطلقاً من ثراء باطن ارضها وقوتها العاملة».
وآخر يقودنا نحو رمال المغرب ومسألة الصحراء الغربية «اللهم لا شماتة في الموت..لكن وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أحد أعداء الوحدة الترابية لبلدي و داعمي انفصالييها…فيها بالتأكيد خسارة للكثيرين و راحة للكثيرين»، ولكن لا يمكن الابتعاد عن الوضع في سوريا فيعد آخر البوصلة إلى المشرق «بالأمس القريب انتهج بشار الأسد نفس النهج وقف إلى جوار الحقوق العربية وانتقد أمريكا وهاجم إسرائيل حتى ظننا أنه أعظم حكام العرب على مر التاريخ و ها هو اليوم يمزق أجساد شعبه إربا إربا من اجل الكرسي».
ويشتد الصراع بين رواد فيسبوك فينزل المستوى قليلاً ويكتب أحدهم متكلماً باسم الملايين «اذا بنظرك شافيز كان ديكتاتور … بنظر الملايين انت شحّاطة …».
وفي هذه الأثناء ينتظر البعض الآخر الكلمات الرقيقة التي كانوا يتصبحون بها فيسأل أحدهم «وين صرت؟» أو «أين أنت اليوم» فيجيب آخر «كل العالم مطبولة بتشافيز ..كنت مستني اشوف عن شو بدك تحكي».